بقلم : خالد منتصر
هناك كنز اسمه الأحماض الدهنية أوميجا- omega-3 fatty acids.. وتنطبق وحدة العلوم الحياتية على هذه المادة وتفسر سر أهميتها لكل أعضاء الجسم.
وهذا السر يعود إلى تكوينها الكيميائي الذى يؤدى إلى خصائص فيزيائية مميزة، والتى بدورها تؤدى إلى أفضل صحة للخلايا 1- التكوين الكيميائى للأوميجا -3 يحتوى على روابط مزدوجة متعددة multiple double bonds2 - ومن ثم تتسبب هذه الروابط الكيميائية فى خواص فيزيائية مميزة physical characteristics فكل رابطة مزدوجة تسبب انثناء فى سلسلة الحمض الدهنى.
وبتعدد الروابط المزدوجة تتعدد الانثناءات.. والأحماض الدهنية عامة هى مكون رئيسى لجدار كل خلايا الجسم cell membranes، وهذا الجدار يحمى الخلية من أى إصابات، كما يتحكم فى العناصر الداخلة والخارجة من الخلية، أى أن جدار الخلية جيد التكوين هو عامل أساسى لوظيفة الخلية المثلى.
وعند حشد packing أحماض الأوميجا-3 داخل جدار الخلية فإن الانثناءات تمنع الانضغاط الضيق tight compacting عكس ما يحدث مع أنواع الأحماض الدهنية الأخرى ذات السلاسل المستقيمة.. وبذلك يكتسب جدار الخلية خاصيتين فى منتهى الأهمية لأداء الوظيفة المثلى، وهما الليونة flexibility والسيولة fluidityأ- الليونة flexibility: ضرورية لتستطيع الخلية تغيير شكلها عند تعرضها للإجهاد بدون أن يحدث لها إصابة injury مثل تحمل الجدار الداخلى للأوعية الدموية endothelium للضغوطات المختلفة stresses بدون أن تجرح مما يقلل حدوث الجلطات وتصلب الشرايين.
أو أن تتكسر مثل عدم تكسير كرات الدم الحمراء عند مرورها داخل أوعية دموية أصغر مقاساً deformability، أو أن تحدث خشونة للصفائح الدموية فتتجلط platelet aggregationب- والسيولة fluidity: شديدة الأهمية لتسهيل مرور المواد المختلفة خلال الخلية، ومن خلية لأخرى.
ولذلك تبرز الأهمية القصوى للأوميجا-٣ بتسهيل مرور الإشارات العصبية فى المخ والإشارات الضوئية والكهربية فى شبكية العين retina- وباختصار: «كيمياء الأوميجا-٣ تسبب خواص فيزيائية مميزة، والتى بدورها تكسب الخلية وظيفة مثلى تمنع كثيراً من الأمراض»، وسبحان الله الذى وهبنا الحياة وما يحفظ أجسادنا، ولكن الإنسان:- باندفاعه: لوث البيئة باستعمال الوقود الأحفورى بدون حساب.
فتلوثت السحب والأمطار التى تهطل على البحار، ومن ثم تلوثت الأسماك التى تعتبر المصدر الرئيسى للأوميجا-٣ بعنصر الزئبق الضار بالصحة- وبطمعه فى الكسب المادى: قام بتحويل زيوت النبات الطبيعية المفيدة إلى دهون ضارة بالصحة trans fats وذلك بطرق صناعية مثل الهدرجة hydrogenation ليستفيد مادياً بعدم فسادها السريع على حساب صحته.