بقلم - خالد منتصر
كل يوم تقريباً نجد مجتمعنا على سطح صفيح ساخن بسبب السوشيال ميديا، وتترجم البوستات والتغريدات على أن هذا هو الرأى العام.. ويتحرك المجتمع كله طبقاً لرادار السوشيال ميديا، يريدون أن تصدر القرارات وتصاغ القوانين وتنفذ الأحكام بمؤشر البوست وبمعيار التويتة، ولكن السؤال الذى يفرض نفسه: هل السوشيال ميديا هى الرأى العام؟ هناك إجابة تؤكد أنه نعم هى تعبر عن الرأى العام، ويجب أن يكون لها اعتبارها، وهناك إجابة أخرى تقول إن السوشيال ميديا هى مجرد قطاع بسيط من المجتمع لكن صوته عالٍ، والأغلبية صامتة، وما زالت خارج دائرة السوشيال ميديا، تمارس النميمة على المقاهى وفى الجلسات الخاصة، وما بين الرأيين ما زال تعريف ومعنى الرأى العام غامضاً ملتبساً هلامياً.
هل هناك دراسات إحصائية وأرقام تحدد بطريقة علمية ما هو الرأى العام؟ سؤال لا بد من طرحه على أقسام الاجتماع ومؤسسات الدولة وكليات الإعلام، فنحن نسمع كثيراً عن أجهزة قياس الرأى العام، لكن ما هى الآلية؟ تحتاج إلى توضيح لأننا سنبنى عليها أشياء وأحكاماً كثيرة، الأرقام أصدق المعايير العلمية، أرقام مستخدمى السوشيال ميديا الحقيقيين وليس المزيفين أو اللجان التى تتحرك بريموت، عدد مشاهدى القنوات ونسب مشاهداتهم، قراء الصحف والمواقع.. إلخ.هذه الكتلة التى اسمها الرأى العام، نريد تحديدها، نريد رؤيتها ولمسها، نريد ترجمتها لقوى فاعلة على أرض الواقع.