كتب التراث والحياة في نجران

كتب التراث والحياة في نجران

المغرب اليوم -

كتب التراث والحياة في نجران

زاهي حواس
زاهي حواس

تعرضنا في المقال السابق إلى الدراسة العلمية للباحثة السعودية فاطمة بنت ضيف الله العبدلي، التي نالت بها درجة الماجستير من جامعة الملك خالد وعنوانها وموضوعها هو «الحياة الاقتصادية في نجران خلال القرن الأول الهجري السابع ميلادي». وفي هذا المقال نتعرض لموضوع جد مهم في الدراسات الأثرية والتاريخية، وهو ما يعرف بـ«مصادر الدراسات الأثرية والتاريخية». ففي دراسة الباحثة فاطمة العبدلي نجد أنفسنا أمام صورة واضحة المعالم للحياة في نجران بشكل عام والاقتصادية بشكل خاص منذ ما يقرب من أربعة عشر قرناً! والسؤال كيف استطاعت الباحثة السعودية الوصول لهذه النتائج؟ وبالنظر إلى قائمة المصادر الخاصة بالدراسة نجد أن كتب التراث كان لها نصيب الأسد؛ حيث كان اعتماد الباحثة عليها كبيراً في الوصول إلى نتائج الدراسة. ومن أهم هذه المصادر كتاب «صفة جزيرة العرب» للحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني أوائل القرن الرابع الهجري؛ ويحتوي الكتاب على كنز من المعلومات عن الأدب والجغرافيا والأنساب، هذا بالإضافة إلى المؤلفات الأخرى للهمداني والمعروف أيضاً بابن الحائك. ولقد أفادت هذه المؤلفات الباحثة في رسم صورة جغرافية لنجران.

ومن الكتب التراثية الأخرى التي اعتمدت عليها الباحثة فاطمة العبدلي كتاب «بلاد العرب» للحسن بن عبد الله الأصفهاني؛ إضافة إلى كتب الرحالة والجغرافيين أمثال «معجم البلدان» لـياقوت بن عبد الله الحموي؛ و«تاريخ المستبصر» لـجمال الدين أبو الفتح المعروف بابن المجاور؛ ولتاريخ القبائل وأنسابها كتاب «الطبقات الكبرى» لابن سعد الزهري. هذا بالإضافة إلى كتب السيرة النبوية الشريفة وكتب اللغة والأدب والمعاجم والتراجم والأخبار، ومنها تراجم الأدباء والشعراء مثل كتاب «لسان العرب» لابن منظور ومعجم «العين» للفراهيدي ومعجم «تاج العروس من جواهر القاموس» للزبيدي؛ وكتاب «أخبار مكة» لمحمد بن إسحاق الفاكهي.
وأخيراً كانت كتب الحديث والفقه من المصادر المهمة للباحثة لأنها تتناول أمور البيع والشراء والتجارة.

إن الأهم من استخدام كتب التراث والاستشهاد بها للوصول إلى نتائج ترقى إلى مرتبة الحقيقة التاريخية، هو الوعي بأهمية مقارنة المصادر بعضها البعض؛ من حيث قربها الزمني والجغرافي من نطاق البحث، وكذلك منهج المؤلف نفسه في الكتابة، فإذا كنا مثلاً نبحث في الأوضاع في نجران خلال القرن الأول الهجري، فإنه كلما كانت مصادرنا أقرب إلى هذا التاريخ كانت أهمية الاستعانة بها. كذلك لا بد من التفريق بين المصادر المعاصرة وغير المعاصرة لنطاق البحث.

بالطبع واجهت الباحثة فاطمة بنت ضيف الله العديد من صعوبات البحث العلمي؛ مثل قلة الأخبار الموثقة للحياة في نجران في المصادر سالفة الذكر، كذلك ندرة المصادر المعاصرة. ورغم ذلك استطاعت وبمجهود محمود أن تقدم لنا بحثاً علمياً عن الحياة الاقتصادية في نجران خلال القرن الأول الهجري أتوقع أن يكون بداية سلسلة متخصصة من أبحاث أخرى عن أنماط الحياة في شبه الجزيرة العربية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتب التراث والحياة في نجران كتب التراث والحياة في نجران



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib