أوروبا وتحديات الحرب الأوكرانية
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

أوروبا وتحديات الحرب الأوكرانية

المغرب اليوم -

أوروبا وتحديات الحرب الأوكرانية

ناصيف حتّي
بقلم: الدكتور ناصيف حتّي

كان الشعور السائد في أوروبا أنه مع نهاية الحرب الباردة وانتهاء الانقسام الذي شطر القارة القديمة إلى شرق وغرب وكان جدار برلين رمز ذلك الانشطار، فإن الغرب المنتصر سيمد نفوذه إلى حدود روسيا. شجع على ذلك بالطبع توسع الحلف الأطلسي ليضم دولاً كثيرة (14 دولة) كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي أو من مجال نفوذه المطلق. كما توسع الاتحاد الأوروبي عبر سياسة المراحل ليضم عدداً من دول أوروبا الشرقية سابقاً إلى عضويته. لكن أولى رسائل الصدام مع روسيا العائدة إلى ما تعدّه تاريخياً دور القوة الكبرى أياً كانت طبيعة السلطة الحاكمة في موسكو أو العنوان التي تعطيه لهذا الدور في محيطها الاستراتيجي المباشر، حرب روسيا الخاطفة في صيف 2008 في جورجيا. كانت هذه الحرب بداية لسياسة روسية تجاه «الغرب الاستراتيجي» عنوانها «كفى». فروسيا عائدة للقيام بدور القوة الكبرى ولكل ما يستدعيه هذا الدور. وتكررت الأزمات ولعبة عرض العضلات العسكرية على المسرح الاستراتيجي الأوروبي وفي شرقه بشكل خاص.
وزير الاقتصاد الفرنسي لخّص التداعيات الاقتصادية في موجتها الأولى للحرب الأوكرانية بالتحذير من حالة الركود التضخمي الذي يصيب بلده والدول الأوروبية ولو بدرجات مختلفة. وأشار إلى أن أزمة الطاقة الحالية «شبيهة في حدتها بالصدمة النفطية في عام 1973». السؤال المطروح في أوروبا اليوم في خضمّ سياسة العقوبات ضد روسيا قوامه: هل يجب أن تستمر مستقبلاً في الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية؟ وأياً كان الجواب الذي لم يُحسم بعد نهائياً فإن البحث جارٍ في الولايات المتحدة وكذلك في أوروبا الغربية لتوفير بدائل عن الطاقة الروسية، خصوصاً الغاز، من الخليج العربي ومن قطر بشكل أساسي، أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي على الصعيد العالمي، وكذلك من شرق المتوسط لاحقاً مع مصادر أخرى في العالم، فيما تُنبه ألمانيا إلى أنها لا تستطيع الاستغناء عن واردات النفط من روسيا رغم العقوبات.
أوروبا «تساعد» عسكرياً من خلال تخصيص مساعدة مالية لأوكرانيا لشراء السلاح بشكل خاص إلى جانب مساعدات عسكرية من دول أوروبية. الحلف الأطلسي لا يرغب في التورط المباشر في الحرب الأوكرانية. ولكن في المقابل فإن الموقف الأوروبي، كما يظهر عبر موقف حلف شمال الأطلسي، يتمثل في رفض فرض حظر جوي في مسرح القتال لأنه سيؤدي حكماً إلى مواجهة مع روسيا والدخول في تصعيد خطير وربما حرب مباشرة مع الأخيرة.
إلى جانب استمرار الاتصالات الفرنسية والألمانية بشكل خاص مع روسيا لوقف التصعيد والبحث عن الحل، تستمر أوروبا في توجيه رسائل التحذير إلى موسكو أياً كانت بالطبع نتيجتها في التأثير في الموقف الروسي لوقف الحرب. والحرب تعد في هذا الخصوص من جانب روسيا وسيلة للتفاوض على الأرض ليس مع أوكرانيا فحسب بل تحديداً مع «الغرب» لخدمة أهداف حيوية تتعلق بالأمن القومي لروسيا.
إحدى الرسائل الأوروبية تمثلت في القمة الأوروبية غير الرسمية التي انعقدت في فرساي في 10 و11 مارس (آذار)، والتي أكدت ضرورة زيادة القدرات الدفاعية الأوروبية والتي تندرج في الطرح الذي عبّرت عنه دائماً فرنسا من دون أن تنجح في تحويله إلى واقع، وهو بناء أوروبا القوة الدفاعية. كما دعت القمة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي في أوروبا وبناء قاعدة اقتصادية صلبة. دعوات من هذا النوع ليست بجديدة في أوروبا، ولكنها في ظل الحرب الأوكرانية تكتسب أهمية خاصة، إذا أضفنا أن دولاً أوروبية حيادية مثل السويد وكذلك فنلندا ذات النظام الحيادي الخاص، صارت تصدر من مسؤوليها وقياداتها أصوات تدعو للانضمام إلى الحلف الأطلسي أو إلى توفير دعم واسع وكثيف عسكري وغيره لأوكرانيا.
المثير للاهتمام احتمال ازدياد النقاط الساخنة في أوروبا والتي قد تلحق بالنموذج الأوكراني بشكل أو بآخر. الأقلية الصربية في جمهورية البوسنة والهرسك رفعت مجدداً خطاب الانفصال والالتحاق بصربيا في مرحلة لاحقة من دون شك. الشيء ذاته يحصل مع منطقة أوسيتيا الجنوبية في جورجيا التي تعترف بها موسكو كدولة مستقلة، باتجاه الانفصال الفعلي عن جورجيا. مشاريع حروب أخرى تحت عناوين مختلفة في أوروبا الشرقية تصب في خلق مزيد من الصراعات المفتوحة على الحروب والتدخلات الخارجية في المجال السوفياتي سابقاً، وذلك تحت عناوين مختلفة.
صار من شبه المؤكد أن الحل السياسي في أوكرانيا يستدعي إعلان حياد أوكرانيا على الطريقة الفنلندية التي كانت قائمة خلال الحرب الباردة أو ربما أبعد من ذلك حسب النموذج السويدي. روسيا أيضاً تريد استعادة رسمية لشبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها فعلياً، نظراً لأهميتها الاستراتيجية العسكرية ولاستعادة ما تعد «هدية» من الزعيم السوفياتي خروشوف الذي نقلها من روسيا السوفياتية إلى أوكرانيا السوفياتية عام 1954 في إطار ترتيب البيت الداخلي حينذاك...
إعادة ترتيب أو تقاسم مناطق النفوذ في شرق أوروبا بين روسيا والغرب الأطلسي - الأميركي - الأوروبي سيحكم الأجندة الدولية مع تداعيات ذلك على «المسرح الاستراتيجي الأوروبي» بأشكال مختلفة إلى أن يأتي الحل القائم على تفاهم سياسي بين اللاعبين الكبار. لكن بانتظار الحل ستطال تداعيات الحرب والأزمات التي نتجت عنها العالمَ أجمع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا وتحديات الحرب الأوكرانية أوروبا وتحديات الحرب الأوكرانية



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib