لبنان نهاية زمن التحرير عام 2000
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

لبنان: نهاية زمن التحرير عام 2000

المغرب اليوم -

لبنان نهاية زمن التحرير عام 2000

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

يبدو «حزب الله» هذه الأيام، درعاً مهشمة في عيون سكان وأهالي جنوب لبنان. ربع القرن الذي عاشوه منذ انسحاب إسرائيل عام 2000، في ظل سردية التحرير التي دبجها وفرضها الحزب على الجميع، صار لحظةً من ماضٍ مضى.

لا شيء يُشبه اليوم المناخات والقناعات التي سادت منذ «الإنجاز الأعظم» الذي حمله مطلع الألفية، أي «تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي». سرعان ما طُمست حينها السجالات حول حقيقة أن الانسحاب هو، بين أسباب كثيرة ومعقدة، حصيلة قرار سياسي إسرائيلي وليس نتيجة صافية للمقاومة. تواطأ الجميع على القبول برواية «حزب الله»، واحتفل الجميع بهذا الحدث بوصفه انتصاراً كبيراً للجماعة يعزز موقعها داخل الاجتماع اللبناني، ويكون نقطة توازن بين قوى إقليمية تتقاسم نفوذها على الساحة اللبنانية مثل إيران وسوريا. وتعاظمت في نفوس الجنوبيين القناعة بأن «حزب الله» هو الدرع الأكثر تأثيراً في وجه إسرائيل. راح السكان يبنون بيوتهم مباشرة على الحدود مع إسرائيل، ويفتتحون استثماراتهم الصغيرة والمتوسطة قبالة السياج الفاصل معها، فيما ازدهرت سياحة «معاينة العدو» عند «بوابة فاطمة»، وغيرها من نقاط التماس. واكب كل ذلك وجود نشاط إعلامي ودعائي أتقنه «حزب الله» لتعزيز رواية النصر والردع والحماية.

لا يمكن العثور على شيء من هذا البريق بعد مرور عقدين من الزمن، وسط تآكل رواية «حزب الله» عن التحرير وتغيير المعادلات وإعادة كتابة التاريخ وقواعد الاشتباك، وغيرها من المفردات التي أدخلها حسن نصر الله إلى قاموس أهل الجنوب اللبناني.

حتى حرب يوليو (تموز) 2006، بين إسرائيل و«حزب الله»، بكل ما أنتجته من دمار واسع النطاق، وحصيلة خسائر بشرية مروعة، لم تبدد سمعة ومكانة «حزب الله» بمثل التبديد الذي يتعرض له اليوم. قيض لنصر الله في ختام تلك الحرب أن يعلن «النصر الإلهي»، وأن ينتحل صفة الانخراط في جهود إعادة الإعمار؛ بغية ترميم صورته بوصفه مدافعاً عن الشعب اللبناني، وحامياً لأهل الجنوب.

ولئن شكّل عام 2006 بداية تحول تدريجي في التصور اللبناني العام حول «حزب الله»، مقروناً بدخول الحزب في لعبة القتل والترهيب في الداخل اللبناني إثر تراكم الأدلة على صلته المباشرة باغتيال رفيق الحريري، وسعيه لتثبيت دعائم سيطرته على اللبنانيين بعد خروج سوريا من لبنان، إلا أنه حافظ على سرديته في وعي الجنوبيين بصفة كونه المقاومة، بل فعل كل ما فعل باسم الدفاع عن هذه المقاومة.

أما اليوم، فقد أجهض الدمار الواسع النطاق الذي لحق بالقرى الحدودية، والنزوح الهائل لسكانها، كل ما سبق لـ«حزب الله» أن روج له حول صمود الجنوبيين في أرضهم وارتداع العدو، وأن الزمن الذي كانت إسرائيل تعتدي فيه عليهم قد ولّى!

تزداد الأمور قتامةً بالنظر إلى تزامن النزوح والدمار، منذ ما يقرب من 4 أشهر، مع الانهيار الاقتصادي في لبنان الذي يعد عاملاً حاسماً في إضعاف رواية «حزب الله» عن التحرير والقوة والكرامة. شكّل الجنوب والبقاع ملاذاً ريفياً مناسباً لمن انهارت مداخيلهم، وجلهم من موظفي القطاع العام أو المتقاعدين، ليجدوا أنفسهم مجدداً في مواجهة تكاليف العيش الباهظة في بيروت أو ضواحيها، وما يترتب عليها من بدلات إيجار أو تكلفة توفير بدائل للخدمات الأساسية المنهارة، أو حرمانهم من عائدات إيجار أملاكهم في بيروت التي كانت تسند عيشهم في قراهم. وإذ يعاني لبنان التضخم المفرط والقيود المصرفية وانهيار الخدمات العامة وشبه الإفلاس، فإن قدرة «حزب الله» على توفير احتياجات قاعدته والحفاظ على صورته بوصفه حارساً لمصالحها ومصالح اللبنانيين عامة، باتت شبه معدومة.

إلى ذلك، لن يعثر المراقبون أو الأنصار، في الحرب الدائرة الآن في جنوب لبنان منذ إعلان «حزب الله» في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) حرب إسناد غزة، على لحظات «مجيدة» مثل لحظة احتراق البارجة الإسرائيلية «ساعر» قبالة السواحل اللبنانية، التي أعلن نصر الله شخصياً قصفها، خلال محادثة هاتفية مع محطة تلفزيونية، في عز الحرب، بعبارة «انظروا إليها تحترق في عرض البحر!».

على العكس من ذلك تماماً، تسلط الحرب الدائرة اليوم الضوء على نقاط الضعف الكثيرة التي يعانيها «حزب الله»، وتشهد لها التصفيات المتكررة والمتقاربة لقادته الميدانيين واللاعبين الرئيسيين ضمن هيكله القيادي العسكري. تظهر إسرائيل تفوقاً ملحوظاً في استراتيجيتها العسكرية التي تركز على إضعاف قدراته العملياتية عبر استهداف بنيته التحتية ومسؤوليه رفيعي المستوى، في ظل ردود منضبطة منه تتناقض بشكل حاد مع أدائه في عام 2006.

وما يزيد من حرج موقف «حزب الله» المنضبط تجاه إسرائيل، هو إفراط الحزب في التورط في الصراعات الإقليمية، أكان في سوريا من قبل أو في اليمن اليوم، مما أدى إلى استنزاف موارده، والتشويش على طبيعة مهمته في عقول جمهوره، كما على عموم مكانته في لبنان وخارجه.

لا يزال دور الحزب ونفوذه المستقبلي في لبنان والمنطقة غير مؤكد. الأكيد فقط أن شيئاً لم يبقَ من زمن التحرير وأساطيره التي أسست لحضور «حزب الله» ودوره وشرعيته.

بعد نحو ربع قرن على ما سمي «تحرير الجنوب»، يواجه «حزب الله» حزمة من الانتكاسات العسكرية، وأزمة اقتصادية رهيبة، وتغير المشاعر العامة تجاهه، التي تتحالف جميعها لتبديد رصيد تلك اللحظة عام 2000 بشكل نهائي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان نهاية زمن التحرير عام 2000 لبنان نهاية زمن التحرير عام 2000



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib