جنوح الفلسفة
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

جنوح الفلسفة

المغرب اليوم -

جنوح الفلسفة

سوسن الأبطح
بقلم:سوسن الأبطح

تريد اليونيسكو  من العالم أن يتفلسف، للناس أن يطلقوا العنان لأفكارهم، أن تكون في الخميس الثالث من كل نوفمبر (تشرين الثاني) أخيلة البشر حرة، لتتصور مستقبلها، وكيفية إعادة بناء أخوّتها المفقودة. هذه السنة، العنوان هو «الإنسان الآتي»، والحال ضياع وفوضى وخوف من حروب وفقر وجوع. ثمة اعتقاد بأن الفكر وحده قادر على اجتراح معجزة الخلاص. ووسط أجواء الاحتفالات بقيمة العقل، وثمار الاجتهاد، تأتي إنذارات، من عدة مدن فرنسية، تحذر من مهرجان للفلسفة سيقام، بالمناسبة، في 7 مدن تنظمه جمعية «نيو أكروبوليس» المرخصة في البلاد منذ 1973. ومع ذلك، تحوم الشكوك حولها، وصدرت بحقها عدة مذكرات، تضعها على اللائحة السوداء.

منظمة غير ربحية تأسست في الأرجنتين عام 1957، على اعتبارها مدرسة للفلسفة، وتطورت لاحقاً وانتشرت، وتحولت إلى منظمة تعرف بنفسها بأنها تعنى بالدراسات والممارسات الفلسفية.
ومشكلة الفلسفة في المتفلسفين، الذين يتطرفون يميناً أو يساراً، ويؤدي الشطط إلى جرائم، والمبالغة إلى كوارث، ثم تتساءل عن جدوى أن يترك الحبل على غاربه، حتى يصعب عليك فهم الفرق بين إعمال العقل لصالح الخير، أو إعماله للتلاعب بالآخرين، واستغلال ضعفهم.
ثمة مذكرة لوزارة الداخلية الفرنسية، صدرت العام الماضي، تلفت إلى أن بعض المجموعات التي تتغطى بستار التفلسف وحرية الفكر والمعتقد تنتهك الحريات وتستعبد الأفراد. هناك مجموعات تمنع المنخرطين فيها من ممارسة حقهم في التصويت، وتصل بهم إلى انحرافات أو اعتداءات جنسية، ويتعرضون للضغط والنبذ حين يفكرون في التراجع أو يترددون في ممارسة السلوكيات المفروضة عليهم.
وبالعودة إلى «نيو أكروبوليس» التي لها عشرات المراكز في أنحاء فرنسا، ويوحي موقعها الرسمي، وبرنامجها لليالي الفلسفية، بأنها تعشق العقل وتناضل من أجل الانعتاق، فهي متهمة بأنها تروج لآيديولوجيا يمينية متطرفة، وأن لها ميليشيا سرية، وجهازها الاستخباراتي الخاص.
تقارير قديمة تشير إلى أن الجمعية تروج لعنصرية قريبة من النازية الجديدة، وتمارس استبدادية على أعضائها. كل هذا تحت ستار الفلسفة وإطلاق العنان للأفكار. هذه الفرقة ليست حالة معزولة، فنحن نسمع كل يوم عن فكر جديد. وما أن تفتح صفحات «تيك توك» أو «إنستغرام» حتى يطلع عليك حكماء العصر الحديث، الذين تجهل مؤهلاتهم، وخلفياتهم، أو مدى نجاحهم في حياتهم أو فشلهم، وكمّ العقد التي تحركهم، ليمطروك بنصائحهم. منهم تعرف كيف تصبح سعيداً. وأفضل وسيلة لجمع المال. وسبيلك للتخلص من الأرق. حتى كيف تنتقم من عدوك، أو من الذين تحتسبهم أصدقاءك.
لم تخلُ الفلسفة يوماً من خطر الانزلاق. الاشتراكية نظرية في غاية النبل والسمو حين تقرأها، ومع ذلك لم تجلب السعادة لأغلب المجتمعات التي طبقت فيها. تغلبت غرائز السرقة والانتهازيين على مصلحة عامة الشعب الذين تركوا في فقر وحاجة وشظف عيش. وجاءت النظرية الرأسمالية وقحة، جشعة، شجّعت على المنافسة والمزاحمة، وأعلت من قيمة الشطّار على حساب المساكين. وتباهى على الخلق الأغنى بينهم والأذكى والأقدر على مراكمة الثروات، والتمتع برغد الحياة. وبات من الطبيعي أن يملك 26 شخصاً في العالم ثروة تعادل ما يملكه نصف سكان الأرض. بل إن كلاً منهم، هو اليوم أنموذج للنجاح والتفوق، يباهى به ويحتذى. وصارت الرأسمالية، وقد اقترنت بالديمقراطية الأوفر شعبية بين الأمم.
لم تكن الفلسفة بريئة في أحيان كثيرة، وضحاياها بالآلاف. أنجبت نظرية تفوق العرق الأبيض، أسوأ أشكال الظلم والاستعباد، منذ القرن التاسع عشر. أقنع الغربيون أنفسهم بأنهم أعلى كعباً من بقية البشر، وأن بمقدورهم أن يستعمروا ويستعبدوا، ويمتصوا دماء أمم كثيرة، بحجة أنهم يسعون لتطويرهم وترقيتهم. ولا تزال نظرية استعمار الشعوب بحجة نشر الديمقراطية سارية المفعول، ومرحباً بها من بعض الضحايا. وهي واحدة من سلالات فلسفة تفوق الرجل الأبيض، التي تتناسل و«تندغم» في نظريات تتعدد أسماؤها، ويبقى مضمونها واحداً.
نظرية التفوق يطبقها الرجل الأبيض، لأنه يمتلك أدواتها التي حرم منها آخرون. لكن كل دين يرى في أتباعه تمايزهم على غيرهم، والسود لهم نظريتهم الفوقية أيضاً، وإن كانت أقل شهرة، وأتت كردة فعل على البيض. وبقي الأميركيون يستعبدون السود بوحشية، ويمارسون عليهم سطوتهم بشكل غير أخلاقي حتى بعد أن أصدر الرئيس أبراهام لنكولن إعلان تحرير العبيد عام 1863.
وفي الشرق كما في الغرب، عرفت اليابان قبل نهاية الحرب العالمية الثانية فكرة تفوق عرق الياماتو، وهم السكان الأصليون للبلاد، وأدعوا أحقيتهم في حكم كامل آسيا وبلدان المحيط الهادي.
من حق العباد، بل من واجبهم أن يتفكروا هذا الخميس، وكل يوم، للاهتداء إلى ما يجلب لهم السعادة والأمن، ويحد من الخراب الذي جلبوه لأنفسهم، لكن هذا يستدعي من المتفكر كثيراً من العلم والسماحة وحب الإنسانية، ونبذ الأنانيات التي حضت عليها بعض الفلسفات بشطحاتها وسقطاتها.
فأي الفلسفات نريد، هل فلسفة «داعش»، والشعبويات اليمينية المتطرفة التي بدأت تكتسح الساحة، أم فلسفة إدغار موران وعودة إلى ابن رشد الذي تمسك بالفكر الحر وتحكيم العقل، ورفض البناء إلا على المشاهدة والتجربة.
أهم وظيفتين للفلسفة هما مساعدة الإنسان للإجابة عن الأسئلة الوجودية، وتحريض فكره النقدي. أما الفلسفة الحديثة، بعد أن أسبغت عليها الصبغة الشعبية، وأنزلت إلى عامة الناس، صارت كلها إجابات قاطعة، وكان يرتجى منها ويؤمل أسئلة محرضة على التفكير والتمحيص والتدبّر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنوح الفلسفة جنوح الفلسفة



GMT 13:57 2024 الإثنين ,05 آب / أغسطس

محاصر بين جدران اليأس !

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

«مسار إجبارى».. داش وعصام قادمان!!

GMT 10:52 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

الفوازير و«أستيكة» التوك توك

GMT 10:49 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

الأخلاقى والفنى أمامنا

GMT 10:47 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

ذكرى عودة طابا!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib