العلاقة مع المسيحيين القاعدة والاستثناء
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

العلاقة مع المسيحيين.. القاعدة والاستثناء

المغرب اليوم -

العلاقة مع المسيحيين القاعدة والاستثناء

عماد الدين حسين
بقلم : عماد الدين حسين

هل التضامن بين المسلمين والمسيحيين فى الحوادث الكبرى يعتبر خبرا مهما ينبغى إبرازه، أم أنه أمر عادى ويحدث فى مصر منذ آلاف السنين؟!
أطرح هذا السؤال تعليقا على ما قاله بعض المعلقين والمحللين عقب الحادث المفجع والمحزن بالحريق الذى وقع فى كنيسة «أبوسيفين» فى المنيرة الغربية بإمبابة صباح الأحد الماضى، وأدى إلى وفاة ٤١ شخصا وإصابة ١٤ آخرين.
الأصل فى الأمور والأشياء هو الجيرة والسلام والأخوة والعيش المشترك، وما دون ذلك هو الاستثناء الذى يفترض أن يؤكد القاعدة.
شخصيا ولدت فى قرية التمساحية بالقوصية بأسيوط وعشت فى هذه القرية حتى سن الثامنة عشرة، فى هذه القرية كانت البيوت متلاصقة ومتداخلة وكذلك الحقول، صحيح أنه كان هناك ما يطلق عليه درب النصارى أو عزبة النصارى، لكن عددا كبيرا من الإخوة المسيحيين كانوا يعيشون فى بيوت متداخلة مع المسلمين.
فى هذا الوقت كان كل الكبار فى القرية أعمامنا محمد وأحمد ومحمود، وجرجس وحنا وألفريد.
بعض زملائى وأصدقائى وأساتذتى فى القرية وما يجاورها من قرى كانوا وما يزالون من المسيحيين. نعيم وجوهر بسكاس وناشد موسى، وميلاد نعيم وعادل موسى وجمال جاد ود. فرنسيس عبدالملاك الذى صار الآن واحدا من ألمع أطباء الأعصاب فى السويد وما تزال علاقتنا قوية. كنا نلتقى فى المدرسة صباحا وفى الحقل ظهرا وفى ملاعب القرية الترابية عصرا، وعلى القنطرة ليلا.
فى الإعدادية قضيت السنوات الثلاث فى مدرسة الدير المحرق، بجوار هذا الدير الأثرى المهم جدا، حيث قضت السيدة مريم والسيد المسيح عليهما السلام أطول فترة وهى ستة شهور فى رحلة الهروب من الرومان. وهى آخر نقطة بلغتها رحلة العائلة المقدسة جنوبا، وليس مؤكدا أنهما ذهبا إلى درنكة جنوب أسيوط.
فى الإجازات الصيفية فإن أحد الطقوس الثابتة لشباب ورجال القرى المجاورة للدير هو حضور «مولد العدرا» أو «أم النور» فى الأسبوع الثالث من شهر يونيو من كل عام. نذهب لشراء الحمص والفول السودانى والألعاب المختلفة، ونعود ليلا مشيا على الأقدام لمسافة تزيد على خمسة كيلومترات.
حينما غادرت القرية وجئت إلى القاهرة خريف ١٩٨٢ للالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة فإن أول شخص كنت أذهب للمبيت عنده بعيدا عن المدينة الجامعية، هو زرعى سند فى أحد حوارى كلوت بك فى رمسيس، أو بيت عمى سيف أمين فى شبرا مصر مقابل كوبرى عبود..
الأمور والحياة المشتركة لم تكن مثالية أو سمنا على عسل، كان هناك بعض المتطرفين هنا وهناك، لكنهم كانوا هم الاستثناء وليس القاعدة. وبدأ صوتهم يعلو مع صعود تيار الإسلام السياسى وتوغله فى جامعات الصعيد، خصوصا فى جامعة أسيوط عقب التحالف الذى نشأ بينهم وبين أنور السادات لمواجهة اليسار، ثم قوى هذا التيار فى الثمانينيات وصار مسلحا ووجه رصاصاته ضد المسيحيين ومؤسسات الدولة.
فى قريتنا لم تكن هناك حوادث طائفية باستثناء اشتباك حدث أثناء إعادة ترميم كنيسة القرية، ووضع صليب نيون فوقها، وتم حل المشكلة سريعا، وكذلك حينما أعلن أحد الإخوة المسيحيين إسلامه، وقيل وقتها إن هدفه كان تفادى أداء الخدمة العسكرية.
توغل وتوحش الجماعات المتطرفة لاشك أثر إلى حد ما على علاقات المسلمين والمسيحيين فى العديد من الأماكن خصوصا فى الفترة من ١٩٩٠ وحتى ١٩٩٨، حينما استهدف المتطرفون والإرهابيون الأقباط للضغط على الدولة، لكن فى قريتنا وقرى كثيرة مجاورة ظلت علاقات الود هى الغالبة باستثناء متطرفين يعدون على أصابع اليد هنا وهناك.
أن يزور الأقباط بيوت المسلمين فى أعيادهم أو العكس فهذا ليس خبرا، لكنه الأمر الطبيعى المعتاد، مثلما يحدث فى الأفراح والأحزان. ربما حاول البعض أن يعتبرها حدثا حينما زاد تربص جهات معينة بهذا العلاقة، ومحاولة تفخيخها كما حدث فى العديد من بلدان المنطقة مثل لبنان والعراق وأحيانا ليبيا. ونتذكر أن القوات المسلحة ثأرت للأقباط الـ٢١ الذين أعدمهم داعش بدم بارد فى ليبيا قبل سنوات.
مرة أخرى الأصل فى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين أن تكون صحيحة وسليمة وطبيعية، وعدا ذلك فهو الاستثناء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقة مع المسيحيين القاعدة والاستثناء العلاقة مع المسيحيين القاعدة والاستثناء



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 05:20 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي يمدد عقد المدافع أتشيمبونغ حتى 2029

GMT 04:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يكتسح باتشوكا بثلاثية ويتوج باللقب

GMT 06:45 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُؤكد أنه سيكون سعيد باستمرار ماركوس راشفورد

GMT 06:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أسامة الإدريسي يُؤكد أن ريال مدريد قوي وسيحضرو للقادم

GMT 06:12 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة وليفربول يضعو تورام تحت أنظارهم

GMT 05:30 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

يوفنتوس الإيطالي يُؤكد إصابة تيموثي ويا في الفخذ

GMT 04:27 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أتالانتا يسحق تشيزينا بسداسية ويتأهل للثماني

GMT 06:17 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يفتح أبوابه أمام ماركوس راشفورد

GMT 07:22 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الخميس 19-12-2024 والقنوات الناقلة

GMT 05:35 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

باتريك دريفس يعود لتدريبات بوخوم اليوم

GMT 12:02 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب المنتخب المغربي يتجه الي ضم اللاعب غانم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط للارتفاع

GMT 03:59 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان يتأهل للثمانية بعد فوزه على أودينيزي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib