نعمة العقوبات
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

نعمة العقوبات!

المغرب اليوم -

نعمة العقوبات

بقلم:سوسن الأبطح

أمران يحتاج إليهما الغرب، لإحكام إطباق الكمّاشة على رقبة موسكو: الاستغناء عن الغاز والبترول المتدفقين من روسيا صوب أوروبا، وعزلها عن الصين، وكلاهما دونه عقبات.
منذ أيام، وأميركا تهدد الصين جهراً، بأن أوروبا تستورد منها 50 في المائة من صادراتها، بينما روسيا لا تستورد سوى 15 في المائة، وبأنها ستخضع لعواقب كبيرة في حال خرقها العقوبات الأميركية على بوتين. الصين أذكى من أن تخسر 500 مليار دولار سنوياً تجنيها من أوروبا، ومثلها صادرات إلى أميركا، وهي ثروة مهولة، من أجل 67 ملياراً تحصدها من روسيا، لكنها دولة المليار و300 مليون مواطن، وثاني أقوى اقتصاد في العالم، ولها شعورها بالعزّة. وهو ما لا تأخذه الولايات المتحدة بعين الاعتبار. لكن «درس العقوبات» الروسي، بات يشكّل نموذجاً، يمكن أن تخضع له أي دولة «مارقة»، بحيث لا يستثني موسيقى لراحل بوزن تشايكوفسكي أو وسيلة تواصل أو حتى أديبا مات وشبع موتاً مثل دوستويفسكي.
وهي سوابق في عالم العقوبات الممتد تاريخياً، وشهد أوجه مع تصاعد السطوة المالية الأميركية على العالم، بفضل ربط الدولار المفصلي بأسعار نفط «أوبك» منذ سبعينات القرن الماضي، ثم جاء نجاح نظام «سويفت»، البلجيكي الباهر، لتكتمل الدائرة. هكذا صار الدولار يشكل أكثر من 60 في المائة من احتياطي النقد الأجنبي العالمي، وبه تسعّر الغالبية الساحقة من المنتوجات حتى التي تدفع بالعملات المحلية.
مفتاح العقوبات هذا، هو الدولار الذي تحاول الانقضاض عليه الدول المتضررة. أميركا أخطأت حين بالغت في عقوباتها، وتفننت في استخدامها حتى صار الخاضعون لها من الكثرة، بحيث يمكنهم معاً، تشكيل تكتلات، لا تزال ضعيفة لكنها تكتسب قوتها، من ثأريتها، بسرعة غير متوقعة.
بيع النفط بين الصين وروسيا، لم يعد بالدولار. إيران أيضاً التفّت على العملة الخضراء، وفنزويلا تمكنت من التحايل على العقوبات، وكوريا الشمالية وثّقت علاقتها بالعملة الصينية اليوان. وأميركا كي تتمكن من تنفيذ عقوباتها الفولاذية على روسيا، باتت بحاجة لإلغاء عقوبات سبقتها على دولتين شيطانتين في نظرها، هما إيران وفنزويلا، رغم أنها لم تتمكن في أي منهما من تغيير النظام، أو كسره، كما كانت تتمنى.
لكن الدول «المارقة» خبيثة هي الأخرى. إيران تحاول تأخير الاتفاق النووي الذي بات حاجة ماسة للغرب، وفنزويلا تملي شروطها، وكل يعرف مكانه فيتدلل.ومع ذلك فإن الاستغناء عن غاز روسيا، تحديداً، سيستغرق وقتاً، تكون خلاله هذه الأخيرة، قد فتحت أبواباً جديدة لتسويق المزيد منه في الصين. فالغاز أصعب نقلاً من البترول ويحتاج إلى بنى تحتية وأنابيب، وعمل طويل، حتى وإن وافقت إيران ورغبت في نقله إلى أوروبا.
هكذا أصبح العالم مرتبكاً أمام فوضى العقوبات، التي بحسب دراسات أممية، لم تؤت أكلها إلا قليلاً، وغالباً ما تزيد من إفقار الناس وإخضاعهم لحكامهم. فالدول تعاقب بعضها، وإن بدت أميركا هي صاحبة اليد الطولى. إلا أن الصين لها عقوباتها على أميركا أيضاً، وبوتين يفرض عقوباته. وستتمكن الصين بقدرتها على التلون، من أن تحتفظ بمكانتها الرمادية من موسكو، وتدعمها في العمق بما يمكنها من الصمود، دون أن يكتب عليها كسر العقوبات، وتجربتها مع إيران وكوريا الشمالية لا تزال حاضرة. فاللهو في الحديقة الروسية يخفف الضغط على بحر الصين. وبكين، تتابع العقوبات بعين التلميذ النجيب، وتتعلم. فقد سارعت بمجرد حرمان روسيا من نعمة فضاءات وسائل التواصل، إلى تعزيز وتمتين شبكتها الاجتماعية الوطنية «بيدو» التي تقدم للصينيين، خدمات «ويكيبيديا»، و«غوغل» و«فيسبوك» و«تويتر»، في ضربة واحدة. أما رد الصين على التهديدات الأميركية لها فقد جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو لي جيان بأن «الدول الكبيرة لا يمكنها التنمر على الدول الصغيرة».
وذكّر الولايات المتحدة بتصرفاتها في كوبا وبنما وغرينادا ويوغوسلافيا وأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، كأمثلة نموذجية للدول الكبيرة التي تتنمر، وأن الحل في أوكرانيا هو وقف نار ومفاوضات، واحتكام إلى الأمم المتحدة، وليس إجبار الآخرين على الانحياز لأحد الجانبين.
أكبر المحللين لا يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه الحرب الأوكرانية، لكن ما يريده الغرب، هو خنق روسيا خنقاً «إرميتيكياً» للحصول على نتائج سريعة، والفكاك من خسائر العقوبات عليه، التي باتت تمسه بشكل مباشر، وتنال من اقتصاده. ثمة ضغط على الدائرة الأوليغارشية المحيطة ببوتين، من خلال تجميد أصولها، بهدف تشجيعها على التجرؤ والانقلاب عليه. وبالنظر إلى تجارب سابقة، لا بد أن محاولات مباشرة وحثيثة، تجري مع بعض هؤلاء. فالتخلص من بوتين نفسه، هو وحده ما يمكن أن يعيد الغرب إلى علاقة طبيعية مع روسيا. وفي أسوأ الحالات فإن عقوبات خانقة قد تساعد على مفاوضات يتنازل فيها بوتين عن بعض مطالبه، وهذا أيضاً ليس بأكيد. كما أن تجييشاً شعبياً للروس ضد رئيسهم لا يبدو ممكناً في الوقت الحالي.
غايات صعبة المنال. ما لا تقرأه أميركا في مزايا العقوبات، أنها تشعر الشعوب بالمهانة والاستصغار، وذاك يعزز المشاعر الوطنية، ويحمّس على النهوض بالاقتصادات المحلية. كثيرة هي الأمم التي عانت من العقوبات المصرّح بها أو التي مورست تحت الطاولة، وقليل منها تمكن من الإفلات حتى اللحظة، لكن وصول العقوبات القاتلة إلى دول ذات وزن استراتيجي واقتصادي كبير مثل روسيا والصين، سيكون له على العالم وقع آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعمة العقوبات نعمة العقوبات



GMT 10:39 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 06:56 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

حل اللغز ورفض الاعتذار

GMT 06:54 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

بين إدارة بايدن وإدارة بوش الابن

GMT 06:53 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

ما بعد أوكرانيا... هل من ستار حديدي جديد؟

GMT 06:51 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

المخاوف من انفلات نووي

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib