كرة القدم السعودية استثمار وإثارة

كرة القدم السعودية استثمار وإثارة

المغرب اليوم -

كرة القدم السعودية استثمار وإثارة

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

 

في الأسابيع الأخيرة كانت أخبار صفقات الدوري السعودي تحتل أهم عناوين الأخبار الرياضية حول العالم، مبينة دخول الدوري السعودي منافساً جاداً وقوياً لأهم الدوريات العالمية عموماً والأوربية منها تحديداً.

أسماء كبيرة وأندية مهمة ومبالغ كبيرة ومباحثات جادة وعروض مغرية. لكن الموضوع أعمق مما يتم تداوله بشكل مبسط وسطحي ويطارد عناوين الإثارة الصحافية. الموضوع يتعلق بمشروع استثماري حقيقي في قطاع عالمي شديد التنافس، وبالغ الأهمية وذو عوائد في غاية الجدية.

دخل صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثماري السيادي للسعودية، في أهم استثماراته في مجال كرة القدم الدولية عندما أتم الاستحواذ على نادي كرة القدم الإنجليزي نيو كاسل يونايتد بعد معركة صعبة وولادة قيصرية. فوجئ الصندوق بعد الاستحواذ على غياب أي منظومة أو هيكلة إدارية وغياب تام لأي حوكمة فأقر خطة عمل كان من المتوقع أن تأتي بثمارها خلال فترة أربع سنوات، إلا أنه ومع النتائج الرائعة التي حققها الفريق في الموسم الماضي ووصوله إلى المركز الرابع، وهو أهم مركز يحققه الفريق منذ عقود من الزمن، وكان هذا يعني أيضاً ضمان مشاركة الفريق في منافسات دوري الأبطال في الدورة المقبلة له. كل ذلك كان ترجمته نفاد التذاكر المخصصة لمشجعي الفريق للموسم المقبل، وارتفاع مهول في مبيعات السلع التجارية للفريق، وعليه ارتفعت القيمة السوقية للفريق بشكل مفاجئ وكبير، وارتفعت مكانته في التصنيف العالمي للقيم التجارية لأهم أندية كرة القدم حول العالم في فترة قياسية قصيرة.

هذا النجاح السريع فتح شهية صندوق الاستثمارات العامة لتكرار نموذج الأعمال نفسه على صعيد الدوري المحلي السعودي، فكان قرار تملك أكبر أربعة أندية ذات الجماهيرية والشعبية الأهم، ومن ثم دعمهم برعاة كبار وجهاز تنفيذية مهنية ومحترفة مدعومة بميزانيات غير تقليدية.

والهدف هو تعظيم قيمة هذه الأندية بنجوم ومدربين عالميين يساهمون في رفع نسب المشاهدة والحضور الجماهيري وزيادة قيمة وعدد الرعاة، وارتفاع مبيعات السلع التجارية الخاصة بالأندية والدوري وتحقيق اتفاق عالمي كبير جداً، فيما يتعلق بحقوق بث مباريات الدوري السعودي.

وبعدها قد يفتح الصندوق المجال لبيع حصصه في هذه الأندية لمستثمرين عالميين، أو طرح أسهم لها في سوق الأسهم السعودية كاستراتيجية خروج استثماري بعد نضوج الفرصة، وتحقيق العوائد المرجوة وتطبيق الخطة المقررة.

ويأتي هذا التوجه الطموح مطابقاً تماماً لتوجه قطاعي السياحة والترفيه الذي يرغب في تكوين قطاع خدمي كبير ومؤثر وفعَّال، ليكون جزءاً حيوياً من الاقتصاد الوطني ككل بحسب رؤية 2030 بطبيعة الحال.

ومع نجاح هذا التوجه الجديد في استقطاب عدد لافت ومهم جداً من أكبر الأسماء في عالم كرة القدم، كان من الطبيعي جداً أن يواجه الصندوق موجة هائلة من النقد من عدد غير بسيط من الوسائل الإعلامية، ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد، بل إن بعض القيادات الكروية في أوروبا طالبت بأهمية «إيقافهم ووضع حد لهم، لأنه يهدد مسابقاتنا الأوروبية» هكذا بصريح العبارة.

الدوري السعودي اليوم ينظر إليه كماكينة اقتصادية مطلوب أن يكون في قائمة أكبر عشرة دوريات حول العالم، وهو بطبيعة الحال سيدخل في منافسات هائلة مع الدوريات الكبرى المعروفة مثل الإنجليزي، والإسباني، والإيطالي، والألماني، والفرنسي، والهولندي، والبرتغالي وطبعا هناك الأميركي والياباني والكوري الجنوبي أيضاً.

بلغت صناعة كرة القدم العالمية في عام 2022 ما قيمته 3.2 مليار دولار أميركي ومن المرشح أن تصل إلى 5 مليارات دولار في عام 2028، بنسبة نمو سنوية تبلغ 4 في المائة دخول صندوق الاستثمارات العامة كلاعب أساسي في هذا المجال، من المتوقع أن يغير قواعد اللعبة، ويجعل التنافس أكبر وأشد، ويكبر بالتالي حجم الصناعة ككل.

من المهم جداً «فهم» التوجه الكبير خلف صفقات الدوري السعودي لمعرفة المشروع الأكبر، ومن ثم استيعابه ضمن مفهوم اقتصادي ومالي واستثماري. الدوري السعودي سيكون مثيراً في موسمه المقبل، ليس بسبب وجود أسماء عالمية جاذبة ومهمة، ولكن بسبب وجود عقلية جديدة وفكر مختلف وخطة طموحة ومنهجية جريئة، وهذه إثارة ستترجم في نشوة الانتصارات وتحقيق العوائد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرة القدم السعودية استثمار وإثارة كرة القدم السعودية استثمار وإثارة



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:07 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الولايات المتحدة تسجل أول وفاة بشرية بسبب إنفلونزا الطيور
المغرب اليوم - الولايات المتحدة تسجل أول وفاة بشرية بسبب إنفلونزا الطيور

GMT 05:02 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
المغرب اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 15:40 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انخفاض أسعار النفط بعد بيانات عن إنتاج الخام الأمريكي

GMT 15:58 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهم اليابان تحقق مكاسب طفيفة بتأثير من مخاوف رفع الفائدة

GMT 21:29 2022 الأربعاء ,26 كانون الثاني / يناير

الأمن المغربي يطيح بسارق وكالة بنكية في مدينة فاس

GMT 04:02 2022 الأحد ,16 كانون الثاني / يناير

الرجاء المغربي يقدم عرضا رسميا لضم اللاعب حمزة خابا

GMT 20:31 2021 الجمعة ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الإصابة تُبعد نوير عن مواجهة رومانيا في تصفيات المونديال

GMT 02:28 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 11 شخصًا إثر أعمال عنف في ساحل العاج

GMT 13:09 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل الرحلات البحرية من المغرب إلى إسبانيا‬

GMT 00:29 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيقات في المغرب تكشف تورط "راق شرعي" في جريمة زاكورة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib