تحليل الـ«dna» وكشف الهوية

تحليل الـ«DNA» وكشف الهوية

المغرب اليوم -

تحليل الـ«dna» وكشف الهوية

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

تحديد هوية الجثة باستخدام الحمض النووى (DNA) هو أحد أكثر الأساليب دقة وشيوعاً فى الطب الشرعى، خاصة فى الحالات التى يكون فيها الجسم متحللاً أو متضرراً بشدة. هناك عدة طرق لاستخراج وتحديد الـDNA من الجثث، ومنها:

1- استخراج الحمض النووى من العظام:

فى حالة تحلل الأنسجة الرخوة يمكن استخراج الـDNA من العظام، وخاصةً من عظام الفخذ أو الأسنان. العظام تُعتبر مصدراً جيداً للحفاظ على الحمض النووى لفترات طويلة حتى فى البيئات القاسية.

2- استخراج الحمض النووى من الأسنان:

الأسنان أيضاً تُعد مصدراً ممتازاً للـDNA لأنها تحتوى على مادة العاج المغلفة بالمينا الصلبة، مما يحمى الحمض النووى بداخلها لفترات طويلة.

3- استخراج الحمض النووى من الأنسجة الرخوة:

إذا كانت الأنسجة الرخوة (مثل الجلد أو العضلات) لا تزال محفوظة، يمكن استخراج الـDNA منها بسهولة نسبياً.

4- استخراج الحمض النووى من الشعر:

إذا وُجد الشعر، يمكن أن يتم استخراج الـDNA من بصيلات الشعر، حيث تحتوى هذه البصيلات على مادة وراثية كافية للتحليل.

5- تحليل الحمض النووى الميتوكوندرى (mtDNA):

فى الحالات التى يكون فيها الـDNA النووى غير متاح أو متحللاً، يمكن استخدام الحمض النووى الميتوكوندرى. هذا النوع من الحمض النووى ينتقل من الأم فقط، ويمكن استخدامه لتحديد هوية الجثة من خلال مقارنة الحمض النووى مع أقارب من جهة الأم.

خطوات التحليل:

1- جمع العينات:

يتم جمع العينات من الجثة (العظام، الأسنان، الأنسجة، الشعر) بعناية فائقة لضمان عدم التلوث.

2- استخلاص الـDNA:

باستخدام تقنيات خاصة، يتم استخراج الـDNA من العينات المجمعة. قد تكون هذه العملية معقدة إذا كانت الجثة قديمة أو متحللة بشدة.

3- تحليل الـDNA:

يتم تحليل العينة باستخدام تقنيات مثل PCR (التفاعل المتسلسل للبوليميراز) التى تضاعف كمية الـDNA لتسهيل فحصها. يتم بعدها تحديد تسلسل الحمض النووى.

4- المقارنة مع الحمض النووى للأقارب:

يتم مقارنة الـDNA المستخرج مع الـDNA الخاص بالأقارب المحتملين للجثة (مثل الأب أو الأم أو الإخوة). يمكن أيضاً مقارنة الـDNA مع قواعد بيانات الأشخاص المفقودين إن كانت متوافرة.

هذه العملية دقيقة جداً وتُستخدم بشكل واسع فى تحديد هوية الأشخاص المجهولين أو المفقودين فى الكوارث الطبيعية أو الحوادث.

5- مطابقة الحمض النووى (DNA Profiling):

بعد استخراج الـDNA وتحليله، يتم إنشاء «بصمة وراثية» (DNA Profile) فريدة للشخص. هذه البصمة تشبه بصمة الأصابع من حيث كونها مميزة لكل فرد (باستثناء التوائم المتماثلة). يمكن استخدام هذه البصمة الوراثية لمطابقة الجثة مع سجلات الحمض النووى الخاصة بأفراد مفقودين أو أقاربهم.

أنواع التحليلات المستخدمة فى تحديد الـDNA:

1- تحليل (STR) Short Tandem Repeats:

فى هذا النوع من التحليل، يتم التركيز على مواقع محددة فى الحمض النووى تحتوى على تسلسلات قصيرة تتكرر. يتم مقارنة عدد مرات تكرار هذه التسلسلات بين العينات. يُعد هذا النوع من التحليل الأكثر شيوعاً فى تحقيقات الطب الشرعى.

2- تحليل Y-STR:

يُستخدم لتحليل الحمض النووى فى الكروموسوم Y الذى ينتقل من الأب إلى الأبناء الذكور فقط. ويُستخدم هذا النوع من التحليل فى تحديد صلة القرابة من جهة الأب.

3- تحليل mtDNA:

يُستخدم لتحليل الحمض النووى الميتوكوندرى، الذى ينتقل من الأم فقط إلى جميع الأبناء. يُعد هذا التحليل مفيداً فى تحديد هوية الجثث عندما يكون الحمض النووى (الأساسى) متضرراً أو غير قابل للاستخراج.

4- تحليل (SNP) Single Nucleotide Polymorphism:

يركز على الفروقات الصغيرة فى تسلسل الحمض النووى، وهى مفيدة فى الحالات التى يكون فيها الحمض النووى محدوداً أو تحلل بشكل كبير.

استخدامات تحديد الحمض النووى:

تحديد هوية الجثث فى الكوارث: فى حالات الكوارث الكبرى مثل الزلازل أو الحوادث الجوية، يتم استخدام تحليل الـDNA للتعرف على الجثث التى لا يمكن التعرف عليها بالوسائل التقليدية.

الحوادث الجنائية: فى الحالات الجنائية التى تكون فيها الجثة غير معروفة أو مشوهة بشدة، يمكن للـDNA مساعدة الشرطة فى تحديد هوية الضحية وربط الأدلة.

حل القضايا القديمة: فى بعض الحالات، يتم استخراج الحمض النووى من جثث قديمة أو من أدلة جنائية قديمة (مثل الشعر أو الأنسجة) لإعادة فتح قضايا مغلقة أو قديمة.

تحديات تحليل الـDNA فى الجثث:

1- تحلل الجثة: قد يكون الـDNA متحللاً بشدة فى الجثث القديمة أو المتعرضة للعوامل البيئية مثل الحرارة أو الرطوبة. هذا قد يجعل استخلاص الحمض النووى أكثر تعقيداً.

2- التلوث: قد تتعرض العينات للتلوث بالحمض النووى من مصادر خارجية، مما يؤثر على دقة التحليل.

3- عدم وجود سجلات للمقارنة: فى بعض الحالات، قد لا تكون هناك سجلات سابقة للشخص المتوفى أو عينات من أقاربه، مما يجعل عملية المطابقة أكثر صعوبة.

الاستفادة من قواعد بيانات الحمض النووى:

فى بعض الدول، توجد قواعد بيانات مركزية تحتوى على بصمات الحمض النووى للأشخاص المفقودين أو الأفراد الذين قد يكون لهم صلة بالقضايا الجنائية. يمكن استخدام هذه القواعد لمطابقة الحمض النووى المستخرج من الجثة مع السجلات المتاحة، مما يزيد من فرص تحديد هوية الشخص.

4- الجثث المجهولة أو الجماعية: فى الكوارث الكبرى أو الحوادث الجماعية، قد يكون هناك العديد من الجثث المجهولة. فى هذه الحالات، يكون من الصعب أحياناً فرز العينات أو ربطها بالأشخاص المناسبين، خاصة إذا كانت الجثث متحللة أو تعرضت لأضرار شديدة.

5- الوقت الطويل للتحليل: على الرغم من أن تحليل

الـDNA هو طريقة دقيقة جداً، إلا أنه قد يستغرق وقتاً طويلاً فى بعض الحالات المعقدة، خاصة عند الحاجة إلى تقنيات متقدمة لاستخراج الحمض النووى من عينات قديمة أو متضررة بشدة.

التطبيقات المستقبلية لتحديد الـDNA:

بفضل التقدم فى التكنولوجيا والتقنيات الوراثية، من المتوقع أن تصبح عمليات استخراج وتحليل الحمض النووى أكثر فاعلية ودقة، حتى فى الحالات التى تكون العينات فيها محدودة أو متدهورة. من بين هذه التطورات:

1- تقنيات تسلسل الجيل الجديد (Next-Generation Sequencing):

هذه التقنية تتيح قراءة تسلسلات الـDNA بسرعة وبدقة عالية، مما يسهل مقارنة وتحليل عينات معقدة من الحمض النووى.

2- تقنيات تحسين الحمض النووى المتدهور:

هناك تطورات مستمرة فى تحسين طرق استخراج الحمض النووى من العينات المتحللة أو المتضررة، مما يوسع نطاق استخدام الحمض النووى فى الحالات الصعبة.

3. استخدام الذكاء الاصطناعى (AI):

قد تساعد أنظمة الذكاء الاصطناعى فى تحليل بيانات الحمض النووى بشكل أسرع وأكثر دقة، بالإضافة إلى القدرة على الربط بين العينات وقواعد البيانات الوراثية المتاحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحليل الـ«dna» وكشف الهوية تحليل الـ«dna» وكشف الهوية



GMT 06:07 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 04:35 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتهدّد الحربُ الأهليّة لبنان؟

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 22:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكل متأخر... سيدي!

GMT 15:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلا شيحة تكشف أسراراً جديدة عن فيلم "السلّم والثعبان"
المغرب اليوم - حلا شيحة تكشف أسراراً جديدة عن فيلم

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 20:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس الفرنسي وزوجته يزُوران ضريح الملك محمد الخامس

GMT 03:51 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكعبي يطارد هداف الدوري اليوناني

GMT 06:49 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي نصائح مهمة لتنظيف خزانات المطبخ من الدهون

GMT 20:26 2018 السبت ,05 أيار / مايو

9 أشياء تكرهها حواء في مظهر آدم

GMT 00:06 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

سيمونا هاليب تتصدّر التصنيف العالمي للاعبات التنس

GMT 08:44 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة لطيفة تعلن أنّ ألبومها الأخير حقّق مبيعات كبيرة

GMT 05:02 2022 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار المحروقات في المغرب تُسجل ارتفاعاً قياسياً

GMT 00:04 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الحديقة السرية في مراكش تفتح أبوابها مجددا في وجه الزوار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib