إلى متى
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

إلى متى!

المغرب اليوم -

إلى متى

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

القطبية وحدّتها أصبحت سيدة الموقف في معظم الأطروحات التي يتم مناقشتها في العالم عموماً، وفي الشرق الأوسط تحديداً اليوم. كل شيء يتم تسييسه بشكل حاد وعنيف جداً. وخلطة الدين بالسياسة سممت المواضيع، فكل فريق يعتقد بأنه وكيل الله على الأرض، وأنه وحده صاحب المفاهيم الدينية الصحيحة، ويتحول الخلاف السياسي التقليدي إلى خلاف ديني لا حل له تماماً كوصف الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في المنطقة، الذي وصفه بعبقرية الكاتب اللبناني الكبير حازم صاغية في كتابه الممتع «نواصب وروافض». وهذا يذكرنا بالمشاهد نفسها التي حدثت في أوروبا من قبل خلال الحروب الدموية الطويلة التي حدثت بين الكاثوليك والبروتستانت، أو بين الكاثوليك والأرثوذكس، وراح ضحيتها المئات من الآلاف من الأبرياء.
غياب دولة المؤسسات التي فيها فصل واضح وشديد للسلطات، وتكون فيها سلطة القانون فوق الجميع بإطار مدني خالص، هو أحد أسباب تحول معظم النزاعات والخلافات السياسية إلى حملة من التكفير للغير، سواء بشقيها الديني أو الوطني. في نهايات حقبة السبعينات من القرن الماضي، حدثت ثلاثة أحداث جوهرية «أعادت» استخدام التشدد الديني إلى واجهة الأدوات السياسية المستخدمة.
الحدث الأول كان وصول مناحيم بيغن على رأس حزب «الليكود» الديني المتشدد إلى رئاسة مجلس الوزراء في إسرائيل، وذلك كأول حزب ديني يصل لهذا المنصب بعد أن كان المنصب تقليدياً من نصيب حزب «العمل» العلماني اليساري، وتحول بذلك الأمر الطرح السياسي في إسرائيل بشكل ديني صريح وفج، وهذا اتضح لاحقاً بتفسيرات مواقفه وقراراته السياسية والدبلوماسية والعسكرية من وجهة نظر توراتية وتلمودية بحذافير النصوص المؤيدة لها.
الحدث الثاني كان تبوؤ البابا يوحنا بولس الثاني كرسي الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان كأول شخصية من أوروبا الشرقية، تحديداً من بولندا التي تقبع خلف الستار الحديدي للمعسكر السوفياتي، وقد فطن إلى أهمية ذلك الأمر ورمزيته الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، وقرر التعاون معه لتحريك المياه الراكدة في بولندا البلد الكبير والمؤثر في المعسكر الشرقي، الذي لديه إرث كاثوليكي مهم لإحداث شرخ مؤثر في الجدار السوفياتي حتى سقط الجدار وانتهى معه الاتحاد السوفياتي وحلفه.
الحدث الثالث كان سقوط نظام الشاه في إيران، ومجيء شخصية دينية شديدة التطرف بمشروع ثوري وانقلابي معد للتصدير حول المنطقة.
غطى هذه الأحداث الثلاثة بشكل موسع وعميق الكاتب الفرنسي الكبير جيل كيبل في كتابه المهم «انتقام الرب». القطبية السياسية الموتورة بالهوس العقائدي مستمرة في التصاعد طالما بقي كل فريق يعتقد أنه «وحده» على صواب وغيره ضال ومبتدع. مساحات الخطابات الإقصائية لا تزال تتسع بشكل مخيف مهما تعددت الشعارات المبررة لها.
المشهد اللبناني الحالي لا يختلف عن غيره في سوريا والعراق وليبيا واليمن؛ إذ جميعها مسائل خلافية وتاريخية كتب لها أن تتمدد بسبب غياب المنظومة المدنية الحامية للحقوق المدنية تحت مظلة القانون للدولة الوطنية التي تسع الكل وتحمي الكل. إذا أردنا أن نتعظ من دروس التاريخ، فيجب أن نتمعن في عبره جيداً، والاستفادة منها، ونستفيد من تجارب الأمم الأخرى. ألمانيا بعد هزيمتها المدوية في الحرب العالمية الثانية قررت الخلاص الفوري والعنيف والكامل من كل إرثها النازي بلا استثناء، وقامت بتنقية كتبها ومؤلفاتها وأدبها وفنونها من كل شيء ممكن أن يكون له أي أثر له علاقة بالفكر النازي، ومنعت وجرمت التعاطف والانتماء له. وقلبت ألمانيا الصفحة تماماً وبدأت في صفحة بيضاء وجديدة وناصعة، وانطلقت ببناء نفسها مجدداً حتى تمكنت من ذلك بنجاح.
الوضع السياسي القائم في المنطقة العربية اليوم المبني على توافقات دينية وطائفية ومذهبية وقبلية وعرقية وعشائرية هو وضع هش وضعيف سرعان ما يشتعل مع أضعف هزة، ولن يحميه إلا بمراجعة جادة وإطلاق منظومة القانون والدولة المدنية التي لا إقصاء فيها لأحد، ولا علو فيها لأحد.
التاريخ مدرسة مجانية لمن أراد أن يستفيد ويتعظ، ولكنه يعلمنا أيضاً أن لغة الإقصاء وسلاح المنتصر هي مسألة مؤقتة، ولا تدوم مهما طال الوقت. عندما يتحول كل موضوع من الرياضة وكرة القدم وصولاً إلى حالة الطقس والأمطار إلى موضوع يقسم المجتمعات بشكل حاد، هنا يجب أن ندرك أن هذه هي أعراض مرض خطير أشبه بسرطان خبيث وقنبلة جاهزة للانفجار، متى ما انفجرت لن يسلم من شظاياها أحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى متى إلى متى



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib