بقلم : خالد منتصر
ما رأيته أمام لجان الثانوية العامة من مشاهد ولقطات، وما سمعته من تعليقات حول الامتحان شىء يدعو للفزع، مجتمع كامل يقف على أطراف أصابعه من أجل امتحان، أمهات يقفن فى عز الحر ولهيب الصيف على أبواب المدارس فى حالة قلق وذعر ودعاء وبكاء وقراءة أوراد وأذكار، محاولات تسريب وغش، أولياء أمور يطاردون مراقبين أو يضربونهم أو يحطمون سياراتهم أو يدعون عليهم بالويل والثبور وعظائم الأمور وأنهم لا بد من «شويهم فى جهنم» لأنهم لم يسمحوا لأولادهم بالغش!
مواقع مخصصة على الإنترنت مهمتها التربص بالامتحانات ومحاولة نشرها قبل دخول اللجان! هل نحن فى امتحان أم فى حالة تعبئة وحرب؟، هل يعقل أن يكون امتحان بهذا التوتر الذى لا يحدث فى أى مكان فى العالم؟! أما التعليقات بعد امتحان اللغة العربية واتهامه بالصعوبة لمجرد أن سؤالاً يقول إن هناك دولاً تقضى ٩ ساعات على الإنترنت ثلثها على وسائل التواصل، والسؤال عن ما هى المدة التى يقضونها على وسائل التواصل؟!
ما هى الصعوبة هنا؟ ما هذه التفاهة؟ وما هو معنى الصعوبة فى رأيكم؟ وما هو معنى الامتحان أصلاً؟! يا جماعة نرجو بعضاً من العقل وأخذ التعليم بجدية، ما يحدث من هلع وإهدار قيم مثل الأمانة وعدم الغش والحلم باختبارات تهريج للطلبة، هذا حكم بسيادة الجهل والتفاهة والتخلف وهزيمة العقل والعلم.