اللف والدوران واللوع في حواراتنا 3

اللف والدوران واللوع في حواراتنا (3)

المغرب اليوم -

اللف والدوران واللوع في حواراتنا 3

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

نستكمل المغالطات المنطقية التي تزدحم بخا حواراتنا :«هل معقول الأرض تبقى تابع للشمس ده معناه إن احنا مش مركز الكون؟ معقول نظرية داروين صح، ده يبقى معناه إن الإنسان تركيبه قريب ومتطور عن الحيوانات.. مش ممكن؟!!»، مغالطة الاحتكام إلى النتائج لقياس صحة الفكرة من عدمها هى مغالطة منتشرة فى حواراتنا بطريقة مرعبة، لابد أن نقتنع بأن الأرض تابع حتى لو جُرحت قناعاتنا الثقافية، ولابد أن نقتنع بتطور الإنسان حتى ولو جُرح كبرياؤنا وغرورنا البشرى!

كثيراً ما تلقى فى وجه محاورك بقفازات الكلمات المفخخة.. المشحونة.. المضللة عن الهدف الأساسى، مثل أن تبدأ كلامك بكلمة يدعى فلان، أو تضع وصفاً مكروهاً محملاً بمفاهيم سلبية مسبقة مثل أن تقول: «اقتراحى رفضته البيروقراطية»، رغم أن اقتراحك من الممكن جداً أن يكون قد رفض بسبب أنه اقتراح سخيف رفضه مسؤول حكومى شريف يتقن عمله، نحن نستسهل أن تقف حجتنا على عكاز الألفاظ الانفعالية المقحمة.

مغالطة المنحدر الزلق أو أنف الجمل، الاسم مستمد من خيال البدوى، الذى يتخيل أنف الجمل مقتحماً عليه الخيمة، ثم داساً رأسه ثم رقبته ثم جسده كله! فنحن نرفض الشىء الذى من الممكن أن يكون مفيداً، بحجة أننا لو تركناها على البحرى ستحدث سلسلة من الكوارث، فمثلاً نقول عايزين تحددوا جنس الجنين، بكرة تحددوا لون عينيه وشعره، أو نقول إنتم عايزين الطلبة تشارك فى اختيار المقرر، بكرة تقولوا يحطوا الامتحان وبعدها ييجوا يدوا محاضرات بدل الأساتذه!!

إحنا يا نشيل ونرفع الدعم يا إما حنفلس ونشحت! مغالطة القسمة الثنائية المزيفة، التى نبنى حجتنا فيها على افتراض أن هناك اختيارين فقط للمفاضلة، لا يوجد بديل آخر أو احتمال ثالث، هذه المغالطة تعبر عنها الجملة الإنجليزية الشهيرة «AMERICA ,LOVE IT OR LEAVE IT».

ممكن شىء يحصل مع شىء فى نفس الوقت تحوله إنت فى حوارك إلى شىء بيسبب شىء!، هذه مغالطة السبب الزائف، مثلما يحدث عندنا فى الطب أن نقول إن الحمى هى سبب الطفح الجلدى، والحقيقة أنها قد حدثت معها أما السبب الحقيقى للاثنين فهو الفيروس مثل الحصبة، أو يقال إن الثقافة الجنسية هى سبب الإيدز، رغم أنه مع انتشار الإيدز زادت الحاجة إلى الثقافة الجنسية التى تحمينا منه.

اعتقد الديك أن الفجر يأتى بسبب صياحه لأن الشمس تشرق بعدها! هذه هى المغالطة البعدية بفتح الباء، فعلنا مثل الديك عندما اعتقدنا أن كارثة تسونامى جاءت بعد ارتداء النساء للمايوهات فى هذه المنطقة السياحية!

بعد كل هذه المغالطات هل كل هؤلاء الطلبة الذين يحصلون على الدرجات النهائية فى المنطق يعرفونه أو يفقهون شيئاً عنه.. أشك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللف والدوران واللوع في حواراتنا 3 اللف والدوران واللوع في حواراتنا 3



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 07:57 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هافانا ذات الجو الحارّ غارقة في التاريخ ونابضة بالحياة

GMT 06:44 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

هنيئا لنا برئيس حكومتنا الذي يُضحكنا..!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib