المسؤولية العربية بعد اغتيال نصر الله
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

المسؤولية العربية بعد اغتيال نصر الله

المغرب اليوم -

المسؤولية العربية بعد اغتيال نصر الله

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

يمثل اغتيال زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، مسبوقاً ومتبوعاً باغتيالات وبضربات جوية إسرائيلية، نقطة تحول نادرة للبنان وللشرق الأوسط بأسره. على مدى نحو ثلاثة عقود، جسّد نصر الله صعودَ «حزب الله» وتحوله إلى قوة عسكرية وأمنية وسياسية هائلة تعمل وكيلاً لإيران في الشرق الأوسط. أما الآن، فيجد «الحزب» نفسه في حالة غير مسبوقة من الفوضى؛ مما يوفر فرصة استراتيجية للدول العربية للعودة إلى لبنان، وتغيير المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

لسنوات طويلة، تعاملت الدول العربية المؤثرة مع لبنان على أنه معركة خاسرة؛ نتيجة تعقيدات الصراع المذهبي، وخلو الساحة من قيادات ملهمة بحجم رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، والأهم بسبب سيطرة «حزب الله» وإيران على مفاصل النظام السياسي وحركة مؤسساته. من هنا تبرز الأهمية الاستراتيجية للفراغ الذي خلفته هزيمة «حزب الله» الحتمية مقرونةً بإرهاق اللبنانيين من سرديات المقاومة الجوفاء والنزاعات المتكررة والانهيار الاقتصادي والمالي.

شكل «حزب الله» درة تاج المشروع الإيراني في المنطقة، الذي رعى كل اضطرابات العقود الأخيرة؛ بالاتكال على صعود الميليشيات واستثمار طهران في ضعف الحكومات المركزية أو إضعافها في لبنان والعراق واليمن وسوريا وفلسطين والسودان... وغيرها! وما لبثت أن حولت عبقريةُ قاسم سليماني هذه الميليشيات إلى مرتكزات لدور إيران الإقليمي ونفوذها، ليجد هذا المشروع نفسه الآن أمام ثقب استراتيجي أسود يبتلع كل ما بنته الثورة الخمينية منذ عام 1979.

والحال؛ تبدو الحاجة ماسة والفرصة متاحة لاستراتيجية عربية استباقية تهدف إلى استعادة سيادة لبنان، وتحييد الأثر الباقي لـ«حزب الله»، على النحو الذي يسمح بتقليص دور إيران في السياسة اللبنانية. لم يعد لبنان مشكلة تجب إدارتها، بكل ما تنطوي عليه الإدارة من إزعاجات وتبديد للوقت والجهد؛ بل فرصة يجب انتهازها من أجل لبنان والمنطقة.

ليس من المبالغة القول إن انزلاقَ لبنان نحو فصل أصعب من فصول الفوضى والتآكل، أو سلوكَه دروب التعافي، يعتمد على ما إذا كانت الدول العربية مستعدة لاستثمار رأس المال السياسي والاقتصادي والدبلوماسي المطلوب لاستعادة لبنان، وبالتالي إعادة تشكيل ميزان القوى في المنطقة.

الكل مهزوم الآن في لبنان. وإن كان جرح الطائفة الشيعية هو الأحدث والأكثر إيلاماً؛ فإن جراح الآخرين لا تزال طرية هي الأخرى. كل اللبنانيين أمام أضعف حالاتهم، وكلهم مغلوب.

تحتاج هذه اللحظة إلى تحول في الدبلوماسية العربية، تقوده دول مجلس التعاون الخليجي، باتجاه التفاعل المباشر مع ما بقي من مرتكزات للنظام السياسي في لبنان، وإسقاط التحفظات السابقة وتجاوز الخبرات السيئة مع هذه الشخصيات والقوى. فليس الوقت الآن مثلاً لمحاسبة رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على ماضيه، وهو البقية الباقية من هيكل النظام السياسي اللبناني. تضاف إلى ذلك مؤسسة الجيش، والكنيسة المارونية، ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وباقي القوى التي يمكن لها أن تشكل حاضنة لمشروع استعادة لبنان. إن كل هذه القوى بوجود «حزب الله» شيء؛ ومن دونه شيء آخر تماماً. هذا هو المعنى الحقيقي لما بعد 27 سبتمبر (أيلول) 2024.

ما عاد مجدياً ترك لبنان ليواجه أزماته منفرداً، لا سيما أن كل من حض على التفاهم مع «حزب الله»؛ عرباً وأجانب، يتحملون اليوم مسؤولية ما يعانيه لبنان.

لإعادة لبنان إلى الحضن العربي، لا بد من هجوم دبلوماسي يلزم اللبنانيين وقف إطلاق النار ولو من جانب واحد أولاً، وانتخاب رئيس جمهورية حقيقي، وتشكيل حكومة من أرفع النخب اللبنانية الموثوقة؛ لتنفيذ خطة إنقاذ اقتصادي واجتماعي، يُتوافق عليها خلال حوار إقليمي - لبناني، يقوده العرب، ويكون الثابت فيه إعلان نهاية أن يكون لبنان ميداناً للصراع بالوكالة، بل أن يصبح جزءاً أساسياً من تركيبة الاستقرار الإقليمي.

قبل ذلك؛ على الدول العربية أيضاً استغلال هذه اللحظة لإعادة صياغة الرواية العامة حول «المقاومة» في المنطقة. لعقود عدة؛ بنى «حزب الله» شرعيته على فكرة «المقاومة ضد إسرائيل»، وهي رواية لاقت صدى عميقاً في لبنان وخارجه. بيد أن أثمان هذه المقاومة كانت باهظة بالنسبة إلى الشعب اللبناني، كما يعلمون ويذوقون اليوم. مقتل نصر الله يمثل فرصة لتحويل التركيز من «المقاومة» إلى «إعادة الإعمار»؛ من العسكرة إلى الدبلوماسية، وذلك عبر استغلال العلاقات العربية بإسرائيل وسوريا لوضع حد نهائي لترسيم الحدود البرية ومعالجة موضوع مزارع شبعا، وإحالة كل ملفات «المقاومة» إلى التقاعد النهائي.

إذا فشلنا؛ فإن الفراغ الذي سيخلفه تفكك «حزب الله» قد تملأه عناصر أكثر تطرفاً؛ مما قد يُغرق لبنان في فوضى أعمق، ويزعزع استقرار المنطقة بشكل أكبر. صحيح أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي، حتى بعد مقتل نصر الله، لكنها ووكلاءها في العراق وسوريا واليمن أيضاً يواجهون ضغوطاً كبيرة، وهذا بالضبط مما يجعل مواجهتها ممكنة.

يمثل اغتيال نصر الله نهاية محتملة لعصر سيطرت فيه الميليشيات على جزء كبير من قرار المنطقة، انطلاقاً من لبنان، وها هي فرصة طيّ الصفحة تلوح في الأفق... فهل نلتقطها؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤولية العربية بعد اغتيال نصر الله المسؤولية العربية بعد اغتيال نصر الله



GMT 14:49 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 14:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 14:47 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 14:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 14:44 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 14:40 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

GMT 14:38 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمى يوارب الباب ويسمح بالفيلم الإيراني!!

GMT 14:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib