الواي فاي والنادلة الكندية
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

الواي فاي.. والنادلة الكندية

المغرب اليوم -

الواي فاي والنادلة الكندية

عماد الدين حسين
بقلم : عماد الدين حسين

مساء السبت قبل الماضي دعاني شريف بسطاوي عضو مجلس النواب في مقاطعة أونتاريو الكندية أنا وأربعة من زملائي الصحافيين لتناول العشاء في أحد مطاعم مدينة تورنتو. وكان معنا أيضاً ثلاثة من المصريين المقيمين في المدينة.

حينما جلسنا سأل أحد الحاضرين النادلة الكندية عن كلمة المرور الخاصة بالواي فاي في هذا المطعم، حتى يتمكن من الدخول على شبكة الإنترنت.

السيدة أجابت بصرامة قائلة: «لا يوجد عندنا واي فاي، ثم أضافت بلهجة حادة: المفترض أن الناس حينما تجلس معاً وتتناول الطعام فالطبيعي أنهم يتحدثون معاً ولا ينشغلون بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي».

أقر وأعترف أن منطق وكلام هذه السيدة أعجبني، وتوقفت عنده، لأنه يكشف عن ظاهرة صارت عالمية بامتياز وهي أن الناس تجلس معاً، لكنها في كثير من الأحيان كل شخص غارق ومنعزل في عالمه الافتراضي.

صار طبيعياً أن العديد من المطاعم والكافتيريات توفر خدمة واي فاي للزبائن بل تضع كلمة المرور أو «الباسوورد» في أماكن ظاهرة للزبائن حتى تعفيهم من السؤال.

وأماكن أخرى تقدمها لهم إذا طلبوها، والبعض يختار مكاناً دون آخر أحياناً لأنه يوفر خدمة الواي فاي.

بالطبع هناك عدد كبير من الناس لديه باقات إنترنت متنوعة في هاتفه، والبعض الآخر إمكانياته المادية لا تسعفه أن يستخدم الإنترنت «عمال على بطال».

أعود إلى السيدة الكندية لأقول إن منطقها سليم وصحيح ومحترم، لكنه للأسف يكاد يتعرض للانقراض.

غالبية الناس في كل أرجاء العالم صارت مدمنة للنظر في الهواتف المحمولة طوال الوقت، حتى وهم يجلسون معاً. وتدرك أن غالبية الأسر لم تعد تتحدث معاً، بل الكل منشغل بالنظر في شاشة هاتفه الخاص من أول الأطفال الصغار نهاية بكبار السن.

الطبيعي أنه حينما يتفق مجموعة من الناس على الجلوس معاً، سواء لتناول المشروبات أو الطعام، فالأصل ألا ينشغلوا بالهاتف طوال الوقت، بل ينشغلوا بالحديث لبعضهم البعض.

ليس من اللائق أو المحترم أن يكون هناك شخصان يجلسان معاً، وينشغل أحدهما بالموبايل طوال الوقت، لأنه لو أنه مشغول إلى هذه الدرجة، فما الذي اضطره للمجيء أساساً والجلوس مع صاحبه؟!

يمكن تفهم أن ينشغل الشخص بهاتف مهم وضروري جاءه فجأة، لكن أن يتحول الأمر إلى الانشغال دائماً وطوال الوقت وفي كل اللقاءات فهو أمر يدعو للاستغراب، والرسالة الأساسية التي ستصل للطرف الآخر الموجود في نفس الجلسة، هو أن الشخص المشغول بالهاتف لا يحترمه من الأساس.

لا أهدف من وراء كل هذا الحديث إلى التقليل من أهمية الهواتف المحمولة أو العديد من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي.

فهي وسائل لعبت دوراً مهماً في تحسين جودة حياتنا، ووفرت الوقت والجهد والمال، لكن أتحدث فقط عن ضرورة ترشيد استخدام هذه الوسائل حتى لا نتحول جميعاً إلى شخصيات لا تستطيع أن تجيد الحديث مع الآخرين، شخصيات انطوائية انعزالية، وقد ننسى لاحقاً كيفية الحديث مع الآخرين.

وهناك دراسات اجتماعية حديثة تحذر من خطورة إدمان الأطفال خصوصاً لتكنولوجيا الاتصال الحديثة من موبايلات أو ألعاب إلكترونية، وقد سمعنا وقرأنا عن الجرائم المرتبطة بهذا الإدمان خصوصاً في بعض الألعاب الإلكترونية التي تحض على العنف، لكن الأثر الأخطر هو أن التواصل الاجتماعي الحقيقي بين الناس قد تراجع بصورة كبيرة. والمفارقة هنا أن هذه الوسائل التي نصفها بأنها اجتماعية قد قللت كثيراً من التواصل الاجتماعي الحقيقي بين الناس، وجعلته افتراضياً عبر الشاشات، وليس في الواقع الحقيقي.

صارت معظم معاني التواصل من كلمات وتعازٍ وتهانٍ تتم بكلمات باردة عبر الشاشات، ومن دون حتى صوت التليفون الذي حلت محله رسائل باردة وايموشانات واختصارات للكلمات والعبارات.

لا أدعي الحكمة، فأنا أحد الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام شاشات الموبايل، وأعلل ذلك لنفسي بأن طبيعة عملي الصحفي تتطلب ذلك، وأنني أحتاج إلى الاطلاع اللحظي على آخر الأخبار والتطورات، لكن النتيجة واحدة وهي أن التواصل الفعلي مع الناس قد تراجع كثيراً.

شكراً لهذه النادلة الكندية الفاضلة التي جعلتني أتذكر ما كنت أقوله لنفسي دائماً، وهو ضرورة التواصل الاجتماعي الحقيقي، وأن ندرب أنفسنا على عدم الاستسلام لمصيدة الموبايل وتطبيقاته المتنوعة والجذابة والخطيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواي فاي والنادلة الكندية الواي فاي والنادلة الكندية



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 05:20 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي يمدد عقد المدافع أتشيمبونغ حتى 2029

GMT 04:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يكتسح باتشوكا بثلاثية ويتوج باللقب

GMT 06:45 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُؤكد أنه سيكون سعيد باستمرار ماركوس راشفورد

GMT 06:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أسامة الإدريسي يُؤكد أن ريال مدريد قوي وسيحضرو للقادم

GMT 06:12 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة وليفربول يضعو تورام تحت أنظارهم

GMT 05:30 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

يوفنتوس الإيطالي يُؤكد إصابة تيموثي ويا في الفخذ

GMT 04:27 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أتالانتا يسحق تشيزينا بسداسية ويتأهل للثماني

GMT 06:17 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يفتح أبوابه أمام ماركوس راشفورد

GMT 07:22 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الخميس 19-12-2024 والقنوات الناقلة

GMT 05:35 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

باتريك دريفس يعود لتدريبات بوخوم اليوم

GMT 12:02 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب المنتخب المغربي يتجه الي ضم اللاعب غانم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط للارتفاع

GMT 03:59 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان يتأهل للثمانية بعد فوزه على أودينيزي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib