العصر الحجري مقابل العصر الحجري
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

العصر الحجري مقابل العصر الحجري

المغرب اليوم -

العصر الحجري مقابل العصر الحجري

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

معادلة التوازن الجديدة بين ميليشيا «حزب الله» وإسرائيل التي بشرنا بها حسن نصر الله، ومفادها «العصر الحجري مقابل العصر الحجري»، ليست سوى دليل إضافي على حجم الانفصال عن الواقع الذي يعاني منه الرجل، وفقر معارفه بالتاريخ وديناميات القوة.    

يعيدنا نصر الله، عبر معادلته، إلى لغة الحرب الباردة، ونظرية توازن الرعب من الدمار النووي الشامل المؤكد والمتبادل، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. إغراء التشبيه مغرٍ بلا شك، لكنه أبعد ما يكون عن الواقع.

تعاني هذه المعادلة من الخلل الداخلي ذاته الذي عانته معادلة توازن الرعب إبان الحرب الباردة. تغاضى المنظرون حينها واليوم عن الفوارق الشاسعة بين عناصر القوة غير المسلحة على طرفي النزاع. لم ينهر الاتحاد السوفياتي في نهاية المطاف بسبب نقص في جاهزيته النووية، بل بسبب التصدع المجتمعي والقيمي الداخلي ورداءة النظام الاقتصادي وفشله.

على هذا النحو، تبدو معادلة نصر الله غافلة عن اختلال ميزان القوة غير المسلحة لصالح إسرائيل. فالناتج المحلي الإسرائيلي هو 522 مليار دولار، في حين أن الناتج المحلي اللبناني بالكاد يتجاوز 21 ملياراً مقروناً بمعدلات تضخم فلكية تتجاوز 185 في المائة، بالإضافة إلى انهيار العملة والتصدع القطاعي الشامل، الذي جعل البنك الدولي يصف ما يعانيه لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية يعرفها البلد منذ 150 سنة! وفيما تحتل إسرائيل المرتبة 16 في العالم على مؤشر الابتكار العالمي بين 132 دولة، والأولى في شمال أفريقيا وغرب آسيا، يبدو لبنان عاجزاً عن تأمين الكهرباء لمطاره الدولي!

ولعل الفارق الأغرب هو الفارق السياسي وفارق العلاقات الدولية بين البلدين، بحيث إن لبنان تراجع إلى ما يشبه العزلة، بعد عقود من التألق في المنتديات الإقليمية والدولية، في حين أن علاقات إسرائيل تبدو أوثق من علاقات لبنان نفسه. أما الفارق الثقافي، وهو ما كان على الدوام من ملامح الشخصية اللبنانية المميزة، فبات خارج أي سياق منطقي للمقارنة مع التفوق الحاسم للإنتاجات الإسرائيلية مثلاً عبر منصات «نتفيلكس» و «آبل» كمسلسلي «فوضى» و«طهران»، على سبيل المثال لا الحصر.

يقدم هذا الموجز صورة عن الخلل المتعدد الأوجه بين دولتين تلعبان على أرضين مختلفتين تماماً، ما يؤكد الطبيعة الوهمية للتوازن والتماثل في علاقاتهما ومصادر قوتهما.

وحتى لو اكتفينا بالأبعاد العسكرية لمعادلة التوازن، سنجد أن تقديم الطرفين كمصارعين متساويين، ليس سوى نظرة تبسيطية تتجاهل بشكل خطير واقع التفوق الإسرائيلي في مجال التكنولوجيا العسكرية. قبل أيام فقط أعلنت إسرائيل أنّ الولايات المتّحدة أجازت لها إبرام صفقة عسكرية «تاريخية» بقيمة 3.5 مليار دولار تبيع بموجبها إسرائيل لألمانيا منظومات دفاع جوي فرط صوتية من نوع «آرو-3»، في أضخم صفقة عسكرية تبرمها إسرائيل في تاريخها.

التاريخ حافل بأمثلة عن لاعبين صغار انتصروا على خصوم يفقونهم قوة وشراسة، لكن سياق هذه الانتصارات غالباً ما انطوى على حروب تحرير أو مقاومة ضد الاحتلال، وهو سياق مختلف جذرياً عن الديناميكيات الحالية بين لبنان وإسرائيل. إن هزيمة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان في الثمانينات، على يد مقاومة محلية شرسة، والتحديات الهائلة التي واجهها الجيش الإسرائيلي في لبنان، أو يواجهها في فلسطين، أمثلة واضحة تؤكد قدرة المقاومات على تحقيق نتائج ضد قوة محتلة بصرف النظر عن الفارق النوعي بين الاثنين. بيد أن الوضع بين لبنان وإسرائيل اليوم مختلف بشكل ملحوظ، حيث نجد أنفسنا إزاء شيء أقرب إلى لعبة توازن عسكري تقليدي بين دولتين، لا لعبة تحرير واحتلال، في ضوء أن لا احتلال إسرائيلي فعلي للبنان، بل جيوب حدودية قليلة متنازع عليها. وفي مثل هذا السياق المحدد لمواجهة شبه تقليدية بين لبنان وإسرائيل، فإن الأمثلة نادرة جداً على حالات تمكن فيها اللاعب الأصغر من هزيمة الخصم الأكبر والأكثر تطوراً.

ثم إن معادلة نصر الله تنطوي على عيوب عميقة. إن استسهال إعادة مجتمعات بأكملها إلى العصر الحجري فكرة منزوعة العصب الأخلاقي، جرى امتحان شبيهاتها في كل اليوتوبيات القاتمة التي أعلت مقام الآيديولوجيا على الإنسان. إنها استراتيجية لا تقبل فقط احتمال الدمار واسع النطاق بل تتبناه كشكل شرعي من أشكال الردع، من دون أي توقف عند التبعات المجتمعية الكارثية والخسارة المحتملة في الأرواح.

المريع أكثر أن معادلة نصر الله تتجاهل ما يمكن للدبلوماسية أن تحققه. يقدم حل النزاع البحري بين إسرائيل ولبنان، الذي أدى إلى بدء جهود استكشاف الغاز في المياه اللبنانية الجنوبية، درساً في قدرة الدبلوماسية على إنتاج فوائد متبادلة بين لبنان وإسرائيل قابلة للتوسع والاستدامة. سيقال طبعاً إنه ما تحقق ذلك إلا بسبب وجود السلاح. حسناً! لنضع للسلاح هذه الوظيفة إذن، وليُستثمر السلاح في خلق فرص تفاوضية لاستعادة مزارع شبعا، إن ثبتت لبنانيتها، ولإنهاء ترسيم الحدود وربما لإحياء اتفاق الهدنة، أو ربما للدخول في مسار السلام الشامل الناشط اليوم. وليكن السلاح أداة في تعزيز موقع لبنان ضمن منظومة المصلحة العربية المشتركة.

في عالم السياسة الواقعية، يمكن لترسانة ميليشيا «حزب الله» أن تعزز الموقف التفاوضي للبنان، وأن تخدم مصالح اللبنانيين. لكن هذه الفكرة سرعان ما تنهار عندما نتذكر الآيديولوجية الأساسية التي تحرك «حزب الله»، ككيان يغذيه شغف عقائدي بتدمير إسرائيل، وشغف مذهبي ثأري ضد المحيط العربي، حتى لو كان الثمن تدمير لبنان برمته.

إن معادلة نصر الله «العصر الحجري مقابل العصر الحجري» ليست خاطئة ومعيبة وحسب، بل هي تأكيد على أن فكرة تحويل قدرات ميليشيا «حزب الله» العسكرية إلى رصيد دبلوماسي ليست سوى خيال سياسي، يخدم تأبيد هيمنة السلاح على حياة اللبنانيين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العصر الحجري مقابل العصر الحجري العصر الحجري مقابل العصر الحجري



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود

GMT 13:23 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات آيفون 5S بتقنية 4G في المغرب

GMT 02:09 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المتطرف عبد الرؤوف الشايب بالحبس خمسة أعوام

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبون مغاربة فوتوا قطار كأس العالم بسبب قرار خاطئ

GMT 02:23 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أهمية اتّباع إتيكيت مواقع التواصل الاجتماعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib