الحرب الصينية الأميركية هل يمكن تفاديها
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

الحرب الصينية الأميركية... هل يمكن تفاديها؟

المغرب اليوم -

الحرب الصينية الأميركية هل يمكن تفاديها

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

وسط مشهد عالمي سريع التطورات يتصدره التنافس الحاد بين الصين والولايات المتحدة، تزداد الحاجة إلى إثراء النقاش حول هذا العنوان الذي سيقرر مصير القرن المقبل. وفي هذا السياق يُعد كتاب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الخارجية الأسبق كيفن رود «الحرب التي يمكن تفاديها»، مصدراً لا غنى عنه لأي شخص يسعى إلى فهم تعقيدات هذه الرقصة الجيوسياسية بين الجبارين الصيني والأميركي.
فمن خلال فهمه العميق للديناميات السياسية الصينية، وإتقانه لغة الماندرين، وعلاقاته المباشرة مع الشخصيات الصينية الرئيسية مثل شي جينبينغ، وخبرته العملية في الملف الصيني بصفته وزير خارجية سابقاً ورئيس وزراء أستراليا، يتفرد رود بتقديم رؤية مستنيرة وشاملة لإحدى أكثر العلاقات الدولية حساسية وتعقيداً. وهذا ما يجعل من تعيينه مؤخراً سفيراً لأستراليا لدى الولايات المتحدة، بعد سلسلة من المسؤوليات الأرفع في بلاده، دليلاً على استشعار أستراليا لخطورة انزلاق التنافس الصيني الأميركي إلى صراع من نوع آخر، ومصلحتها المباشرة في تصويب المحادثة بين واشنطن وبكين عبر شخصية خبيرة ككيفن رود.
في كتابه «الحرب التي يمكن تفاديها» يتوسع الكاتب والسياسي الأسترالي في عرض المخاطر الكارثية للصراع بين الولايات المتحدة والصين، ويُسهب في شرح مرتكزات السياسة الخارجية الصينية وتطورها والأهداف الاستراتيجية لهذا العملاق في عهد جينبينغ، لا سيما جهوده العنيدة والمثابرة لإعادة تشكيل النظام الدولي وتحدي هيمنة الولايات المتحدة على قواعده الراهنة.
ولفهم نظرة الرئيس الصيني يعرض رود إطاراً من عشر دوائر تطوق بعضها بعضاً وتجمعها نقطة ارتكاز واحدة هي مصلحة الصين كما يعرفها جينبينغ. تركز الدائرتان الأوليان على القضايا المحلية، وأبرزها مركزية جينبينغ شخصياً بوصفه ضامناً لمستقبل الدور الصيني وهيمنته التامة على الحزب الشيوعي ثم هيمنة الحزب بقيادته على الدولة والمجتمع، بالإضافة إلى التمسك الحاسم بوحدة الصين بكامل أجزائها بما في ذلك تايوان والتبت وشينجيانغ ومنغوليا الداخلية.
وتمثل عقيدة النمو الاقتصادي الصيني إلى جانب العناية بالاستدامة البيئية، الدائرتين الثالثة والرابعة في تحليل رود لاستراتيجية الرئيس الصيني، التي يرى أن من خلالها يسعى جينبينغ إلى تأمين الشرعية السياسية للنظام السياسي والوحدة الوطنية للمجتمع من خلال إعطاء الأولوية للازدهار الاقتصادي. ويشرح رود بالتفصيل التحولات التي طرأت على رؤية جينبينغ الاقتصادية وتحولها أكثر نحو المزيد من سيطرة الدولة على النشاط الاقتصادي تحت عنوان تحقيق الازدهار المشترك، والاكتفاء الذاتي، على حساب التراكم السريع للثروة الفردية وضرب نماذج أسطورية عن نجاح رجال الأعمال مثل جاك ما مؤسس شركة «علي بابا». ويوضح رود أن هذا النهج الاقتصادي الجديد يعطي الأولوية للأمن القومي والاستقرار السياسي والمساواة الاقتصادية على التبادل الدولي المفتوح وولادة نجوم من أصحاب التأثير الدولي المتحرر من قبضة بكين.
أما الدائرة الخامسة بين الدوائر الأكثر أهمية فهي تحديث الجيش الصيني والعمل الدؤوب على تسريع سد فجوة القدرات مع الولايات المتحدة في مجالات الحرب المعلوماتية وإنشاء قوة الدعم الاستراتيجي لجيش التحرير الشعبي وتطوير القدرات النووية والصاروخية وزيادة الدعم للقوات البحرية على حساب القوات البرية. وهو ما يقود إلى الدائرتين السادسة والسابعة المتعلقتين بإدارة العلاقة مع دول الجوار الصيني وتأمين أمن الحزام المائي حولها في شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ.
في حين أن الدائرة الأهم استراتيجياً هي سعي الرئيس الصيني منذ عام 2014 إلى تحدي قواعد النظام الدولي الحالي، عبر النشاط الصيني متعدد الأطراف الذي يقوم على زيادة الدعم للدول النامية، وزيادة النفوذ داخل المؤسسات الدولية القائمة، وإنشاء شبكته الخاصة من المؤسسات متعددة الأطراف. وتهدف الصين أيضاً إلى قيادة العالم في وضع المعايير الدولية والأطر التنظيمية من خلال تقديم مقترحات مختلفة عما يصدر عن الفكر السياسي الليبرالي، مستفيدة من سيطرتها على حصة كبيرة من السوق العالمية، والعلاقات الاستراتيجية الناتجة عن مبادرة الحزام والطريق والاستثمار القاري في البنية التحتية، وما يوفره لها كل ذلك من مرتكزات نفوذ دبلوماسية وسياسية.
إن فهم رود المتعمق للتفكير الاستراتيجي الصيني يسمح له بطرح رؤية جديدة ودقيقة لمستقبل الصراع الصيني الأميركي تقوم على فكرة «إدارة التنافس الاستراتيجي» بوصفه منطقاً بديلاً عن مسار المواجهة الراهنة المفضي إلى حرب «يمكن تفاديها». ويعرض رود مرتكزات لهذه الرؤية تقوم على الابتكار الدبلوماسي، والوضوح في تحديد الخطوط الحمراء لكل من الدولتين وإنشاء أطر تضمن احترام هذه الخطوط بشكل عادل ومتبادل، من دون إهمال تعزيز القدرات العسكرية الغربية التي تضمن ردع الصين عن اتخاذ إجراءات عدوانية، خصوصاً فيما يتعلق بتايوان.
يعد كتاب رود «الحرب التي يمكن تفاديها» وثيقة سياسية وفكرية أساسية لفهم تعقيدات العلاقات بين الولايات المتحدة والصين والعواقب المحتملة لنزاع واسع النطاق بينهما. إنه بمثابة تحذير صارخ ونداء للعمل على مستوى النخب وصناع القرار لتجنب حدوث نزاع كارثي. ويعتبر الكاتب والسياسي الأسترالي أن فهم التفكير الاستراتيجي للصين ووضع تصور لعالم يمكن لكل من الولايات المتحدة والصين أن تتعايشا فيه بشكل تنافسي، هو التحدي الأخلاقي والسياسي الأبرز في القرن الحالي، والامتحان الأبرز للمخيلة السياسية في أن تبتكر ما يبعدنا عن الحرب ويمهد الطريق لمستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للجميع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الصينية الأميركية هل يمكن تفاديها الحرب الصينية الأميركية هل يمكن تفاديها



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد

GMT 20:47 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

ماسك الخيار لتهدئة البشرة من الاحمرار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib