«العمران والسياسة» قراءة ممتعة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

«العمران والسياسة»: قراءة ممتعة!

المغرب اليوم -

«العمران والسياسة» قراءة ممتعة

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

 

الكتب السياسية المميزة واللافتة في العالم العربي باتت نادرة وفريدة، ولذلك حينما يصدر أحدها من كاتب مرموق يستحق أن ينال الاهتمام والقراءة المتأنية، وهذا تماماً ما انتابني حينما علمت بإصدار الكاتب والصديق العزيز وجار صفحة الرأي مأمون فندي لآخر إصداراته المعنون «العمران والسياسة»، وهو عنوان ذكي يحاول فيه أن يقوم بقراءة غير تقليدية لأهمية ربط التطور أو التدهور العمراني بالسياسة العامة، واختار مأمون فندي نموذج مصر ليطبق هذه النظرية، أو بالأحرى هذا التشريح الدقيق لعلم الاجتماع وعلم السياسة وعلم العمران في آن في كتاب أقل ما يمكن أن يُوصف به هو أنه ممتع ومفيد وغير تقليدي.
يستغل مأمون فندي المساحة العريضة التي تقدمها مصر كدولة مترامية الأطراف متعددة المجتمعات وأثر العمران في كل ذلك، سواء كانت من مقار الدوائر الحكومية التي تبدأ من دوار العمدة وصولاً إلى مجلس الشعب؛ أي من أصغر قرية إلى العاصمة القاهرة، وعلاقة ذلك بمقامات الأضرحة والأولياء التي تبدأ صغيرة ثم تصل إلى أكبرها في العاصمة القاهرة هي الأخرى. وكذلك العلاقة ما بين الميادين والشوارع والأزقة وصولاً للعشوائيات، وعلاقة ذلك كله بالتخطيط المنظم والمركزي أو العشوائي التام والخالي من أي أفكار.
كتاب مأمون فندي ليس الأول من نوعه في وصف مصر، فقد كانت الحملة الفرنسية أول من قدّم كتاباً بهذا العنوان يحاول تقديم مصر للعقول الغربية من خلال عيون غربية. وطبعاً هناك الكتاب المهم الذي كتبه المفكّر الاجتماعي المصري جمال حمدان، الذي وضع له عنواناً بسيطاً هو «عبقرية المكان» فيه يقدم نظرة «خلدونية» للتطور الاجتماعي المختلف الذي انعكس على شخصية مصر وهويتها عبر الأزمنة المختلفة. ويُقدم الكتاب نظرة فلسفية عميقة لعلاقة العمران بالأنظمة السياسية وطريقة حكم البلاد، ومع تطور الميادين والطرق والكباري كان الاهتمام بالبنية التحتية، ومع انتشار العشوائيات في حزام المدن كان ذلك دليلاً على الإهمال التام، والفساد الكبير في التخطيط العمراني، وما صاحبه من قرارات.
ولا يخلو الكتاب من إسقاطات مهمة على العلاقة الوثيقة بين العمران والتاريخ في مصر عبر الأزمان، فهناك طبعاً البصمة الفرعونية الواضحة وعلاقتها ما بين ضفتي النيل في البر الغربي والبر الشرقي في مدن مصر التي يعبر من خلالها هذا النهر، وعلاقة مصر بالعمارة الإسلامية بقبابها ومآذنها وأبوابها وأسوارها وأزقتها وحواريها، مروراً بعصور مختلفة كالبيزنطية والإغريقية التي تجدها في مدينة مهمة كالإسكندرية على سبيل المثال. والمدن التي كانت مسورة مثل القاهرة القديمة، يعيد الكاتب طرح نفس وجهة نظر اليوم بأنها مدن جديدة عادت لتخرج على ضواحي القاهرة القديمة في مجمعات سكنية مغلقة ذات أسوار تعزل ساكنيها عن سائر المجتمع المصري، فيكونون في فقاعة من نسيج خيالهم بعيداً عن الواقع المغاير تماماً. تؤثر العمارة في سلوك الناس من دون وعي منهم، وتظل هذه العلاقة الخفية هي ما يربطهم بالسلطة بصورة غير مباشرة وبصورة واضحة في اللاوعي. ويظهر ذلك جلياً في ظاهرة العشوائيات التي صاحبت الحداثة، وكانت نتاجاً مختلطاً بين الواقع الاجتماعي والاقتصادي، وانعكاساً لصراع طبقي تعيشه المجتمعات بشكل عام.
هذه العشوائيات كونت لأصحابها عالماً موازياً، حيث يعيش فيها أكثر من سبعة ملايين شخص نسجوا عالمهم الخاص واقتصادهم الخاص ومجتمعهم الخاص بعيداً عمّا يمكن أن يطلق عليه العالم الحقيقي.
استفاض ابن خلدون عالم الاجتماع ذائع الصيت والتونسي المنشأ في أمر العمران البشري، حيث تحدد الدولة وحدها شأن العمران فيقول: «الدولة من دون العمران لا تتصور، والعمران من دون الدولة والمُلك متعذر»، ولذلك لعب العمران دائماً الدور الأساسي في انتقال الناس من مرحلة إلى أخرى بشكل رئيسي.
قدّم مأمون فندي في كتابه الأخير وجبة دسمة للتأمل والتفكر والتدبر في شؤون غير تقليدية، ولكنها ظاهرة العيان أمام الناس، وهي علاقة العمران بالسياسة وعلاقة السياسية بالعمران، ومدى تأثيرهما في بعض في واقع تعيشه المجتمعات وتتأثر به، واستخدم المثال الصارخ في إثبات هذه المقولة ما حدث ويحدث وسيحدث في مصر، والأمثلة التي قدمها تؤكد أننا أمام حالة تستحق الدراسة وتستدعي التركيز فيما نسعى لتقديمه للعالم كنماذج عمرانية تعكس رغباتنا السياسية والعكس صحيح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العمران والسياسة» قراءة ممتعة «العمران والسياسة» قراءة ممتعة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:40 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
المغرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد

GMT 20:47 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

ماسك الخيار لتهدئة البشرة من الاحمرار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib