شيخ الأزهر والكنيسة تحية واجبة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

شيخ الأزهر والكنيسة.. تحية واجبة

المغرب اليوم -

شيخ الأزهر والكنيسة تحية واجبة

عماد الدين حسين
بقلم : عماد الدين حسين

يستحق شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب المزيد من التحية والتقدير والاحترام على موقفه بعد حادث الحريق فى كنيسة أبوسيفين بالمنيرة الغربية فى إمبابة صباح الأحد الماضى.

معظمنا فى مصر يتحدث عن كلمات وخطب ومواعظ كثيرة عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، لكن ما فعله الإمام الأكبر كان ترجمة حرفية لفكرة ومبدأ المواطنة، الذى نردده كثيرا، ونطبقه قليلا.

فى هذا الصدد أعجبنى ما كتبه الزميل والصديق عزت إبراهيم رئيس تحرير «الأهرام ويكلى» تعليقا على موقف شيخ الأزهر بقوله «إن ما فعله فضيلة الإمام الأكبر يختصر مواعظ كثيرة عن المواطنة والمصير الواحد».

لكن ماذا فعل الإمام الأكبر؟

 طبقا لما نشرته صحيفة «صوت الأزهر» فالرجل ــ وهو صعيدى شهم أيضا ــ اتخذ خمسة إجراءات مهمة عقب نشوب الحريق الذى أودى بحياة نحو ٤١ شخصا.

الإجراء الأول هو تقديم واجب العزاء للبابا تواضروس والأخوة المسيحيين وجميع المصريين فى ضحايا الحريق.

وهذا الإجراء هو أفضل من مليون فتوى لأنه يترجم عمليا فكرة التضامن والتآزر بين المسلمين والمسيحيين ومن أكبر رأس فى المؤسسة الإسلامية ليس فى مصر فقط، ولكن فى العالم الإسلامى بأكمله. وأظن أنه بعد هذا الموقف فالمفترض أننا لن نجد أى متنطع يخرج ويسأل هل يجوز أن نترحم على الأخوة المسيحيين أم لا، وهل يجوز أن نعزيهم فى أمواتهم أم لا؟!

والإجراء الثانى هو وضع مستشفى الأزهر تحت التصرف لاستقبال المصابين فى الحادث مع تقديم الدعم النفسى لهم.

وهذا إجراء مهم جدا ويحسم الكثير من الجدل العبثى والبيزنطى عن مدى جواز أن يقدم المسلم المساعدة للمسيحى فى وقت الأزمة.

هو جدل شديد العبثية، لكن الحمد لله أن إجراء الإمام الأكبر يضع حدا لمثل هذا الكلام فى المستقبل.

أما تقديم الدعم النفسى، فيعنى أن أعلى مرتبة إسلامية تطبطب على قلوب أهالى الضحايا والأخوة الأقباط بأكملهم.

الإجراء الثالث هو التوجيه يصرف إعانات نقدية عاجلة لعائلات المتوفين.

وهذا إجراء شديد الأهمية ويحسم جدلا عبثيا آخر يتعلق بجواز تقديم المسلم الدعم المالى لأخيه المسيحى. ويرد عمليا على فتاوى بعض المتطرفين، فى هذا الصدد. ويؤكد على الوجه الحقيقى والإنسانى للإسلام.

الإجراء الرابع هو تكليف وفد أزهرى رفيع المستوى برئاسة د. محمد الضوينى وكيل الأزهر ومعه قيادات الأزهر بزيارة المصابين ومؤازرة ذويهم.

ومرة أخرى فهذا الإجراء فتوى عملية بأن مؤسسة الأزهر الشريف تقول لكل المسلمين أنه واجب عليهم زيارة إخوتهم المسيحيين، خصوصا أن فتاوى كثير من المتنطعين حرمت ذلك كثيرا.

الإجراء الخامس هو تقديم الوفد الأزهرى العزاء فى ضحايا الحادث الأليم والتأكيد على أن الأزهر وشيوخه يقفون جميعا إلى جانب إخوتهم وأن الأزهر بكل ما يمثله من قيم ورموز ومعان يقول لكل المسلمين إنه واجب عليهم أن يقفوا بجوار إخوتهم الأقباط فى الأحزان والملمات. مرة أخرى يحسب للعالم الجليل شيخ الأزهر أن موقفه الأخير هو مجموعة من الفتاوى الحية المهمة التى يفترض أن تغلق الباب على الكثير من الجدل فيما يتعلق بعلاقة المسلمين والمسيحيين. هو موقف يترجم عمليا كل ما كنا نقوله جميعا نظريا، وهذا الكلام النظرى ومن فرض تكراره الممل لم يعد كثيرون يثقون به، لوجود مسافة كبيرة من التناقض بين الأقوال والأفعال.

 الذى حدث هذه المرة هو العكس. الأزهر أقدم على الأفعال أولا، وهى الرسالة التى ستصل إلى الجميع. إلى الأخوة الأقباط أولا بأن أكبر مؤسسة إسلامية تقف بجانبهم وتتعامل معهم بمنطق المواطنة الفعلى وليس مجرد الكلام الإنشائى. وإلى كل الخارج بأن هذا هو موقف الإسلام الحقيقى من الأخوة الأقباط، وبالتالى فنحن لسنا مسئولين عن أى مواقف عكس ذلك.

وثالثا إلى عموم المسلمين بأن هذا هو وجه الإسلام الحق وعليهم أن يسيروا على هديه فى العلاقة مع الإخوة المسيحيين. والأهم أن موقف الأزهر الأخير يفضح ويعرى بعض القوى المتطرفة لدى المسلمين والمسيحيين. يعرى المتطرفين من المسلمين بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم. ويعرى المتطرفين المسيحيين بأنهم مخطئون فى أوهامهم بأن المسلمين ضدهم.

تحية واجبة لشيخ الأزهر وخالص التمنيات بشفائه، وتحية واجبة أيضا لجريدة «صوت الأزهر» ورئيس تحريرها الزميل العزيز أحمد الصاوى حيث شهدت تطورا كبيرا منذ ترأس تحريرها، وتلعب دورا مهما فى إظهار الوجه المدنى والوسطى الحقيقى لمشيخة الأزهر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيخ الأزهر والكنيسة تحية واجبة شيخ الأزهر والكنيسة تحية واجبة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib