حسابات خاطئة تفجر الشرق الأوسط
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حسابات خاطئة تفجر الشرق الأوسط

المغرب اليوم -

حسابات خاطئة تفجر الشرق الأوسط

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

لم تكن الصواريخ التي انطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل كسابقاتها، لا بكميتها التي وصلت إلى 34 صاروخاً، ولا بالسياق الإقليمي والدولي الذي أتت فيه، والذي يتميز بثلاثة عناصر رئيسية:

1- اتفاق إيراني سعودي برعاية الصين كسرت طهران عبره عزلتها، وضمنت خفض التأثيرات الخارجية على أزمتها الداخلية، لا سيما عبر الإعلام السعودي أو الإعلام المرعي سعودياً.
2- أزمة إسرائيلية داخلية جدية تتمحور حول قرار أكثر حكومة يمينية في تاريخ إسرائيل المضي بتعديلات قضائية، أدت إلى انقسام سياسي غير مسبوق طال الجيش هذه المرة.
3- استمرار الحرب الروسية الأوكرانية من دون أي أفق لمخارج سياسية أو تسويات، ما يجبر كل الأطراف في الشرق الأوسط على تجنب الحروب الشاملة؛ لكنه يفتح للاعبين في الإقليم فرص المناوشة، إما لتعديل جزئي في قواعد الاشتباك القائمة، كما تسعى إيران، وإما لتثبيت القواعد القائمة كما تسعى إسرائيل.
لبنانياً؛ حققت ميليشيا «حزب الله» كسباً معنوياً نتيجة الحجم غير المسبوق في الضربة الاستعراضية التي نُفذت، وإن نأت الميليشيا بنفسها عنها، وزاد على ذلك الرد الإسرائيلي الباهت. بدا «حزب الله» متفوقاً في مناورته، وغطى الضجيج الإعلامي والتعبوي على حقيقة أن «حزب الله» ومن الساعات الأولى بعث لإسرائيل برسائل عبر وسطاء دوليين، تفيد بأنه ليس جزءاً من الهجوم، ولم يكن على علم مسبق به، فبقيت الأمور تحت السيطرة.
بيد أن التفاصيل تظهر صورة مختلفة تماماً بعيداً عن استعجال الانتصارات الوهمية. الاستعراض الإيراني عبر صواريخ شبه «لقيطة» من لبنان، فضلاً عن صواريخ غزة، هو جزء من رد انتقامي محسوب من قبل إيران على سلسلة من الضربات المهينة التي تلقتها على يد إسرائيل، سواء داخل حدودها أو في سوريا.
قبل يومين من صواريخ جنوب لبنان، شارك آلاف الإيرانيين في تشييع الضابطين في «الحرس الثوري»، ميلاد حيدري ومقداد مهقاني، اللذين قتلا في غارة إسرائيلية في 31 مارس (آذار) في سوريا. تضاف ذلك إلى سلسلة طويلة جداً من الضربات الإسرائيلية لإيران، شملت اغتيال علماء نوويين إيرانيين، أبرزهم محسن فخري زاده، وهجمات على منشآت نووية، كالهجوم الصاعق بثلاث مُسيَّرات على منشأة عسكرية/ نووية في أصفهان، نهاية شهر يناير (كانون الثاني).
زد على ذلك هجمات إلكترونية وضربات جوية إسرائيلية على منشآت وأصول إيرانية في سوريا، وفضح وتخريب عمليات إيرانية ضد أهداف إسرائيلية ويهودية، أبرزها في تركيا واليونان.
تصعِّد حكومة بنيامين نتنياهو ضرباتها لإيران، ويبدو أنها تستند باستراتيجيتها إلى عدم ترجيح رد إيراني خارج حدود الاستعراض أو المشاغبة، بسبب عزلة إيران الدولية، وحدَّة أزمتها الاقتصادية المستمرة، والنزف الحاصل في شرعية النظام وشعبيته، كما تظهر الاعتراضات الشعبية المتتالية.
وقد لا تكون إسرائيل بعيدة عن الحقيقة في تقييمها للموقف الإيراني. فالملاحظ أن إيران التي لديها صواريخ باليستية بعيدة المدى، لطالما اختبأت خلف صواريخ «حزب الله»، في حين أن «حزب الله» الذي يتبجح بالصواريخ الدقيقة، ها هو يختبئ خلف صواريخ «لقيطة» عديمة التأثير خارج لعبة الدعاية والرسائل والتصعيد المدروس.
بيد أن صحة التقييم الإسرائيلي تظل نسبية، لا سيما أن إيران تبني موقفها وفق منظومة حسابات معاكسة. فإيران تعتقد بصدق، أن إسرائيل في موقف ضعيف عبَّر عنه خامنئي قبل أيام، بقوله إن نهاية إسرائيل قد تحدث أسرع مما سبق له أن توقع هو نفسه عام 2015، حين قدر زوالها بعد 20 أو 25 سنة بالكثير.
فطهران تتصرف على قاعدة أن إسرائيل أسيرة الصراعات العميقة في الداخل، والتي يختصرها عنوان «الإصلاح القضائي»، ولكنها تطول بالفعل هوية إسرائيل وعلاقات مكوناتها بعضها ببعض، كما تطول توازنات النظام السياسي برمته. وتراهن إيران على العلاقة المتوترة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لتستنتج أن منظومة حماية إسرائيل معطوبة، وأنها لا تمتلك تالياً القدرة على قرار منفرد بالحرب، مهما ارتفع منسوب التحرش الإيراني بها، لا سيما في ظل الإرهاب الدولي من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، وعدم استعداد المجتمع الدولي للتعامل مع حروب إضافية.
من هنا، ترى إيران فرصة لتحرير نفسها من قواعد الاشتباك غير المتوازنة التي تحكم علاقتها بإسرائيل منذ فترة طويلة، وتُسند لعملائها في لبنان وسوريا مهمة تعديل هذه القواعد بما هو متاح ظرفياً. وفي جانب آخر، تسعى عبر التطبيع مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، إلى كسر عزلتها الإقليمية، وتحييد هذه العواصم عما تقوم به من تكتيك عسكري وأمني مغلف بعناوين إسلامية وفلسطينية. فقد اختارت إيران بعناية شديدة، توقيت مشاغبتها على إسرائيل، مستفيدة من التوترات المتعلقة بمناوشات المسجد الأقصى بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بشكل يعطل نسبياً قدرة الاعتراض على الأحداث، ويخلط الأوراق بعضها ببعض، فلا يعود مفهوماً أين تتصرف إيران وفق مصلحتها، وأين تنافح عن المقدسات الإسلامية والفلسطينية الحساسة عند الرأي العام الإسلامي.
ولو تعمقنا أكثر، تسعى إيران من خلال حزمة المناورات التي تقوم بها إلى تعطيل «الاتفاق الإبراهيمي» من خلال تأجيج المناخ السياسي بين إسرائيل والعالم الإسلامي، وتبديد ما أمكن من مرتكزات التفاهم وشروط السلام.
إذن، ترى إسرائيل فرصة للضغط على إيران، وترى إيران، في المقابل، فرصة للضغط على إسرائيل. ولكن لا إسرائيل بالقوة التي تظنها، ولا هي ضعيفة بالمقدار الذي تحسبه إيران، وهو ما يخلق مساحة واسعة للحسابات الخاطئة والمتعارضة التي قد تقود الطرفين إلى مواجهة عسكرية غير محسوبة، تزيد من خطر اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسابات خاطئة تفجر الشرق الأوسط حسابات خاطئة تفجر الشرق الأوسط



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib