فكرة الحضارة بين الحداثة و«الحداقة»
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

فكرة الحضارة بين الحداثة و«الحداقة»!

المغرب اليوم -

فكرة الحضارة بين الحداثة و«الحداقة»

حسين شبكشي
حسين شبكشي

كنت أتابع منذ أيام قليلة مضت برنامجاً حوارياً في إحدى القنوات الفضائية العربية، يدور الموضوع الرئيسي فيه ببساطة واختصار حول محاولة الإجابة عن سؤال واحد هو: «ما هي الحضارة الأفضل على مر التاريخ»؟ وبدأ كل ضيف من الضيوف في التسابق الشديد والحاد في تقديم الحجج والبراهين والأدلة على رجاحة اختياره، وتبادل السرد من الضيوف بإبراز أهمية أدوار الحضارة المصرية القديمة الفرعونية، وحضارة ما بين النهرين، وحضارة سوريا التاريخية القديمة، وحضارة فارس القديمة، وحضارة الصين، وحضارة الهند، مع عدم إغفال ما تم تقديمه من قبل الحضارة الأوروبية متمثلة في حضارتي أثينا وروما، بل حتى تم التطرق إلى دور حضارات الازتك والمايا والإنكا في مناطق أميركا اللاتينية.
والحقيقة أن النظرة المحدودة التي تصر على أن هناك حضارة أحسن من غيرها أو أن عرقاً أحسن من غيره أو أن شعباً أفضل من آخر، هي نتاج الجهل والجاهلية المتوارثة بأشكال متنوعة ومختلفة، ولكنها تصب جميعها في المصب الخبيث نفسه. فالحضارات الإنسانية عبر التاريخ مطلوب أن يتم التعامل معها على أساس أنه سباق تتابع من نوعية المسافات الطويلة جداً، كل حضارة تسلم نتاجها ومخرجاتها للحضارة التي تليها: الواحدة تلو الأخرى وكأنها تتسلم عصا التتابع.

إنها باختصار شديد حالة واضحة من التفاعل والتعاون البشري والتراكم المعرفي المتتابع. بناء معرفي على ما تم من قبل من دون الحاجة لإلغاء ما سبق أو إلى هدم ما تم بناؤه بشكل كامل. فالثراء العظيم الذي يعرف عن حضارة بلاد ما بين النهرين، كم أظهره خزعل الماجدي في كتبه القيمة أن هذه الحضارة كانت حضارة أممية شمولية تأسيسية، والشيء ذاته ممكن أن يقال عن حضارة سوريا التاريخية التي يقدمها لنا فراس السواح في كتبه المهمة واللافتة التي يظهر فيها عمق تلك الحضارة وعطاءاتها الثرية في مختلف المجالات.
عدا ذلك هناك حضارة فارس القديمة التي تألقت في الجوانب الروحية والفلسفية، فقدمت الديانتين الزادرتشتية والمانوية، بالإضافة لإبداعات عديدة في مجالات متنوعة. وهناك الحضارة المصرية الفرعونية القديمة، التي لا تزال إبداعاتها في مجالات المعمار والطب والتصميم ومجالات أخرى عديدة ومختلفة محيرة وتثير دهشة واستغراب العديد من الخبراء والعلماء حتى اليوم، وهو ما أشار إليه الباحث المصري الكبير الدكتور جمال حمدان.

وهناك الكثير مما يمكن أن يقال بحق الحضارة الأوروبية وأثرها المهم على العالم في مجالات العلوم والفنون والآداب والعمارة والطب والهندسة والحقوق والقانون، وقبلها كان العالم قد استفاد من نتاج وعطايا ومنتجات حضارتي الصين والهند.
العالم بحضاراته ليس بجزر منعزلة مستقلة عن بعضها البعض، ولكنها مترابطة إنسانياً وبتبادل المعرفة، التي فتحت مهارات الترجمة شِفرات العلوم الخفية من قبل وكان ذلك أشبه باكتشاف الجاذبية أو اكتشاف الكهرباء في أهميته. واليوم تقوم الشبكة العنكبوتية المعروفة باسم الإنترنت، بدور مهول وعظيم لتوحيد الحضارات وتقريب الجزر المعزولة عن بعضها البعض، فالناس يشاهدون الأفلام والمسلسلات نفسها، ويقرأون الكتب نفسها، ويسمعون الأغاني نفسها، ويحترمون القوانين نفسها والقوانين التي تعترف بخصوصياتهم وخياراتهم المختلفة.
لا تتحمل البشرية ولا يمكن تحميل الإرث الإنساني هم وثقل وعبء ووزر تفضيل حضارة على أخرى بعد اليوم، فتاريخ الخلافات والحروب الدموي الذي أشعلته هكذا طروحات يبرهن لنا العبثية الكبرى التي لا يمكن أن تغتفر لتلك الطروحات الهزلية. لا يخاف من النظرة المتقاربة لحضارات العالم المختلفة إلا المضطربون والخائفون على هوية هشة اعتمدت على صناعة سردية معينة لتبرير الوجود. واليوم مع الانفتاح التاريخي على الآخر على صعيد العالم وتبني نظرة موحدة وقيم موحدة، يصبح الرافض لهذه المنظومة الجديدة أشبه بكوريا الشمالية، فالكل يعرف أين تقع، ولكن لا أحد يرغب في الذهاب إليها.

مشروع صدام الحضارات حذر منه المؤرخ الأميركي الراحل صمويل هانتنغتون في كتابه الذي أثار جدلاً كبيراً في وقته «صدام الحضارات» وشاهدناه بعد ذلك يأخذ أشكالاً مختلفة في مناطق مختلفة حول العالم، وذلك بوجود خطاب انعزالي عنصري همجي يزيد من حرارة الانشقاقات الفكرية المؤيدة لمشروع صدام الحضارات المدمر.
لا توجد حضارة أفضل من أخرى... هذه هي الخلاصة التي يمكن الخروج بها، فالكل نتاج من سبقه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكرة الحضارة بين الحداثة و«الحداقة» فكرة الحضارة بين الحداثة و«الحداقة»



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم

GMT 10:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب التطواني يتعاقد مع عزيز العامري لقيادة الفريق

GMT 02:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تستعد شركة شاومي لإصدار النسخة العالمية من هاتف Redmi Note 14 5G

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib