الرغي والرغي الآخر
بنيامين نتنياهو يوجه رسالة من قمة جبل الشيخ بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها فور سقوط بشار الأسد كتائب القسام تعلن مقتل وجرح 14 جندياً إسرائيلياً في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة إسرائيل وحركة حماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقتل جنديين إسرائيليين وأصابة 5 آخرون في انهيار مبنى بعد استهدافه من قبل المقاومة في رفح جنوب قطاع غزة تشيلسي الإنكليزي يُصدر بيان رسمي ينفى تناول لاعبه الدولي الأوكراني ميخايلو مودريك المنشطات العثور على جثة لاعب كرة السلة يانيس تيما منتحرًا بعد انفصاله عن زوجته الاتحاد الإنكليزي يرفض استئناف بينتانكور ويؤكد إيقافه 7 مباريات شركة آبل تتوقف عن بيع هذه الهواتف فى 27 دولة بالاتحاد الأوروبي ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45 ألفاً و59 شهيداً و107 آلاف و41 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023 الاحتلال الإسرائيلي يُطلق أكثر من 10 قنابل ويزرع براميل متفجرة بجانب مستشفى كمال عدوان
أخر الأخبار

الرغي والرغي الآخر

المغرب اليوم -

الرغي والرغي الآخر

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

لعل من أشرس وأعنف المواقف هي التي تكون من ردود أفعال لأشخاص فوجئوا بوجود رأي آخر، أو وجهة نظر أخرى مخالفة تماماً لما أفنى عمره مؤمناً بها. وتتحول ردة الفعل من صدمة إلى سلوك عدائي من الممكن جداً أن يتضمن السخرية والإهانة والاستهزاء والاعتداء اللفظي، بل وحتى السباب.
     

 فهو يعدّ هذه المسألة إهانة شخصية حادة وجرحاً عميقا لكرامته؛ لأن ثقته بنفسه قد تم هزّها وزلزلتها بشكل عنيف للغاية.

فهذه النوعية من الناس هي التي تقلق على كرامة رأيها وأفكارها وليس على قيمتها ونوعيتها وجودتها، وهو من الناس الذين سيقضون بقية عمرهم يشعرون بالنقص والدونية كلما وضعوا في الموقف نفسه مجدداً لأن ذات المشاعر السلبية لا بد لها أن تظهر مرة أخرى.

ومع الانفتاح الهائل على العالم الذي وفرته عوالم القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت العنكبوتية ومنصات التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها أصبح لكل أحد الحق في أن يكون له رأي في كل مسألة بغض النظر عن مدى ملاءته المعرفية عن تلك المسألة.

وهذه الظاهرة الهائلة التي لم تسلم أي دولة أو ثقافة منها تحولت حالة من الاستقطاب الحاد والتي باتت غذاءً حيوياً للكراهية والعداء. الاستقطاب كان دوماً موجوداً، فعبارات المؤمن والكافر والوطني والخائن والمحافظ والليبرالي ليست بالجديدة، ولكن ما هو جديد هو زيادة مساحات كل تصنيف وانخفاض معدلات التسامح وقبول الآخر.

هناك كتاب مهم ومفيد وعميق بعنوان أكاديمي بحت وهو: «أسباب وأعراض الاستقطاب الاجتماعي والثقافي: دور المعلومات وتقنية الاتصالات»، وهو لمجموعة من المؤلفين والمحررين، يشرح هذا الكتاب بشكل مهم وبالغ الدلالة كيف تحولت الأدوات التقنية الحديثة للتواصل أسلحة للجهل والتطرف، وولّدت بالتالي ظاهرة الأخبار الكاذبة والحقائق البديلة، وزادت من مساحات الشك والقلق والخوف والذعر الاجتماعي والسياسي.

هناك مقولة تاريخية وخطيرة جداً باتت من أهم ما يتم الاستشهاد به، وهي تقول «اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك» لصاحبها جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازي خلال حقبة الزعيم الفاشي أدولف هتلر، وبقدر غرابة تلك المسألة، إلا أن الكثير مما يحصل على منصات العالم الافتراضي هو ترجمة حرفية لهذه المقولة المرعبة. شئنا أم أبينا، فإن الكثير من الأنظمة السياسية ورجال الدين بمختلف انتماءاتهم كانوا حريصين على تغذية الاستقطاب بشكل واضح وصريح؛ لأن بقاءهم واستمرارهم كان مبنياً على أساس بقاء الاستقطاب قائماً، فمن دون الخائن لن يكون هناك وجود للوطني ومن دون الكافر لن يكون هناك وجود للمؤمن.

ودائماً ما كانت الدول تلجأ إلى تقديم مبادرات حوارات الأديان أو ندوات الأحزاب أو مبادرات التسامح وقبول الآخر أو جلسات الحوار الوطني من أجل تحسين المناخ العام وتلطيف الأجواء، إلا أن كل ذلك في حقيقة الأمر هو مساحيق تجميل لوجه منهك ومتعب ومرهق، أحبطته حالات الأمل المتكررة وعلامات الواقع المحبط.

تقبل الآخر وشخصيته يكون بتجاوز الانغلاق الذاتي والأنانية، والتقوقع حول الفكر، والعمل على الانفتاح حول الآخرين وتقبل أي نقد بصدر رحب مت دون الدخول في تحدٍ بأن يقتنع الشخص أم لا. وإدراك أن لكل إنسان شخصيته ومبادئه وأن الحياة ليست لنا وحدنا.

المجتمع الفردي المنغلق والقائم على «الأنا»، جعل الشخص يعتقد أن لا أحد غيره يحق له فرض الرأي، فيغتال شخصية الآخر، ويسعى للهيمنة عليه في حال ناقشه أو حاوره وقد يصبحان عدوين.

هذا يلغي الحوار وأهميته، وفن الاستماع للآخر، حتى وإن اختلفت معه، مبيناً أن الأصل هو احترام الرأي، وبناء ثقافة حوار قائمة على معطيات وأسس فكرية، فالاختلاف لا يفسد في الود قضية.

يضاف إلى ذلك أن سهولة الحصول على المعلومة، جعلت كل شخص يعتقد أنه صاحب الرأي الأصح والأهم، وعلى الجميع الاستماع له، أن مواقع التواصل فتحت المجال لانتشار هذه الظاهرة، فكل شخص يشعر أن لديه منبراً يستطيع أن ينظر من خلاله من دون أن يتقبل رأي الطرف الآخر، فضلاً عن ثقافة «الأنا» لديه والغرور وعدم إعطاء الآخرين فرصة للتعبير عن آرائهم واحترامها.

وعلى مبدأ «إذا لم تكن معي إذن فأنت ضدي»، تحتد النقاشات وقد تتطور لمشاكل كبيرة بين الأشخاص، وخلافات شخصية عميقة لمجرد التعبير عن الرأي الآخر.

سهولة الحصول على المعلومة، جعلت كل شخص يعتقد أنه صاحب الرأي الأصح والأهم، وعلى الجميع الاستماع له، ولكن المسألة تحولت من إبداء رأي إلى تفريغ شحنات من الأمراض والعقد والمشاكل النفسية أشبه بقنابل موقوتة متى ما انفجرت ستطال شظاياها أفراد المجتمع كافة بلا استثناء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرغي والرغي الآخر الرغي والرغي الآخر



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

نادين نجيم بفستان أسود مزين بالكاب البنفسجي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:47 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
المغرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 07:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
المغرب اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 10:24 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
المغرب اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 07:08 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
المغرب اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 19:20 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

بوسفيان يغيب عن قمة الرجاء والجيش

GMT 15:57 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 23:12 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

زيدان يفاجئ الجمهور برحيله عن ريال مدريد

GMT 21:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بركان تهزم لوندا سول بكأس الكاف

GMT 14:23 2022 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

يوفنتوس في اختبار جديد ضد إمبولي في الدوري الإيطالي

GMT 00:02 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جمهور الرجاء يوجه طلبا خاصا لرئيس النادي عقب هزيمة أسفي

GMT 11:29 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

شرطة أغادير تتأهب لتأمين احتفالات رأس السنة

GMT 17:19 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوريتش سيتي يفقد جهود جودفري 6 أسابيع بسبب الإصابة

GMT 19:50 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الشرطة الإسبانية تصادر أقنعة ميسي عقب الكلاسيكو

GMT 11:09 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ماني ينافس ماديسون على جائزة لاعب الشهر في البريميرليج

GMT 00:03 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفيلم المغربي "آدم" ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib