الغد الفرنسي
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الغد الفرنسي

المغرب اليوم -

الغد الفرنسي

سوسن الأبطح
بقلم : سوسن الأبطح

حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير مصدّق بأن أعمال العنف انتهت في بلاده، وإن هدأت، بعد خمسة أيام من الشغب، أحرقت خلالها خمسة آلاف سيارة وما لا يقل عن ألف مبنى، بينها مدارس ومكتبات وقاعات رياضية، وبلديات، وسرقت محلات تجارية واعتُدي على رؤساء بلديات. ثمة اقتناع بأن ناراً تحت رماد، وأن الآتي لن يكون سهلاً.

تسمع تشخيص ماكرون لأسباب الغضب، تظن أنه رئيس من العالم الثالث، يتهم وسائل التواصل المحرضة، يتحدث عن تأثير عنف ألعاب الفيديو، وما توحيه للمراهقين من رغبة في تقليدها، يهدد الأهالي بمعاقبتهم؛ لأنهم يتركون أطفالهم في الشوارع بعد منتصف الليل يعيثون فساداً. وكله صحيح في جانب منه إلا أن القضية أكبر، والشرخ يزداد عمقاً.

فرنسا تغيرت ديموغرافيتها بمرور الوقت. الدول الاستعمارية لم تتمكن من إغلاق أبوابها، حين بدأت تشعر بالخطر. فهي إن توقفت عن استقبال المهاجرين اختنقت وشلّت، وإن استقدمت اليد العاملة التي تحتاجها، انقلبت قيمها، وتحولت ملامحها.

تمشي في باريس، فلا تعثر على فرنسا التي كنت تعرفها قبل عشرين سنة. تستغرب أن ترى صناديق خضراوات معروضة أمام سوبر ماركت، ومحلات تبيع كل شيء وأي شيء في وقت واحد، من الحذاء إلى زجاجات النبيذ وأغطية الأسرّة، في جادة السان ميشال التي كانت مقصد الطلاب والمفكرين، وقِبلة الباحثين عن الإصدارات وأهم المكتبات.

كانت مشاكل شبان الضواحي مغلقة عليهم في أحيائهم، يغضبون ويحطمون ويتواجهون مع رجال الشرطة، وكأنهم لا يشكلون خطراً سوى على أنفسهم، صاروا يزحفون ويتمددون إلى وسط المدن. أصبحوا أصغر سناً، بينهم أطفال دون الثانية عشرة، وهم أسرع وأكثر خفة وشراسة وعناداً وإصراراً على التخريب.

لكن في فرنسا الغاضبون كثر، والمهاجرون ليسوا وحدهم المتحفزون للتظاهر والتعبير في الشارع. رأينا سلسلة من الموجات الاحتجاجية في السنوات الأخيرة. تابعنا «السترات الصفراء» ومن بعدهم مظاهرات المناهضين للتطعيم ضد «كوفيد»، والمحتجين على القناع، تلتهم موجة المعترضين على إصلاح نظام التقاعد، والراغبين في وقف مشروع أحواض تجميع المياه الجوفية في سانت سولين وسط وغرب فرنسا، لاستثمارها صناعياً، وهم بالآلاف، يريدون حماية البيئة من جشع الصناعيين.

وزير الداخلية جيرالد دارمانان اعتبر أن أقصى اليسار، كما اليمين المتطرف، يمارس عنفاً شديداً ضد رجال الشرطة. «أمر لا يوصف ولا يمكن التغاضي عنه». في سانت سولين عثر قبل التجمع الكبير على معدات خطيرة وأسلحة من كرات حديدية ومقالع ومواد حارقة وسكاكين وفؤوس.

العنف سياسي أيضاً وفرنسا منقسمة، والشرخ يكبر، بين من عمل على تبرئة الشرطي وشيطنة الطفل نائل، ومن شيطن الشرطي وأخرج المراهق مجرد ضحية، أجهز رجل الأمن عليها بوحشية.

هناك من جمع المال لمناصرة أهل الشرطي الذي أردى المراهق، الجزائري الأصل، نائل ( 17 عاماً) حين رفض الامتثال للشرطة. هؤلاء تمكنوا من جمع ما يناهز مليون ونصف مليون يورو، وهو ما أسماه البعض «صندوق الفخر»، وسماه آخرون «صندوق العار»، ولم يكن يتوقع أن يحصل هذا الفريق على أكثر من خمسين الفاً. أما من طلبوا مساعدة عائلة الشاب نائل، فلم يجنوا أكثر من 300 ألف يورو. علماً بأن من يرى مشاهد الغضب والثورة، والمباني التي تنهار حرقاً وتخريباً، وتسقط كأنها مصنوعة من البسكويت ويشاهد النيران، وهي تشبّ في السيارات في الأيام الماضية، يظن أن المدن وضواحيها كلها في رفض واحتقان.

فرنسا مصدومة وخائفة، وتتوجس من غدٍ لا يبدو سهلاً. لقد فعلت الحكومات المتعاقبة الكثير لمساعدة أهالي الضواحي، صرفت الملايين على مشاريع الإسكان والتعليم والرياضة والفنون والمواصلات، لكن هؤلاء يقولون إن حياتهم لم تتحسن، وفرص العمل ليست أفضل، ولا المدرسة تؤهلهم لنجاح أكبر. تبين أن ضاحية «سان دوني» في باريس كانت تزار من قبل هيئات وزارية كل يوم تقريباً في السنوات الماضية، في حرص على إبقاء الأوضاع تحت السيطرة.

لكن بما أن «الفقر يولد النقار» وثمة من أضاف الانفجار. فإن مشاكل الهجرة والإحساس بالاضطهاد تتصاعد بعد الوباء وحرب أوكرانيا والأزمات الاقتصادية. في المقابل يتنامى شعور بعض الفرنسيين بأنهم باتوا محاصرين بفئة جديدة من الناس لا تشبههم. والسياسة كما في أماكن كثيرة، لا ضمير لها ولا خلق، هي استثمار، غالباً، وانتهازية وتوظيف في المشاعر. والمأساة أن هذا الصنف من الاستغلال اللاإنساني الرخيص بات مبرراً للوصول إلى قلوب الناخبين والفوز في الصناديق حتى في الديمقراطيات العريقة.

جنون المحتجين في الأيام الفائتة وبشاعته، سيكون مبرراً لمزيد من التضييق، ولكلام أعلى في العنصرية والانغلاق، وسن القوانين المتشددة. مشاهد العنف لن تنسى بسهولة. والإجراءات الحاسمة لا بد أن تتخذ. وفي المقابل ثمة من سيشعر بأنه مستهدف للونه أو لأصوله.

فرنسا ضائعة بين نارين، شارك في التأجيج والتجييش في كلا الطرفين، سياسيون ووسائل إعلام وكتّاب، وانتهى الأمر بإحراق وتكسير وخسائر، ومزيد من الكلام العنصري، والقليل جداً من الحكمة والروية والتعقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغد الفرنسي الغد الفرنسي



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib