بقلم : خالد منتصر
التريند منذ يومين كان عن سيلين ديون ، وبالطبع لازم ترينداتنا تبقى مختلفة ومتفردة ومتميزة ، لم يكن التريند عن أغاني سيلين ديون، ولا عن تيتاتيك، ولا عن تمثيلها..الخ، التريند كان شماتة فيها، لأنها أصيبت بالشلل ، وماذا ستفعل بملايين الدولارات التي تمتلكها ؟ وغداً ستصبح في القبر، يتم سؤالها وتعذيبها بالثعبان الأقرع !! ولذلك لابد أن تأخذوا العبرة يامؤمنين!!
البعض قال إن الصورة مفبركة، وإن السيدة التي كانت تجلس على كرسي متحرك ليست سيلين ديون، وإنما سيدة تقترب منها في الملامح ومصابة بمرض ALS وهو نفس مرض ستيفن هوكنج، وكانت ذاهبة لحضور حفل زفاف ابنها على كرسي متحرك، وحصلت على تعاطف هائل من الناس، فلنترك مسألة التفتيش عن صحة ومصداقية صورة سيلين ديون، ولنتكلم في دلالة ردود أفعالنا تجاه هذه الصورة، والسؤال لماذا دائماً تصدير الموت والقبر كفزاعة ؟؟!
لماذا لا نتحدث عن حب الحياة، وجودة الحياة، وبهجة الحياة، والفرحة بالحياة، وأن تكون فاعلاً فيها، كلنا نعرف ما في الحياة، ولكننا لا نعرف ما بعد الموت، ولم يعد أحد ليخبرنا معاناته داخل القبر، لكن لماذا يصدر الينا دائماً احساس الكآبة والطاقة السلبية والزهد الزائف الذي لا يمارسه للأسف هؤلاء الدعاة من أعداء الحياة الذين يغرقون في الملذات والأموال حتى الثمالة!!
الحياة تستحق أن تعاش، وكفاكم تخويفاً وتصدير رعب للناس واختزال الكون في القبر، كلنا سنموت ، لكن لابد قبل أن نموت أن نعيش بجد، أن نحيا بحق وحقيقي، نحن صرنا ملوك الكآبة وسلاطين التجهم، حتى خفة الدم تحولت عندنا الى استسهال قباحة وقبح وكلام فج، لا تخافوا من الحياة، ولا ترعبكم كلمات سماسرة التطرف وأصحاب بازارات التأسلم السياسي، ولا تقعوا في فخ الاجبار على اختيار اما الروح واما الجسد، الروح مهمة والجسد أيضاً مهم، ومتعة الاثنين فريضة.