الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله»
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله»!

المغرب اليوم -

الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله»

حسين شبكشي
حسين شبكشي

للفيلسوف اليوناني الأشهر سقراط مقولة مشهورة جداً قال فيها: «تكلم حتى أراك»، والمعني فيها هنا أن المرء بما يقوله فهو بذلك يوضح ويفصح عن نفسه بشكل جلي تماماً. الكلمات هي أكثر من مجرد سطور، فكما قيل في الأثر فإن بعض الكلمات من نور وبعضها قبور. وتزداد مسؤولية المتكلم بحجم المنبر الذي يعتليه لما فيه ذلك من تأثير عريض في المتلقي.

يتداول المجتمع الصحافي العربي منذ أيام واقعة إيقاف مقدم برامج في إحدى الفضائيات المصرية، لحين التحقيق معه، ولذلك بسبب إهانته منطقة الصعيد ونسائها تحديداً، وهو الأمر الذي ولّد حالة من الغضب الكبير لدى شرائح مختلفة في المجتمع. وبدأ سجال ونقاش الأطراف المختلفة التي تفاعلت مع القضية، وخصوصاً بين فريقين؛ الأول الذي تبنى حرية الرأي والكلمة، والثاني الذي دافع عن حماية المجتمع ورفض التنمر والعنصرية ضد أي طيف من أطيافه.

وفي العديد من مجتمعات الشرق الأوسط التي تعتبر فاعلية القانون والعدالة ليست بالمستوى المأمول، وبالتالي فإن أي خرق لقواعد الاحترام الموجودة بين عناصر المجتمع الهشة لا بد من التعامل معه بشكل صارم وحازم. التساهل ومن ثم القبول ومن بعد ذلك التعود مع نماذج السخرية المختلفة في التعليقات المنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو خلال الأعمال التلفزيونية هي في واقعها لا تختلف عن واقعة مقدم البرامج المشار إليه. ولكن ما دامت الثقافة السائدة هي أن «الكلام لا جمرك عليه» وتعود الناس على عدم تحمل مسؤولية ما يقولونه، فسيكون من المنتظر دوماً وجود النموذج «العنتري» الراغب في رفع السقف في الإسفاف الممكن ضد الغير. ولذلك أصبح من العادي جداً انتشار الخطاب المتنمر والكريه إزاء الأديان والطوائف والمذاهب والمناطق والمدن والبلدان المختلفة حتى يصبح الأمر برمته مسألة طبيعية ومن صميم المفردات العامة المقبولة.

العنصرية تولد التنمر، والتنمر يوصل إلى الكراهية، والكراهية تؤدي إلى التمزق الاجتماعي بأكمله. العنصرية لا تزال السر القبيح الذي يخاف ويخجل الحديث عنه الجميع. يخشون ويترددون جداً في الاعتراف بوجود العنصرية ويرفضون التعمق في كيفية التعامل معها، ولذلك بقيت وسائل مواجهتها وأساليب التعاطي معها أشبه بمن يواجه الوحش بقفازات ناعمة من الحرير الخالص. ولكن هناك شيئاً ما يحدث وشيئاً ما يتحول، فاليوم العالم العربي بات جزءاً عملياً ومشاركاً من منظومة العالم كله، ولا بد أن يكون الجميع على ذات الصفحة من كتاب القيم والمنظومات الأخلاقية والقوانين التي يحترمها العالم ويلتزم بها، والجيل الجديد الذي يمثل الوجه الشبابي من هذه المنطقة، يدرك أن بعض الأعراف القيمية التي بنيت عليها معايير تقييم الآخر المختلف باتت بشكل أو بآخر مجرّمة عالمياً، وهو الذي بدأ يحفز مؤلفين ومفكرين للدخول في مواضيع شائكة لفضح الإجرام التراكمي الذي كان يتم بإبقائها جزءاً من التراث. وهذا ما لفت نظري وأنا أقرأ الكتاب الجديد والمميز للكاتب الكويتي هشام العوضي الذي اختار له عنواناً مثيراً وذاتي الشرح: «تاريخ العبيد في الخليج العربي»، ويدخل فيه بعمق تاريخي واجتماعي واقتصادي في موضوع كان من المحظورات والممنوعات.

لم يكن غريباً الاستماع إلى عبارات عنصرية بغيضة في ملاعب كرة القدم أو ترديد قصص رفض تعيين موظف أو رفض عريس بسبب «خلفيته»، وكل هذه النماذج ما هي إلا أدوات ووسائل عنصرية مقيتة. فرق كبير بين من يتحمل تماماً مسؤولية فكره وأفكاره وبين من يسعى لاستعراض عضلاته المسمومة ويبث الخبائث في صفوف المجتمع. ولعل أفضل توصيف ساخر للحال الذي وصلت إليه السجالات الاجتماعية هو ذلك الذي قاله لي أحد الأصدقاء الذي قارن بين مقولة سقراط: «تكلم حتى أراك» وبين مقولة أحدهم التي تقول «قوم أوقف وانت بتكلمني».
المجتمعات المتنوعة تضيف ثراء غزيراً لمكوناتها ولكنها تبقى هشة وقابلة للكسر إذا لم يتم حماية كافة أطيافها بقوة العدالة وحماية القانون بشكل يوفر السوية والمساواة التامة.. وقتها تتحول الدول إلى أوطان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله» الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله»



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم

GMT 10:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب التطواني يتعاقد مع عزيز العامري لقيادة الفريق

GMT 02:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تستعد شركة شاومي لإصدار النسخة العالمية من هاتف Redmi Note 14 5G

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib