إصلاح مجلس الأمن ضروري وأكثر من صعب
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

إصلاح مجلس الأمن... ضروري وأكثر من صعب

المغرب اليوم -

إصلاح مجلس الأمن ضروري وأكثر من صعب

ناصيف حتّي
بقلم: الدكتور ناصيف حتّي*

شهدت الدورة الحالية (الدورة 78) للجمعية العامة للأمم المتحدة دعوة من طرف الكثير من رؤساء الوفود المشاركة، ومن اتجاهات وأقاليم مختلفة للعمل على تطوير، وبشكل خاص توسيع عضوية مجلس الأمن ليعكس الواقع الدولي الجديد: نظام ما بعد «بعد الحرب الباردة» الذي هو في طور التشكيل، وهو نظام يشهد صعود قوى دولية وإقليمية جديدة، وتبلوُر أطر تعاون دولي جديدة أو مجددة تعكس عملية توزيع القوى على المستوى الدولي إلى جانب التغير الحاصل في أنماط الصراعات، وبروز تحالفات وخلافات «بالقطعة». ذلك كله يستدعي إصلاح مجلس الأمن (توسيع التمثيل والنظر في آليات صنع القرار)، وهذا ليس بالأمر السهل، ولكنه ضروري من أجل تعزيز فاعلية دوره، وهو دور متراجع مقارنة بالمخاطر والتحديات القائمة والمقبلة.

وللتذكير، فإن المرة الوحيدة منذ إنشاء الأمم المتحدة التي جرى فيها توسيع مجلس الأمن كانت في عام 1965 (من 11 إلى 15) في خضم فترة ولادة سريعة وكبيرة لدول مستقلة مع نهاية الاستعمار، وضغوطات دول عدم الانحياز بشكل خاص في اتجاه التوسيع دون المسّ بعدد الأعضاء الدائمين الخمسة أصحاب حق «النقض». وبنهاية الحرب الباردة مع سقوط الاتحاد السوفياتي دفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة لإنشاء مجموعة عمل مفتوحة في نهاية عام 1992 للبحث في إصلاح مجلس الأمن (الذي يعني دائماً التوسيع أساساً مع إصلاحات أخرى).

في السياق نفسه، وللدلالة على الأهمية التي صارت تكتسبها مسألة إصلاح مجلس الأمن، انطلقت «مجموعة الأربع» المكونة من البرازيل، واليابان، والهند وألمانيا للعمل بغية توسيع مجلس الأمن، وحيازة هذه الدول العضوية الدائمة، على أن يضم التوسيع أيضاً أعضاءً آخرين دائمين، وكذلك غير دائمين، وصارت تنشط بعد ذلك في هذا الاتجاه. وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2008 إلى مفاوضات بين الدول الأعضاء بشأن تحقيق التمثيل العادل من خلال زيادة أعضاء المجلس. مجموعة أخرى من الدول حملت اسم الاتحاد من أجل التوافق، ضمت قوى إقليمية أساسية، في سياق منافس لدول مجموعة الأربع، دعت إلى زيادة الأعضاء غير الدائمين من 10 إلى 15. كما أن الاتحاد الأفريقي الذي يمثل أكبر مجموعة إقليمية دعا إلى منحه مقعدين دائمين وثلاثة أخرى غير دائمة في إطار التوسيع الذي يفترض تحقيقه لمجلس الأمن. وهناك قوى غربية طرحت إنشاء مقاعد غير دائمًة، ولكن لفترة أطول في الزمن من الفترة القائمة حالياً، وطرح آخرون فكرة إنشاء مقاعد دائمة، لكن دون إعطاء أصحابها حق النقض (الفيتو).

أفكار ومقترحات كثيرة على طاولة النقاش، كلها تندرج تحت عنوان قوامه ضرورة إصلاح مجلس الأمن لجعله أكثر تمثيلاً للنظام الدولي الجديد؛ ما يعزز شرعية دوره بوصفه المسؤول الأول عن الأمن والسلم الدوليين، وبالتالي فاعلية هذا الدور الأكثر من ضروري في عالم تتشابك وتتداخل فيه الخلافات والنزاعات التي تهدد الأمن الإقليمي في حالات معينة، والأمن الدولي في حالات كثيرة بسبب الترابط والتداخل ولو بدرجات مختلفة بين هذه النزاعات والخلافات.

خلاصة الأمر هي أن الجميع على المستوى الدولي يعتقد ضرورة إصلاح مجلس الأمن، ولكن يختلف في مضامين وأشكال هذا الإصلاح المطلوب... وهو اختلاف يحمل عناوين متعددة كما أشرنا سابقاً، منها ضم أعضاء جدد ومنحهم حق النقض، فهل يحدث توسيع ما يسميه أو يصفه البعض بالسلطة الدولية الفعلية (مجموعة حق النقض)؟ وما الشروط؟ وما كيفية الاتفاق عليها في ما يتعلق بالانضمام إلى هذا «النادي»؟ النادي الذي يوفر لأعضائه ليس فقط الاعتراف بموقعهم المميز على الصعيد الدولي، بل يمدهم أيضاً بقدرة تأثير كبيرة في ما يتعلق بأمهات القضايا الساخنة والاستراتيجية التي يتناولها مجلس الأمن. هل يكون التوسيع فقط من خلال زيادة في عدد الدول التي لا تملك حق النقض، والبعض يقترح تسوية قوامها خلق مقاعد دائمة لدول دون إعطائها حق النقض؟ هل يتم الاتفاق في إطار الإصلاح المطلوب لمجلس الأمن على تحديد شروط ومعايير استعمال حق النقض بغية تنظيم هذا الحق وتقييد إمكانية استعماله؟ ثم أخيراً، وليس آخراً، تظل من المسائل الخلافية مسألة ما إذا حدث الاتفاق على التوسيع في العضوية الدائمة سواء ما يتعلق بحق النقض أو دون هذا الحق كما أشرنا سابقاً، وهذا يتعلق بتحديد من الذي سيمثل كل إقليم في هذا الإطار، ما يبقى موضوعاً خلافياً بين القوى الرئيسية في الإقليم، أو موضوعاً تنافسياً بين القوى المرشحة لهذا الموقع؛ إذ يعزز من وضعها ومكانتها ودورها في الإقليم أمام القوى الإقليمية الأخرى المنافسة لها، والطامعة للدخول إلى هذا «النادي».

خلاصة الأمر هي أنه لا يوازي الحماس والتطلع لإصلاح مجلس الأمن وتوسيعه إلا التنافس القائم والمقبل بين المرشحين المحتملين لآي فئة انتموا، ما يجعل عملية الإصلاح وضرورة إنجازها عملية ليست بالسهلة ودونها الكثير من العوائق، رغم ضرورة إنجاز هذا الإصلاح أياً كانت طبيعته، وذلك خدمة للسلم والأمن الدوليين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصلاح مجلس الأمن ضروري وأكثر من صعب إصلاح مجلس الأمن ضروري وأكثر من صعب



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib