بقلم - خالد منتصر
الوطن ليس مجرد عنوان لتلك الجريدة، ولكنه تلخيص للتنوع المصرى، لتلك الجدارية الغنية بكل ألوان الطيف، وكل أضواء وظلال التغيير والاختلاف والتمايز لا التمييز، أثبتت جريدة «الوطن» بالفعل أنها اسم على مسمى، وأن الوطن قوته فى ناسه بجد، وفى ثقة الجورنال بمكانته، وفى تقبله لكل الآراء، بالأمس كتبت عن المرشح الرئاسى فريد زهران اليسارى المعارض، وفوجئت بأن معى فى نفس العدد كتب عبدالسند يمامة مرشح الوفد، وهناك ندوات مع كل المرشحين وحملاتهم الانتخابية، هناك إحساس ثقة، ليس ثقة فى نجاح مرشح، ولكنها ثقة فى مناخ جديد يتحاور فيه الجميع من على أرضية وطنية، مناخ بدأ بالحوار الوطنى ولن ينتهى بانتخابات الرئاسة، مناخ سيخلق جواً صحياً، والمطلوب بعد هذا المناخ الواعد، تشجيع المعارضة على تكوين أحزاب وجمعيات قوية كلها تحت مظلة الوطن الذى يستوعب الجميع، إلا من قالوا «طظ فى مصر»، فهؤلاء خارج المنظومة، لأنهم لا يعرفون معنى الانتماء إلا للخلافة وللتنظيم، وهذا بالتالى سيشجع الاستثمار، المطلوب تشجيع العلم والفكر النقدى الذى لا ينمو إلا فى جو الحوار بين الرأى والرأى الآخر، المطلوب الاستمرار فى خطط النهوض بالقطاع الصحى والتعليمى، وإرساء منهج السؤال والبحث وليس التلقين والإذعان، جريدة «الوطن» بتلك الرحابة وبذلك التنوع أثبتت للجميع أن لجان الإخوان التى تنادى بالمقاطعة وتشيع جواً من السلبية والغل والسواد والقتامة، حتى تعود إلى الحكم وتجثم على أنفاسنا مرة أخرى، أثبت الوطن أن هؤلاء مدلسون كذابون كعادتهم، يتنفسون كذباً وخديعة، المطلوب أن تشارك، الوطن لم تقل لك انتخب هذا أو ذاك، لكنها عرضت لجميع البرامج ولكل الحملات ومن المؤكد أن تلك الحملات انتقدت النظام، ولم تحذف «الوطن» حرفاً، «الوطن» بثت الطمأنينة ونشرت عطر الأمل، المهم أن تنزل للمشاركة، أنت مواطن ولست واحداً من الرعية، لا بد أن تكون فاعلاً وجملة لها وزن، لا جملة عارضة أو لا محل لها من الإعراب! لا بد أن تستخدم حقك حتى لو نزلت وأبطلت صوتك فهذا حقك، الوطن لن يبنى إلا بسواعد أبنائه، وإن ظللت راضياً بمقعد المتفرجين فى الدرجة الثالثة، ستحكم على نفسك بالخروج من الملعب كله وسماع الهتافات فقط، صندوق الانتخابات ليس نعشاً أو مقبرة، ولكنه بوصلة إرشاد وصمام أمان ورادار رصد ومفتاح حل وأداة تغيير، أنت لست ترساً فى ماكينة خرساء، ولكنك قلب وعقل فى جسد وطن يستحق منا كل الحب وكل الجهد وكل العرق وكل الانتماء.