مخاطر انفلات السلاح في الخرطوم
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

مخاطر انفلات السلاح في الخرطوم

المغرب اليوم -

مخاطر انفلات السلاح في الخرطوم

عثمان ميرغني
عثمان ميرغني

منذ توقيع اتفاق جوبا للسلام بين الحكومة الانتقالية السودانية وعدد من الحركات المسلحة، تكررت في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لوصول دفعات من قوات هذه الحركات إلى الخرطوم بكامل عتادها وفي مشاهد بدت أحياناً أشبه باستعراض القوة، ما أثار القلق والتساؤلات حول الحكمة من «عسكرة» العاصمة. وخلال الأيام القليلة الماضية نشرت أيضاً أخبار ومقاطع فيديو عما وصف بـ«احتلال» قوات من «حركة تحرير السودان» جناح مني أركو مناوي قسماً من الحديقة الدولية وسط الخرطوم وتحويله إلى معسكر لها.
ما زاد الأمر سوءاً كان ظهور بعض المقاتلين والمجندين الذين ينتمون لهذه الحركات في عدد من الفيديوهات المتداولة، حيث رددوا كلاماً ينضح عنصرية ضد أهل الشمال، مع تهديدات من شاكلة «سنسيطر على البلد عاجلاً أم آجلاً بالسلاح أو بالديمقراطية»، «استسلموا أو واجهوا الواقع»، «انتهت اللعبة، ولن تهيمنوا بعد اليوم»، «لن نغادر الخرطوم والمزيد من قوات الحركات ستصل، وأنتم لم تروا شيئاً بعد».

مثل هذا الكلام لا يخدم بالتأكيد قضية السلام، ويسلط الضوء على مشكلة في اتفاقية جوبا. فهذه القوات تقول إنها جاءت إلى العاصمة وفقاً لبنود الترتيبات الأمنية في الاتفاقية، وإن وجودها في هذه «المعسكرات» تم بالتفاهم مع السلطات. هذا الأمر إن صح، يثير أسئلة كثيرة حول الحكمة في مثل هذا التدبير العشوائي الذي يخلق الكثير من المشاكل والحساسيات في وقت تعاني العاصمة أصلاً من تردي الوضع الأمني فيها لا سيما مع ظاهرة انتشار السلاح ولجوء كثير من المواطنين لاقتنائه بمبرر أن ارتفاع نسبة الجريمة دفعهم لذلك. فلماذا الاستعجال بجلب هذه القوات قبل ترتيب أماكن لإقامتها، لا تكون وسط الأحياء السكنية ولا في الحدائق والميادين العامة؟
من المفهوم أن تتضمن اتفاقيات السلام بنوداً وترتيبات أمنية بشأن دمج قوات الحركات المسلحة في القوات النظامية وفق الأسس والمعايير المتبعة، وبالنسب المتفق عليها، على أن يتم تسريح الباقين واستيعابهم في وظائف حكومية أخرى أو تعويضهم ومساعدتهم وتدريبهم للانخراط في الأعمال الحرة. لكن حتى يتم هذا الأمر كان المتوقع التمهل في جلب قوات الحركات إلى العاصمة، وإن اتفق على إدخال مجموعات منها فيكون ذلك بعد ترتيب أماكن إقامتها لا سيما أن فترة الدمج والتسريح يفترض أن تتم في عملية مرحلية قد تمتد 40 شهراً، أي إلى ما بعد الانتخابات المقررة خلال 39 شهراً، وهي إشكالية أخرى لأنه ستكون هناك حركات تخوض الانتخابات وتملك في الوقت ذاته قوات مسلحة.
الذي حدث كان استعجالاً ملحوظاً في إدخال هذه القوات من غير ترتيبات واستعدادات، على الرغم من الإشكاليات التي قد تحدث نتيجة هذا الارتجال. قد يكون هناك من أراد الاستقواء بقواته وحماية ظهره في الفترة الانتقالية، وقد يكون هناك من يتخوف من أن الفترة الانتقالية قد لا تصل إلى مرحلة الانتخابات ويريد أن يضمن موقعاً في أي ترتيبات أخرى قد تحدث. في كل الأحوال فإن وجود كل هذه القوات المختلفة في الخرطوم يفرض تحديات جديدة ويحتاج إلى معالجات وتفاهمات بين الحكومة ممثلة بشقها العسكري وبين قادة الحركات المسلحة لتنظيم هذا الوجود، وشرح الترتيبات للناس حتى لا تبقى عرضة للتفسيرات وإثارة الحساسيات والمخاوف. فما يحدث الآن لا يطمئن الناس لا على مستقبل السلام، ولا على الفترة الانتقالية، ولا على مستقبل البلد.
كل حكومات السودان منذ الاستقلال دخلت في حروب أو في مفاوضات ومقايضات لتحقيق السلام مع حركات حملت السلاح بسبب مظالم أو خلافات مع المركز. لكننا بقينا ندور في حلقة مفرغة أدت إلى انفصال الجنوب، وما تزال تهدد وحدة ما تبقى من السودان. السياسيون مسؤولون، والجيش مسؤول، والحركات المسلحة مسؤولة، لأن أكثر القوم منشغلون بالصراع السياسي لا بالبناء، وبالتنازع على الكرسي لا بهموم المواطن المغلوب على أمره، والوطن المهدد بالتشرذم. لذلك فإن كل اتفاقات السلام لم تحقق الاستقرار بل كانت نواة لجولات جديدة من الحروب التي أصبحت «مبررات» لانقلابات، وسبباً دائماً لعدم الاستقرار وتقهقر السودان.
هل اتفاقية جوبا الأخيرة مختلفة؟
بعد نجاح الثورة الشبابية في الاطاحة بنظام البشير كانت هناك آمال عريضة أن تنضم الحركات المسلحة لركب الثورة في وقت وجيز ويشهد السودان فصلاً جديداً من السلام. عبرت عن هذا الأمر الوثيقة الدستورية التي وضعت هدفاً طموحاً وأملاً كبيراً في تحقيق السلام في الستة أشهر الأولى من عمر الحكومة الانتقالية، لكن الآمال سرعان ما تبخرت وبدأت المماطلات والمطالبات التي انتهت باتفاقية لا يرى الناس منها حتى الآن سوى توزيع المخصصات والمناصب، وتوافد القوات المدججة بالسلاح إلى العاصمة. بل إن الاتفاقية وضعت السودان أمام امتحان من نوع جديد، فلأول مرة تكون هناك ستة مسارات في المفاوضات، ولأول مرة نسمع عن مسار للوسط ومسار للشمال، مع مسارات الشرق ودافور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بما يعني أننا الآن أمام وضع أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.
تعدد السلاح دائماً يثير المخاوف، وهناك تجارب عديدة ماثلة أمامنا لدول دفعت ثمناً باهظاً نتيجة ذلك. والسودان يمر بمرحلة بالغة الحساسية اليوم وأمله أن يصل إلى صندوق الانتخابات. وسيكون السلام مع الاقتصاد أهم امتحانين للفترة الانتقالية وأكبر تحديين للسودان، وبينهما ارتباط وثيق. تركيبة الحكومة وضعت القيادات المدنية والعسكرية وقادة الحركات المسلحة في مركب واحد، فإذا تلاقت المصالح وتوحدت الرؤى فإن البلد سيعبر هذه الفترة وسيتغلب على مصاعبها الكثيرة، وإلا فإن البديل سيكون كارثياً على الجميع.. مع تعدد الأطراف الحاملة للسلاح داخل العاصمة.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر انفلات السلاح في الخرطوم مخاطر انفلات السلاح في الخرطوم



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib