الرجل الذي نَحَرَ الدبابة
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

الرجل الذي نَحَرَ الدبابة

المغرب اليوم -

الرجل الذي نَحَرَ الدبابة

الكاتب عبدالهادي راجي المجالي
بقلم : عبدالهادي راجي المجالي

.... شاهدت أمس مقطعا, لفتى من غزة... ركض إلى الدبابة الإسرائيلية, ثم وضع العبوة الناسفة أسفلها, ونزع الفتيل.. ثم عاد إلى موقعه.
ركض باتجاه الدبابة دون درع واق, ولم يكن يحمل سلاحا.. حتى اللباس الذي كان يرتديه, رثا وبسيطا... ولكنه دمرها عن بكرة أبيها...ماذا نسمي هذا الفتى ؟.. هل نسميه فارس القبيلة.. هل نسميه (الذيب), هل نسميه الأسد...حتى الأسود لا تحتمل ما يحدث في غزة,.. ماذا نسميه ؟ لا أعرف تاهت بي الأسامي..

هذا الفتى ليس من زمننا, هو من زمن خالد بن الوليد, هو من معدن مختلف, أنا لا أظنه ولد مثل بقية الأطفال في مستشفى, ثم أرضعوه حليب (نيدو).. وبعد ذلك ألبسوه زيا نظيفا والتحق بالصف الأول, أنا لا أظنه تعرض للحمى وهرب به الوالد إلى المستشفى... ثم أعطوه محلولا في الوريد, وبقيت الجدة تقرأ المعوذات على رأسه.. حتى يشفى.

قل لي أيها الفتى من أي طينة جبلت عظامك ؟... أخبرونا عن بطولات الجيوش كلها.. أخبرونا عن حصار (ليننغراد), لم أشاهد في كل الأفلام التي عرضت.. رجلا مجردا من السلاح والحماية, ومنفراد يقاتل دبابة ويهزمها.. أخبرونا عن (الكاميكازي).., أخبرونا عن الرايخ الثالث وجيوش هتلر الجرارة, لم أشاهد في جنوده أحدا يفعل ما فعلت.. وهتلر انتحر بعد الهزيمة, أخبرونا في التاريخ عن (جنكيز خان وهولاكو).. هؤلاء قابلوا فرسانا وهزموهم.. ولكنك صرعت دبابة, تلك المرة الأولى في حياتي التي أرى بها فتى من غزة ينحر دبابة ويسيل دمها...

لو كتبت بك الصبايا في تلمسان والجزائر, في طرابلس واللاذقية.. في البصرة وصلالة, رسائل غزل بدمهن.. لما وصل الغزل حد ذرة من رجولتك, أنا يقتلني سؤال واحد فقط وأعرف أنه ساذج وغبي.. يا ترى لو تقدمت لطلب يد بنت عربية.. ماذا سيكون رد والدها ورد أبناء العمومة ؟ أنت الوحيد الذي دفع المهر مقدما.. والمهر لم يكن مالا ولا ذهبا.. دفعت مهرها بأن قمت بذبح دبابة بمن فيها...

أحيانا ما أراه في غزة يتجاوز الأسطورة, يتجاوز واقعنا البشري... وهذا الفتى جعلني أضحك كثيرا وأبكي كثيرا, فأنا قرأت نصف الشعر العربي.. ونصف قصص البطولة وقرأت عن عنترة والزير سالم... قرأت عن شمشون الجبار, عن الظاهر بيبرس... ولكنها المرة الأولى في حياتي والتي أشاهد فيها فتى من دون فرس ولا بندقية ولا ترس ولاسيف.. فتى يقاتل منفردا, ويذبح دبابة كاملة بحديدها وحمولتها وتكلفتها...

إسرائيل مجنونة, لاتدري أنها تقاتل شعبا هزم الحديد.. لا تدري أنها تقاتل شعبا... طور من التراب قذيفة, ومن الموت صنع الحياة..

أين أنت الان يا سيدي وإمامي وملهمي.. في نفق ما, هل تأخذ غفوة استعداد لذبح دبابة أخرى ؟... هل تناولت رغيف خبز تيبس فقمت بسكب الماء عليه حتى يصبح طريا.. هل حصلت على علبة (تونا) وأكلت ربعها ووزعت البقية على المقاتلين... لا أعرف ماذا تفعل الان, ولكني كلما أعدت مشهدك وأنت تنحر الدبابة..تذكرت نشيد الفلسطيني: (أناديكم وأشد على أياديكم وأبوس الأرض من تحت نعالكم)... أنا لي أمنية في هذا العمر فقط يا سيدي, وهي أن أبوس الأرض التي ركضت عليها بنعالك القديم... فقط أريد أن اترجم القصيدة على أرض الواقع, فالأرض التي حملتك مباركة.. والتيمم بترابها يجوز حتى وإن حضر الماء, أريد أن أقبل التراب الذي عبر منه نعلك يا فتى…
* عبد الهادي راجي المجالي كاتب في صحيفة الرأي الأردنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل الذي نَحَرَ الدبابة الرجل الذي نَحَرَ الدبابة



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:17 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح على موعد مع إنجاز تاريخى مع ليفربول في أنفيلد
المغرب اليوم - محمد صلاح على موعد مع إنجاز تاريخى مع ليفربول في أنفيلد

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib