بقلم - زاهي حواس
أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، ورئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح المملكة العربية السعودية في تسجيل محمية عروق بني معارض في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، وذلك كأول موقع تراث عالمي طبيعي على أرض السعودية. ويأتي هذا النجاح تتويجاً لجهود السعودية في حماية البيئة الطبيعية والمحافظة عليها؛ إيماناً منها بأن الحفاظ على النظام البيئي باعتباره تراثاً طبيعياً لا يقل أهمية عن الحفاظ على التراث الثقافي.
وجدير بالذكر أن قرار تسجيل محمية عروق بني معارض تم اتخاذه خلال دورة الانعقاد الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي التي تُعقد سنوياً، وهذه الدورة استضافتها العاصمة السعودية، الرياض، في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وجاء قرار التصويت بالإجماع على الملف الخاص بالمحمية. وقد أكد الأمير بدر بن عبد الله أن تسجيل المحمية في قائمة التراث العالمي لـ«اليونيسكو» كأول موقع للتراث الطبيعي تنجح المملكة في تسجيله تراثاً طبيعياً؛ يسهم في تسليط الضوء على أهمية التراث الطبيعي، ويعكس القيمة العظيمة للمحمية، وتتويجاً للجهود الوطنية المشتركة التي دعمت تحقيق هذا الإدراج المتميز.
وتقع المحمية على طول الحافة الغربية للربع الخالي، وتشكل الصحراء الرملية المتصلة الوحيدة في آسيا الاستوائية، وأكبر بحر رمال متواصل على سطح الأرض. وتتميز بتنوع نظمها البيئية ومواردها الحيوية، التي تجعل منها مثالاً استثنائياً للتطور البيئي والأحيائي المستمر لمجتمعات من النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، التي تعيش في واحة من أقسى البيئات الطبيعية على سطح كوكب الأرض.
وتستوفي محمية عروق بني معارض معايير التراث العالمي الطبيعي، بوصفها صحراء رملية تشكل منظراً بانورامياً استثنائياً على مستوى العالم لرجال صحراء الربع الخالي، مع بعض أكبر الكثبان الخطية المعقدة في العالم. وتجد قيمة عالمية رائعة؛ حيث تحتوي على مجموعة من الموائل الطبيعية واسعة النطاق والحيوية لبقاء الأنواع الرئيسية، وتشمل خمس مجموعات فرعية من النظم البيئية الوطنية في المملكة، وهو أمر حيوي للحفاظ على التنوع الأحيائي في الموقع.
وتنضم محمية عروق بني معارض بهذا الإدراج في قائمة التراث العالمي إلى ستة مواقع تراث ثقافي بالسعودية، نجحت المملكة في إدراجها في قائمة «اليونيسكو». والنهوض بمختلف قطاعات المملكة والنجاحات المستمرة على الصعد كافة هو بالطبع ضمن مستهدفات «رؤية السعودية لعام 2030». وقد كان هناك صدى كبير في الأوساط الأثرية والثقافية العالمية، حيث إنها مجرد البداية، وخطوة مهمة لطريق طويل للاهتمام بكنوز طبيعية فريدة، أصبح التعريف بها والحفاظ عليها واجباً وجزءاً من هويتنا المتصلة اتصالاً وثيقاً بالبيئة والمناخ الذي نعيش فيه ونتفاعل معه.