الحرب الصينية الأميركية هل يمكن تفاديها
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

الحرب الصينية الأميركية... هل يمكن تفاديها؟

المغرب اليوم -

الحرب الصينية الأميركية هل يمكن تفاديها

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

وسط مشهد عالمي سريع التطورات يتصدره التنافس الحاد بين الصين والولايات المتحدة، تزداد الحاجة إلى إثراء النقاش حول هذا العنوان الذي سيقرر مصير القرن المقبل. وفي هذا السياق يُعد كتاب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الخارجية الأسبق كيفن رود «الحرب التي يمكن تفاديها»، مصدراً لا غنى عنه لأي شخص يسعى إلى فهم تعقيدات هذه الرقصة الجيوسياسية بين الجبارين الصيني والأميركي.
فمن خلال فهمه العميق للديناميات السياسية الصينية، وإتقانه لغة الماندرين، وعلاقاته المباشرة مع الشخصيات الصينية الرئيسية مثل شي جينبينغ، وخبرته العملية في الملف الصيني بصفته وزير خارجية سابقاً ورئيس وزراء أستراليا، يتفرد رود بتقديم رؤية مستنيرة وشاملة لإحدى أكثر العلاقات الدولية حساسية وتعقيداً. وهذا ما يجعل من تعيينه مؤخراً سفيراً لأستراليا لدى الولايات المتحدة، بعد سلسلة من المسؤوليات الأرفع في بلاده، دليلاً على استشعار أستراليا لخطورة انزلاق التنافس الصيني الأميركي إلى صراع من نوع آخر، ومصلحتها المباشرة في تصويب المحادثة بين واشنطن وبكين عبر شخصية خبيرة ككيفن رود.
في كتابه «الحرب التي يمكن تفاديها» يتوسع الكاتب والسياسي الأسترالي في عرض المخاطر الكارثية للصراع بين الولايات المتحدة والصين، ويُسهب في شرح مرتكزات السياسة الخارجية الصينية وتطورها والأهداف الاستراتيجية لهذا العملاق في عهد جينبينغ، لا سيما جهوده العنيدة والمثابرة لإعادة تشكيل النظام الدولي وتحدي هيمنة الولايات المتحدة على قواعده الراهنة.
ولفهم نظرة الرئيس الصيني يعرض رود إطاراً من عشر دوائر تطوق بعضها بعضاً وتجمعها نقطة ارتكاز واحدة هي مصلحة الصين كما يعرفها جينبينغ. تركز الدائرتان الأوليان على القضايا المحلية، وأبرزها مركزية جينبينغ شخصياً بوصفه ضامناً لمستقبل الدور الصيني وهيمنته التامة على الحزب الشيوعي ثم هيمنة الحزب بقيادته على الدولة والمجتمع، بالإضافة إلى التمسك الحاسم بوحدة الصين بكامل أجزائها بما في ذلك تايوان والتبت وشينجيانغ ومنغوليا الداخلية.
وتمثل عقيدة النمو الاقتصادي الصيني إلى جانب العناية بالاستدامة البيئية، الدائرتين الثالثة والرابعة في تحليل رود لاستراتيجية الرئيس الصيني، التي يرى أن من خلالها يسعى جينبينغ إلى تأمين الشرعية السياسية للنظام السياسي والوحدة الوطنية للمجتمع من خلال إعطاء الأولوية للازدهار الاقتصادي. ويشرح رود بالتفصيل التحولات التي طرأت على رؤية جينبينغ الاقتصادية وتحولها أكثر نحو المزيد من سيطرة الدولة على النشاط الاقتصادي تحت عنوان تحقيق الازدهار المشترك، والاكتفاء الذاتي، على حساب التراكم السريع للثروة الفردية وضرب نماذج أسطورية عن نجاح رجال الأعمال مثل جاك ما مؤسس شركة «علي بابا». ويوضح رود أن هذا النهج الاقتصادي الجديد يعطي الأولوية للأمن القومي والاستقرار السياسي والمساواة الاقتصادية على التبادل الدولي المفتوح وولادة نجوم من أصحاب التأثير الدولي المتحرر من قبضة بكين.
أما الدائرة الخامسة بين الدوائر الأكثر أهمية فهي تحديث الجيش الصيني والعمل الدؤوب على تسريع سد فجوة القدرات مع الولايات المتحدة في مجالات الحرب المعلوماتية وإنشاء قوة الدعم الاستراتيجي لجيش التحرير الشعبي وتطوير القدرات النووية والصاروخية وزيادة الدعم للقوات البحرية على حساب القوات البرية. وهو ما يقود إلى الدائرتين السادسة والسابعة المتعلقتين بإدارة العلاقة مع دول الجوار الصيني وتأمين أمن الحزام المائي حولها في شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ.
في حين أن الدائرة الأهم استراتيجياً هي سعي الرئيس الصيني منذ عام 2014 إلى تحدي قواعد النظام الدولي الحالي، عبر النشاط الصيني متعدد الأطراف الذي يقوم على زيادة الدعم للدول النامية، وزيادة النفوذ داخل المؤسسات الدولية القائمة، وإنشاء شبكته الخاصة من المؤسسات متعددة الأطراف. وتهدف الصين أيضاً إلى قيادة العالم في وضع المعايير الدولية والأطر التنظيمية من خلال تقديم مقترحات مختلفة عما يصدر عن الفكر السياسي الليبرالي، مستفيدة من سيطرتها على حصة كبيرة من السوق العالمية، والعلاقات الاستراتيجية الناتجة عن مبادرة الحزام والطريق والاستثمار القاري في البنية التحتية، وما يوفره لها كل ذلك من مرتكزات نفوذ دبلوماسية وسياسية.
إن فهم رود المتعمق للتفكير الاستراتيجي الصيني يسمح له بطرح رؤية جديدة ودقيقة لمستقبل الصراع الصيني الأميركي تقوم على فكرة «إدارة التنافس الاستراتيجي» بوصفه منطقاً بديلاً عن مسار المواجهة الراهنة المفضي إلى حرب «يمكن تفاديها». ويعرض رود مرتكزات لهذه الرؤية تقوم على الابتكار الدبلوماسي، والوضوح في تحديد الخطوط الحمراء لكل من الدولتين وإنشاء أطر تضمن احترام هذه الخطوط بشكل عادل ومتبادل، من دون إهمال تعزيز القدرات العسكرية الغربية التي تضمن ردع الصين عن اتخاذ إجراءات عدوانية، خصوصاً فيما يتعلق بتايوان.
يعد كتاب رود «الحرب التي يمكن تفاديها» وثيقة سياسية وفكرية أساسية لفهم تعقيدات العلاقات بين الولايات المتحدة والصين والعواقب المحتملة لنزاع واسع النطاق بينهما. إنه بمثابة تحذير صارخ ونداء للعمل على مستوى النخب وصناع القرار لتجنب حدوث نزاع كارثي. ويعتبر الكاتب والسياسي الأسترالي أن فهم التفكير الاستراتيجي للصين ووضع تصور لعالم يمكن لكل من الولايات المتحدة والصين أن تتعايشا فيه بشكل تنافسي، هو التحدي الأخلاقي والسياسي الأبرز في القرن الحالي، والامتحان الأبرز للمخيلة السياسية في أن تبتكر ما يبعدنا عن الحرب ويمهد الطريق لمستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للجميع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الصينية الأميركية هل يمكن تفاديها الحرب الصينية الأميركية هل يمكن تفاديها



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib