التوازن الدقيق بين أمن المجتمع وحرية الأفراد
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

التوازن الدقيق بين أمن المجتمع وحرية الأفراد

المغرب اليوم -

التوازن الدقيق بين أمن المجتمع وحرية الأفراد

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

 كيف يمكن تحقيق التوازن بين حق كل المجتمع فى الأمن والاستقرار، وحق كل متهم فى الحرية؟! هذا السؤال سمعته يتكرر كثيرا على لسان بعض الحاضرين والمتناقشين فى جلسات الحوار الوطنى لقضية الحبس الاحتياطى. السؤال مهم ومنطقى وطبيعى، وإذا تمكن أى مجتمع من الإجابة عنه بصورة صحيحة ومتوازنة، فالمؤكد أنه سيتمكن من حل هذه المعضلة التى يمكن أن تواجهه فى فترة زمنية عصيبة.

فى قضية الحبس الاحتياطى فإن غالبية النشطاء وأنصار الحرية المطلقة لا تشغلهم بالمرة قضية حق المجتمع فى العيش بأمان واستقرار. كل ما يشغلهم هو حقهم فى التعبير عن آرائهم وأفكارهم حتى لو كانت ستؤدى إلى هلاك المجتمع بأكمله.

هنا قد يستغرب البعض من هذا الطرح ويقول إن حق حرية الرأى والتعبير مقدس وهذا صحيح، لكن بشرط ألا يقود ذلك إلى ارتكاب جرائم تهز أمن المجتمع. فمثلا الدعوة إلى التمرد والتحريض على العنف والإرهاب، ليست حرية رأى بل جريمة كاملة. وحرية رأيك تتوقف فى اللحظة التى تمس فيها حرية الآخرين.

الناشط لا ينشغل كثيرا ببقية المجتمع، وقد يشط ويتطرف فى هذه الحرية بصورة قد تدمر المجتمع بأكمله. لكن وحتى تكون الصورة موضوعية فإن غالبية أنصار الدولة والحكومة قد لا تشغلهم كثيرا قضية حرية الفرد وحقه فى التعبير. هذا الفريق يرى أن الأولوية الأولى والثانية والثالثة هى استقرار وأمن المجتمع، حتى لو أدى ذلك إلى تقييد حرية بعض الأفراد. ويتوسع أنصار هذا الرأى فى الأمر لدرجة أنهم يقولون إن أمن المجتمع مقدم تماما على أى شىء آخر، لأن السماح لأنصار «الآراء الهدامة والمتطرفة»، سيقود إلى فوضى لا حدود لها، وبالتالى يمكن أن يؤدى ذلك إلى انهيار المجتمع بصورة كاملة. يؤمن أصحاب هذا الرأى أيضا بأن التضحية بحرية بعض الأفراد أمر لا مشكلة كبيرة فيه ما دام أن المجتمع سوف يظل متماسكا.

ما سبق وجهتا نظر الفريقين، لكن من وجهة نظرى فهناك رأى ثالث أقرب إلى الموضوعية وهو كيفية تحقيق التوازن الدقيق بين هذين الرأيين، بحيث نضمن أمن المجتمع واستقراره، وفى نفس الوقت ضمان أكبر قدر ممكن من حرية الأفراد الذين يمارسون حرية الرأى. بما يضمن حقهم أولا، ولا يقود فى نفس الوقت لهز الاستقرار فى المجتمع.

وبمناسبة النقاشات المهمة فى الحوار الوطنى بشأن قضية الحبس الاحتياطى، فالقضية ليست أبيض وأسود، بل شديدة الرمادية تماما. وهو ليس تعبيرا سلبيا على اعتبار أن كثيرين لا يفضلون اللون الرمادى، بل المقصود أن هناك تداخلات وتدرجات كثيرة ومتشعبة بين أصحاب الرأيين بحيث لا يمكنك أن تحسم أى رأى هو الصحيح تماما. القضية أيضا ليست متعلقة فقط بالنصوص والقوانين والتشريعات. على سبيل المثال يمكن أن يكون لديك أفضل النصوص والتشريعات، ورغم ذلك تكون لديك نفس المشكلة، الفيصل هنا فى هذه الحالة وفى حالات أخرى مشابهة كثيرة هى المناخ العام والسياسات المتبعة، ودرجة التعامل على أرض الواقع ليس فقط فى عالم السياسة، بل فى السياسات القضائية أيضا. يمكن أن يكون لديك أفضل التشريعات والنصوص، لكن قيام موظف أو بعض الموظفين بممارسات خاطئة يمكن أن ينسف كل شىء وأعرف كثيرا من الأمثلة التى عرقلت وعطلت فيها «جمهورية صغار الموظفين» العديد من المشروعات المهمة والكبرى وتسببت فى خسائر كبرى لكل المجتمع.

ثم إنه وفى قضية الحبس الاحتياطى فهناك حاجة ملحة للوصول إلى صياغات مبتكرة قابلة للتنفيذ العملى فى بعض النقاط خصوصا قضية تعدد الجرائم وتعاصرها، فى ظنى الشخصى أن النقاشات التى شهدها الحوار الوطنى فى هذه القضية كانت شديدة الإيجابية، ويمكن أن تقود إلى بدء حل هذه المعضلة التى تؤرق قطاعا مهما من المجتمع، خصوصا أن مناقشات مجلس النواب الجارية الآن عبر بعض لجانه بشأن هذه القضية فى قانون الإجراءات الجنائية إيجابية جدا، وتلتقى مع توصيات الحوار الوطنى فى نقاط كثيرة. كل الأمل فى تحقيق التوازن بين أمن المجتمع وحرية الأفراد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوازن الدقيق بين أمن المجتمع وحرية الأفراد التوازن الدقيق بين أمن المجتمع وحرية الأفراد



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق

GMT 10:41 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خضروات وزهور يمكن إضافتها إلى حديقة المنزل في الخريف

GMT 02:01 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حوت أبيض يندمج مع سرب مِن الدلافين ذات الأنف الزجاجية

GMT 09:05 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

النجمة اللبنانية رولا قادري تعود من جديد بأغنية "يا قلب"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib