هل هناك دم فاسد

هل هناك دم فاسد؟

المغرب اليوم -

هل هناك دم فاسد

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

بمناسبة نشر أحد النجوم لصورته فخوراً بأنه قد أجرى الحجامة، أعيد نشر رسالة كانت قد وصلتنى من صديقى الجرّاح بهى الدين مرسى حول تلك الممارسة يقول فيها:ما أطرحه فى هذا المقال هو لغة الطب كما يعرفها الأطباء، سواء الكفرة حول العالم أو الأطباء الدراويش الأتقياء، فالطب له وعاء معرفى واحد، وهو الوعاء الذى نهل منه أطباء الكوكب، وهو نتاج البحث العلمى والطب الدليلى والتجريبى، ولا يخدعنّكم نصّاب أنه درس أو تعلم الحجامة فى أى كلية طب أو منتدى علمى.هذا ما تعلمناه فى صفحات الكتب، أما ما دون ذلك فضعه فى نفحات البركة، وإياك أن تطوف، أيها المتاجر بالدين، ببضاعتك حول أسرّة المستشفيات، فمكانك هناك فى الموالد بجوار حلاق الصحة و«قورمة» الختان.انتبه:لا يوجد بالجسم دم فاسد بمفهوم الحجّامين، فالدم الطبيعى له حالتان إحداهما الدم الشريانى المؤكسج أى المتشبع بالأكسجين فى الرئة، وعندها يتخذ اللون الأحمر القانى والدوران على جميع أنحاء الجسم لتسليم الأكسجين للخلايا.أما الحالة الثانية فهى الدم الوريدى، وهو الدم العائد محملاً بعادم التنفس وهو ثانى أكسيد الكربون، وعندها يصبح لونه داكناً أقرب للأزرق، وهو لون مؤقت يستعيد بعده التلون باللون المؤكسج من جديد. إذاً هى وظيفة متكررة وتبادلية ومستمرة.لا يوجد دم خاص لخدمة الكلى ودم آخر لخدمة القلب أو الجلد أو المخ، لأن الدورة الدموية متحركة وتصب فى القلب ليضخها للرئة ومن الرئة لخلايا الجسم وباستمرار. إذاً لا يوجد ركود لأى كمية دم فى أى مكان بالجسم.مصطلح «دم فاسد» غير صحيح، ويستخدمه الدجالون لإخافة وترويع الجهلاء، ولو افترضنا جدلاً أن هناك دماً فاسداً بالجسم فلن يكون هناك فاصل بين الدم الفاسد والدم النقى.يعتمد الحجّام على سحب كمية دم من الجلد وهى دم غير مؤكسج لونه أزرق مثل لون الكبدة، فيجمعه متخثراً فى الكأس ليريه للزبون ويفجعه بقصة «الفساد».الطريف أن عملية الفصد (الحجامة) لو استمرت افتراضياً لآخر قطرة دم بالجسم، فستحصل على كل كمية الدم بالجسم بنفس اللون والشكل.تنطوى عملية الفصد على خطورة العدوى الفيروسية والبكتيرية، خاصة من ممارس غير نظيف، وأدوات قذرة، وسرير ملوث، وغرفة معبأة بفيروسات المرضى السابقين.لا يوجد تطبيب بالحجامة فى أى مكان بالعالم إلا بين من صدقوا هذا الإجراء المتداول عبر كتب التراث، وحتى السعودية لم تعترف بالحجامة ولم ترخصها كوسيلة تداوٍ، ولكنها سمحت بإتيان تلك العادة تحت ظن المعتقَد.أقولها بوضوح: لا يوجد بحث علمى معترف به أقر الحجامة، ولا يوجد مشفى بالعالم يداوى بالحجامة إلا عند البدو، ولم يتعرض أى مؤتمر علمى أو ورقة بحثية لأى فائدة للحجامة.أود وأد الذرائع أمام من يستعد للمزاحمة والدفاع عن الحجامة مسترشداً بإجراء نأتيه نحن الأطباء وهو الفصد الطبى (Venesection) وهو إدماء أحد الأوردة بالذراع للتخلص من كمية دم فى حالة ارتفاع ضغط الدم الخبيث أو تخفيض نسبة الهيموجلوبين كما هو الحال مع بعض المدخنين، وتتم هذه العملية مثل التبرع بالدم، ولكن مطلقاً لا تُجرى بالوخز والشفط كما فى الحجامة.من حقك التبرك بالحجامة وفق معتقدك، فهذا شأن يخصك، ولكنها أبداً لا تفيد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك دم فاسد هل هناك دم فاسد



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يكشف أمنيته في العام الجديد
المغرب اليوم - رامي صبري يكشف أمنيته في العام الجديد

GMT 15:40 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انخفاض أسعار النفط بعد بيانات عن إنتاج الخام الأمريكي

GMT 15:58 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهم اليابان تحقق مكاسب طفيفة بتأثير من مخاوف رفع الفائدة

GMT 21:29 2022 الأربعاء ,26 كانون الثاني / يناير

الأمن المغربي يطيح بسارق وكالة بنكية في مدينة فاس

GMT 04:02 2022 الأحد ,16 كانون الثاني / يناير

الرجاء المغربي يقدم عرضا رسميا لضم اللاعب حمزة خابا

GMT 20:31 2021 الجمعة ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الإصابة تُبعد نوير عن مواجهة رومانيا في تصفيات المونديال

GMT 02:28 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 11 شخصًا إثر أعمال عنف في ساحل العاج

GMT 13:09 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل الرحلات البحرية من المغرب إلى إسبانيا‬

GMT 00:29 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيقات في المغرب تكشف تورط "راق شرعي" في جريمة زاكورة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib