شهر مع الساحرة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

شهر مع الساحرة!

المغرب اليوم -

شهر مع الساحرة

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

انطلقت، وبعد انتظار أربع سنوات، بطولة كأس العالم لكرة القدم تلك المناسبة الرياضية الأهم للرياضة الأكثر شعبية حول العالم بلا منازع. والبطولة المعنية هي «المنتج» الأهم والأكثر شهرة لاتحاد كرة القدم المعروف باسم «الفيفا»، التي كانت من بنات أفكار الفرنسي جويل ريمييه في بدايات القرن الميلادي الماضي.
وبدأت هذه البطولة بشكل متواضع ومشاركة محدودة جداً من الفرق الدولية، ولكنها مع مرور الوقت استقرت وقويت ونجت من حروب أهلية وعالمية وانقلابات وأوبئة وكوارث طبيعية واستمرت حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، بطولة يتسمر الناس لمدة شهر متابعين لأخبارها مع توقعات بأن يصل عدد المتابعين تلفزيونياً لها هذه المرة إلى ما يزيد على أربعة مليارات شخص حول العالم، أي ما يقارب نصف تعداد سكان الكرة الأرضية.
ولم يبالغ أسطورة الأدب اللاتيني جابريل جارثيا ماركيز، الفائز بجائزة نوبل للآداب وصاحب الروايات الخالدة والمعروف بعشقه وغرامه وولعه بكرة القدم، حينما قال «لقد تحولت كرة القدم إلى أهم ظاهرة ثقافية في العالم»، ولم يكتفِ بذلك، بل إنه أضاف في روايته الشهيرة «الحب في زمن الكوليرا»، أن حب كرة القدم هو عدوى تنتشر من شخص لآخر حتى تصبح كالجائحة التي تصيب الجميع.
ويعتبر الكثيرون من الناس أن الارتفاع المهول في شعبية كرة القدم حول العالم، أسهم بشكل كبير في تمديد حالة السلام بين الدول والبعد عن الحروب المدمرة، لأنهم باختصار استعاضوا كرة القدم بديلاً عن الحروب، وأصبحت الصراعات تحسم في الملاعب كروياً.
وهذا ما يلفت نظرنا إليه المفكر والصديق الدكتور عبد المنعم سعيد حينما يقول: «فمن المعلوم أن الرياضة حالة من المنافسة، والدفاع والهجوم، ورسم الخطط والاستراتيجيات، وعندما تكون كرة القدم فإنها (جماهيرية)، وجماعية من حيث التشكيل، وملعبها بساط هو مختصر مفيد لكوكب الأرض بما عليه من أيام ودول يجري تداولها بين فرق وناس».
ولكن هناك الجانب الاقتصادي لهذه البطولة، الذي لا يمكن إغفاله أو الإقلال من شأنه. ففي ورقة بحثية مقدمة من جامعة بيركلي الأميركية العريقة قُدر إجمالي التكلفة التي ستتحملها قطر لقاء تنظيم البطولة بمبلغ يتجاوز الـ220 مليار دولار أميركي، وفيها استغلال مستمر لطموحات قطر وخططها التنموية المستقبلية حسب تصريح مسؤوليها بأن كل ما تم إنفاقه سيذهب لتعزيز أهداف قطر، لأن تكون مركزاً تقنياً ومالياً وسياحياً في المنطقة بما في ذلك الملاعب وأكثر من 130 ألف غرفة فندقية تم استحداثها لأجل البطولة.
يقدر «الفيفا» حجم الإيرادات المتوقعة من بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 بما يقارب الـ4.7 مليار دولار أميركي، سيكون بيع حقوق البث التلفزيوني العنصر الأهم من هذه الإيرادات بنسبة 56 في المائة وبمبلغ يقدر بـ2.6 مليون دولار أميركي وللبطولة عن طريق الفيفا شركاء رعاة أساسيين مثل «أديداس» و«كيا» و«كوكاكولا» و«فيزا» والخطوط القطرية والقطرية للطاقة، بالإضافة إلى رعاة فرعيين مثل بادوايزر وماكدونالدز وهايسنس وغيرها.
وللكاتب فيكتور ماثيسون، ورقة بحثية مهمة في جامعة هولي كروس عن اقتصادات بطولتي كأس العالم في البرازيل وروسيا، اللتين وصفهما بأنهما كانتا مكلفتين جداً وكبدتهما بديون هائلة لا تزال تُسدد حتى الآن، والخلاصة أن البطولة نفسها من الصعب جداً أن تكون مجدية اقتصادياً، ولكن من الممكن توظيفها كحملة علاقات عامة من الطراز الثقيل لتفعيل خطط استثمارية وسياحية طموحة.
بطولة كأس العالم لكرة القدم التي يجمع على محبتها شعوب العالم متجاوزين حدود الفروقات الثقافية والخلافات السياسية والتباينات الاقتصادية بشكل مدهش ومثير، تشهد عليه البطولات المتتالية، إلا أن هناك نبرة عنصرية فوقية غليظة ومستفزة تصدر من الكثير من المسؤولين والإعلاميين في الغرب بحق البطولة الحالية وهي نبرة مليئة بالروح الإمبريالية الاستعمارية. تنمر عجيب واستعلاء معيب.
شهر يرتاح فيه العالم من متاعبه أو يتناساها أو أضعف الإيمان يضعها جانباً، يفرح ويشجع ويتحمس، شهر يُنسى فيه كورونا وأوكرانيا والتضخم وصواريخ رئيس كوريا الشمالية. شهر مبهج تحقق فيه متعة متابعة رونالدو وميسي نتائج إيجابية على الحالة النفسية للكثير من الناس قد تتفوق على ما يمكن أن يحققه زاناكس وبروزاك!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهر مع الساحرة شهر مع الساحرة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد

GMT 20:47 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

ماسك الخيار لتهدئة البشرة من الاحمرار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib