الرائد والعقيد في الزمن الفريد
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

الرائد والعقيد في الزمن الفريد

المغرب اليوم -

الرائد والعقيد في الزمن الفريد

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

جاءت ثورة الفاتح من سبتمبر (أيلول) الليبية، في زمن له خصوصيته الفريدة ليبياً وعربياً ودولياً. كانت ليبيا في مفترق طرق بكل المقاييس.
بدأت الثروة النفطية ترفع أعمدتها فوق الأرض وتدخل إلى بيوت الناس، في حين بدأت الفوارق بين الجيلين السياسيين الأول والثاني تتحرك، والملك إدريس السنوسي أدرك ذلك، ولكن بحكم السن، لم يتمكن من اتخاذ القرارات الحاسمة لمواجهة الحقائق التي يراها تتحرك أمامه. أراد تغيير النظام الملكي إلى نظام جمهوري، لكن رفاقه من الحرس السياسي، عارضوا ذلك بشدة.
عربياً كان زخم المد القومي العربي فاعلاً رغم الهزيمة العسكرية العربية الصاعقة في حرب يونيو (حزيران) 1967 أمام إسرائيل. بدأت مصر في حرب الاستنزاف. تغير الخطاب السياسي العربي وتوارت التعبيرات الساخنة وفي مقدمتها «الثورية والرجعية»، وفرض الواقع الجديد تقارباً هادئاً بين الدول العربية. على المستوى العالمي، كانت الحرب الباردة بين الشرق والغرب على أشدها وتشكل وضعاً عالمياً فرض نفسه.
قامت ثورة الفاتح في ليبيا بقيادة ضباط شباب من ذوي الرتب الصغيرة، وأعلنوا منذ اليوم الأول هويتهم القومية العربية المؤيدة لفكر وسياسة الرئيس جمال عبد الناصر. الضباط الوحدويون الأحرار هم من نفّذوا ذلك التغيير في ليبيا، وعلى رأسهم أعضاء مجلس قيادة الثورة الـ12، يترأسهم العقيد معمر القذافي. ظهر إلى جانبه مبكراً الضابط الرائد عبد السلام جلود، وأدرك الجميع أنه الثاني في الترتيب القيادي بعد العقيد معمر القذافي.
في مذكراته التي صدرت مؤخراً واختار لها عنوان «الملحمة»، عرض الرائد عبد السلام جلود محطات من تاريخ علاقاته مع الطالب ثم الضابط، وبعد ذلك القائد العقيد معمر القذافي. بعد اللقاء الأول بينهما في المعتقل بمركز البوليس بمدينة سبها، كان اللقاء الثاني بـ«غابة حجارة» قرب القسم الداخلي بمدينة سبها.
قال عبد السلام جلود في الصفحة 28 من ملحمته: «جاء القذافي حاملاً معه صرة فيها القليل من الخبز والجبن وبضع تفاحات، وكان معه مذياع صغير. ثم بدأ حديثه معي قائلاً: يا عبد السلام، المظاهرات والاعتصامات عمل سلبي، ولا بد من الانتقال إلى العمل الإيجابي المنظم...»، ويستمر عبد السلام، قائلاً في مذكراته: «أعطاني معمر مجموعة من الكتب منها: مؤلفات ساطع الحصري، وكتاب يا ولدي هذا عمك جمال»، تأليف أنور السادات.
لماذا قرر معمر اللقاء المباشر الثنائي مع جلود؟ في أي مشروع سياسي أو أدبي أو فني أو غيره، يعرض المبادر أو المبدع، بذرة أفكاره على شخص يرى فيه قدرات أو إمكانات ذاتية معينة، وفي حالة العمل السياسي السري في دولة تجرم العمل الحزبي العلني والسري، يكون هناك شرط أساسي حاسم وهو الثقة المطلقة بالطرف الثاني، من دون شك فقد توجه الطالب معمر القذافي إلى الطالب عبد السلام جلود عندما وجد فيه ما كان يبحث عنه. كان معه في المدرسة عدد من الطلبة الذين تجاوبوا مع أفكاره، لكنه مع ذلك لم يجد فيهم المواصفات الشخصية التي رسمها لمشروعه. كان لقاؤهما في «غابة حجارة»، الحجرة الأولى في تأسيس العلاقة السياسية والشخصية بينهما، وتواصل البناء عليها عبر مسيرة متواصلة استمرت لعقود من الزمن في العمل السري، وبعد ذلك على قمة السلطة في ليبيا.
بعد طرده من فزان، انتقل معمر القذافي إلى مدينة مصراتة، حيث واصل دراسته في المرحلة الثانوية، وحمل معه مشروعه الفكري والثوري والتنظيمي، وباشر في توسيع خلايا تنظيمه السري بين طلبة المنطقة من طلاب مصراتة والخمس وغيرهما من زملائه الطلبة، وذهب جلود إلى طرابلس حيث واصل دراسته الثانوية.
في الصفحة 34 من ملحمته قال عبد السلام جلود: «كنا قد أسسنا في عام 1959 تنظيم حركة الوحدويين الأحرار. وفي عام 1960، اختار التنظيم لجنة مركزية برئاسة معمر القذافي وعضوية كل من عبد السلام جلود، ومحمد الزوي وسالم الطاهر الحضيري وإمحمد الحضيري ومحمد خليل وسالم والي وعمر المحيشي وإبراهيم أبجاد والهادي فضل. في عام 1963 اقترح الأخ معمر أن يتوجه أعضاء الحركة إلى الكلية العسكرية، متخلياً عن أساس الحركة وهو التوجه إلى الجامعات والمعاهد العليا لتفجير ثورة شعبية تطيح بالنظام الملكي العميل». في هذا الاقتباس من المذكرات، نقف عند حقائق لها دلالات كبيرة ومهمة. أولها، أن معمر القذافي هو قائد التنظيم منذ بداية مأسسته. وثانيها، أن اللجنة المركزية ضمت ثلاثة عناصر من خارج ولاية فزان، وهم عمر المحيشي ومحمد خليل من مصراتة، وسالم والي من الخمس. وثالثها... لأول مرة يفاتح معمر القذافي زملاءه بضرورة التوجه إلى الكلية العسكرية، وهنا تتبدى القدرة القيادية لمعمر القذافي. فهو لم يفاتح زملاءه منذ البداية بمشروعه العسكري خوفاً من ترددهم أو اختلافهم حول ذلك، ولكنه طرح هذا المشروع بعد مأسسة الحركة، وفي النهاية قبل أغلبهم بما اقترحه، بمن فيهم عبد السلام جلود وعمر المحيشي اللذان قال جلود إنهما صوّتا ضد مقترح معمر، لكنهما التحقا بالكلية العسكرية، بل أصدرت اللجنة المركزية قرارات أهمها: 1ـ يجب على كل أعضاء الحركة الانتساب إلى الكلية العسكرية 2 ـ على أعضاء الحركة الذين يتم قبولهم في الكلية العسكرية، أن يعملوا من أجل ضم أكبر عدد ممكن من الطلبة.
هكذا أدخل معمر القذافي الجميع في الحلقة الثانية من مشروعه الذي يتبع خطوات معلمه جمال عبد الناصر، الذي أخذ منه اسم الحركة، وكذلك الباب الذي يلجه نحو السلطة وهو العمل العسكري.
طيلة وجوده في مدرسة مصراتة الثانوية، لم يتوقف الطالب معمر القذافي عن الاتصال الدائم بجميع زملائه في الحركة محافظاً على حيويتها ويدفعهم إلى الحلقة الثانية في سلسلة مشروعه، وهي الالتحاق بالكلية العسكرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرائد والعقيد في الزمن الفريد الرائد والعقيد في الزمن الفريد



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib