السير الذاتية مفتاح للمعرفة
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

السير الذاتية... مفتاح للمعرفة!

المغرب اليوم -

السير الذاتية مفتاح للمعرفة

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

الكتاب جزء مهم وحيوي للغاية في صناعة المعرفة، هكذا ينظر إليه في الغرب تحديداً. ولقد أسهمت غزارة الإبداع والإنتاج الفكري للبشر في إخراج العشرات من التصنيفات المختلفة المتعلقة بالكتاب، منها ما هو متعلق بالروايات أو بالسياسة والاقتصاد أو بالخيال العلمي، وصولاً إلى السير الذاتية. وكتب السير الذاتية تحديداً تحظى بقبول عريض لا يتوقف بسبب الفضول الفطري لدى الإنسان لاستراق السمع والتجسس على خصائص حياة المشاهير من ساسة ورجال أعمال وفنانين ورياضيين.

وفن كتابة السير الذاتية لا يتقنه إلا القلة القليلة المتمكنة، وفي السنوات الأخيرة برز بقوة اسم الصحافي الأميركي المخضرم والتر آيزكسون، كأحد أهم الكتاب المتخصصين في هذا المجال الثري والممتع. فهو الصحافي الخبير الذي تبوأ أعلى المناصب في مؤسسات إعلامية كبرى مثل محطة «سي إن إن» ومجلة «تايم»، والذي يدرك بحدسه المهني أهمية القصة والبحث ما بين السطور وخلف الكواليس. ولذلك لقيت كتبه المهمة النجاح والرواج الكبيرين، وهي الكتب التي تحدثت عن شخصيات ناجحة ومثيرة للجدل مثل ألبرت آينشتاين، وهنري كيسنجر، وليوناردو دي فينشي، وبنجامين فرنكلين، وستيف جوبز وغيرهم.

تناولت كتبه القيّمة عن جدارة واقتدار الشخصية الحقيقية التي تقف خلف الشخصية العامة التي يعرف عنها الناس، وبمشرط جراح قدير يقوم آيزكسون بتحليل وتشريح عميق ولافت للذهنية والطباع التي تتحكم في تلك الشخصية، وما مفاتيح تميزها وتفردها.

والآن يخرج علينا والتر آيزكسون بآخر مؤلفاته عن شخصية مؤثرة ومهمة وناجحة وفعالة ومثيرة للجدل، والمقصود هنا إيلون ماسك؛ أثرى رجل في العالم وصاحب شركة «تيسلا» للسيارات الكهربائية ومالك موقع «إكس» للتواصل الاجتماعي الذي كان يعرف سابقاً بـ«تويتر»، وهو أيضاً مؤسس شركة «سبيس إكس» للفضاء التجاري، بالإضافة إلى كثير من الشركات الأخرى التي تعمل في مجالات الطاقة البديلة والتقنية الطبية العصبية على سبيل المثال لا الحصر.

ومن نافلة القول أن إيلون ماسك من أهم وأكثر رجال العالم تأثيراً في المجال الاقتصادي، فهو يملك شركة سيارات شكلت ثورة في مفهوم السيارات الكهربائية أجبرت كل المصنعين الآخرين على اللحاق بها، حتى أصبحت شركة «تيسلا» ذات القيمة السوقية المالية الأعظم، متفوقة على قيمة أهم منافسيها مجتمعين. وفي برنامجه الفضائي يسعى لتوطين 50 مليون شخص على كوكب المريخ لقناعته بأن على البشر أن يكونوا كائنات قادرة على العيش في أكثر من كوكب، خصوصاً مع التهديدات المختلفة التي يواجهها كوكب الأرض. وهو أيضاً الرجل نفسه الذي يراهن على تسخير تقنية الشرائح الإلكترونية بعد زرعها في الدماغ البشري، وجعلها أداة علاج لمشاكل فقدان البصر أو السمع أو النطق أو أمراض العقل، كالصرع وأل زهايمر والباركنسون والتصلب اللوحي.

اشترط والتر آيزكسون على إيلون ماسك مرافقته لمدة عامين حضر فيها اجتماعاته المختلفة وورش العمل واتخاذه قرارات مهمة جداً، وكذلك شاهده في أوقات بعيدة عن العمل يسخر ويمرح، ولكن دماغه لا يتوقف عن العمل خلالها. وهناك أكثر من مائة مقابلة حصل عليها آيزكسون مع ماسك وموظفيه من كبار التنفيذيين في شركاته أعطته زخماً مهماً للغاية مكنه من تكوين الصورة الكاملة في الكتاب لإيلون ماسك.

الخلاصة المثيرة من كتاب آيزكسون الشيق عن إيلون ماسك، أن الرجل كأنه بشخصيات مختلفة، بحسب الناس والمناسبة التي أمامه، ويرجع آيزكسون رغبة ماسك الهائلة في صناعة الإثارة وتحقيق النجاح لطفولة تعيسة للغاية بسبب قسوة والد إيلون ماسك على ابنه وتعديه اللفظي والعنف الجسدي، وتحطيمه نفسياً باستمرار، ما ولّد فيه كائناً غاضباً متوحشاً كان من الممكن جداً أن يسلك طريق الشر ويخوض في ظلمات عوالم الجريمة، إلا أنه صنع لنفسه التحدي الكبير وواجه شياطينه وانتصر عليها، وكان النجاح أكبر انتقام من غضبه ونقمته.

كتب السيرة الذاتية، المميزة والمكتوبة بحرفية شديدة، هي إبحار في أعماق الشخصية والتمعن في عناصر التميز والخروج بعبر وفوائد ودروس بعيداً عن مجرد الانبهار والإعجاب، ولكن التعلم منها والاستفادة؛ بذلك تكون أشبه بدورة مركزة عن مدرسة الحياة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السير الذاتية مفتاح للمعرفة السير الذاتية مفتاح للمعرفة



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib