الدنيا «خطوط»
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

الدنيا «خطوط»

المغرب اليوم -

الدنيا «خطوط»

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

ليست مبالغة أبداً حينما توصف حياة الإنسان في هذه الدنيا بأنها حياة مليئة بالخطوط، تحيط به منذ ولادته حتى رحيله. فلو قدر له أن يولد في دولة ما تقع جغرافياً شمال «خط» الاستواء، فهو سيكون بالعموم من المحظوظين، لأن دول الشمال أفضل حالاً وأكثر استقراراً من دول الجنوب. ويبقى نصب عينه، كغيره من مواطني تلك الدولة، يراقب بقلق وحذر، نسبة السكان الذين يقبعون تحت «خط» الفقر.
ويقضي عمره في خوف وترقب، خشية أن يتجاوز أياً من «الخطوط» الحمراء، سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم دينية.
ويحرص في جميع علاقاته الأسرية والاجتماعية والمهنية على أن يحافظ دائماً بحكمة وذكاء، مهما كانت الظروف، أن يحافظ على «خط» الرجعة.
ويبذل كل ما في وسعه من خلال معارفه وخبرته وتجاربه وعلاقاته لتحسين سمعته المالية، لأجل رفع «خط» الائتمان مع المؤسسات المالية التي يتعامل بها، لأجل تمويل مشترياته؛ مثل البيت والسيارة والتعليم والترفيه وغيرها.
ويحرص دائماً في مواقف الحياة عموماً، على عدم تجاوز «الخط» الرفيع بين الجد والهزل، والحلال والحرام والمسموح والممنوع.
ويقضي جلَّ أوقات عمره في «خط» سير مروري ثابت من بيته إلى المدرسة، ثم من بيته إلى العمل، خط سير فيه من القلق والإزعاج وشد الأعصاب والتوتر الشيء الكثير جداً، الذي يبقى مع الإنسان بشكل ما لآخر العمر.
وصولاً إلى المراقبة الحثيثة الخاصة «بخط» نبضات القلب، ومعرفة صحته أو علته أو كسرته.
الإنسان كائن عجيب ومخلوق فريد من نوعه، فهو لديه قدرة هائلة على التكيف والتأقلم، مهما صعبت الظروف وتغيرت الأوضاع، فهو وكما وُصف «حيوان اجتماعي»، فهو قادر على التعامل سريعاً، وبالتالي تقبل أي تغيير حاد في حياته، سواء أكان ذلك له علاقة بتبدل الانظمة والقوانين وقبول ما كان ممنوعاً بالأمس والعمل به على أنه مسموح واعتيادي اليوم، أم تبدل الظروف الاقتصادية أو الأوضاع الاقتصادية، وما يلحق بذلك من آثار حادة ومختلفة.
الخطوط التي تصنع حياة الإنسان تتحرك وتتغير، منها ما يتسع ومنها ما يضيق، ومنها ما يمحى ويختفي ومنها ما يؤسس من جديد.
يقول الفيلسوف الأميركي المعاصر ذائع الصيت كين ويلبر، إن الإنسان يقضي جل عمره في مواجهة «خط» التماس العاطفي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي، وعندما يفشل في ذلك أحياناً، فإنه يصبح مواجهاً لـ«خط» النار.
يمضي عمر الإنسان مراقِباً لبعض الخطوط، ومرَاقَباً من البعض الآخر. كلها خطوط تحدد اختياراته وتحسم قدره، وبالتالي مصيره.
هناك قصيدة شعرية معروفة جداً باللغة الإنجليزية للشاعر الأميركي المعروف روبرت فروست بعنوان «الطريق الذي لم يتم ارتياده»، فيها مقطع فلسفي عميق للغاية يقول فيه الشاعر: «معرفتي وإدراكي بأن المسار يؤدي إلى مسار، فاخترت الطريق الأقل ارتياداً، وكان ذلك هو الذي صنع الفرق كله».
وكانت هذه القصيدة، تحديداً هذا المقطع فيها، إلهاماً كبيراً للغاية للكاتب الأميركي الأكثر مبيعاً مورغان سكوت بيك، مؤلف كتاب «الطريق الأقل ارتياداً»، وهو العنوان المستمد من القصيدة نفسها والمقطع المشهور فيها، وتحول كتاب سكوت مع الوقت إلى أحد أكثر الكتب مبيعاً، وتمت ترجمته إلى عشرات من اللغات حول العالم، وأصبح يوصف بأحد أساطير مؤلفات تطوير الذات.
المجتمعات بتطورها وقدرتها الفطرية على التأقلم بإمكانها أن تعقد الحياة على نفسها بطبيعة «الخطوط» التي تختارها لكي تكون إطاراً أساسياً لها، وذلك بأن تكون خطوطاً مقيدة للغاية تحت حجة النظام والترتيب، أو تكون خطوطاً لتكريس الثقة والإبداع بتخفيف حدة تلك الخطوط وإعدادها.
العقل البشري له خاصيات أسطورية وعجيبة للغاية، فهو حذر بطبعه، فلن يوجه صاحبه إلى لمس النار مثلاً لعلمه التراكمي بخطورة هذه المسألة بشكل مؤكد، وعواقبها المؤذية، ولكن العقل ذاته من الممكن أن يوجه صاحبه لأخذ قرار فيه «مجازفة ومخاطرة» غير بسيطة، ومع ذلك يتم تزيين القرار له ويردد في نفسه «لا ينالها إلا الجسور»، بعد أن كان لا يسمع إلا «من خاف سلم».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدنيا «خطوط» الدنيا «خطوط»



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib