ما الذى يشغل المصريين هذه الأيام

ما الذى يشغل المصريين هذه الأيام؟

المغرب اليوم -

ما الذى يشغل المصريين هذه الأيام

عماد الدين حسين
بقلم:عماد الدين حسين

ما اجتمع مصريان هذه الأيام، إلا وكان الحديث عن ارتفاع الأسعار ثالثهما، حتى الأغنياء والميسورون مهممون بهذا الموضوع، الذى يؤرق الجميع، ولكن بنسب ودرجات مختلفة.

الأزمة الاقتصادية الحالية عاتية وصعبة، ومع التعويم الأخير للجنيه المصرى، فإنه فقد هذا العام منذ مارس الماضى حوالى 50٪ من قيمته، بمعنى أن من كان يملك دخله ألف جنيه، فإن القيمة الفعلية صارت الآن 500 جنيه.
ارتفاع أسعار الدولار واختفاؤه تقريبا، وزيادة معدل التضخم انعكس على غالبية الأسعار، وبالتالى فإن غالبية الأسر المصرية بدأت تخوض عملية كفاح حقيقية للتكيف مع الأوضاع الجديدة.
فى حجرة إدارة تحرير «الشروق» الضيقة، فإن الحديث اليومى المتكرر بيننا لا يخرج عن هذا الموضوع بتفرعاته العديدة. أحد الزملاء اشترى الأرز من أحد المضارب فى المنصورة بسعر يقل خمسة جنيهات عن سعر السوق، وحينما عرف بعض الزملاء لاموه لأنه لم يخبرهم جميعا.
زميل ثان أكد أن التقشف وصل به إلى حد الاستغناء عن أكياس القمامة الغالية والاستعاضة عنها بأكياس الفاكهة السوداء الصغيرة. زميل ثالث يحكى كل يوم عن رحلته بين المولات والمحلات التجارية الكبيرة والصغيرة بحثا عن كرتونة بيض بسعر معقول، بعد أن كاد سعرها يلامس المائة جنيه.
صباح يوم السبت الماضى كنت أجلس فى حجرة الاستراحة بقناة «إم بى سى» للظهور مع الإعلامى هشام عاصى فى برنامج «صباحك مصرى»، وكان معى الدكتور فخرى الفقى رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، ودخلت علينا أربع سيدات بصحبة أطفالهن الصغار الذين أحرزوا ميداليات متنوعة فى رياضة الجمباز، وسيكونون ضيوف الفقرة التالية.
الدكتور الفقى وأنا سألنا السيدات عن الكيفية اللاتى يتعاملن بها مع ميزانية الأسرة الثابتة والأسعار المتغيرة. إجابات السيدات الأربع كشفت عن مجهود السيدات المصريات فى محاولة التكيف مع الأوضاع الجديدة. البعض بدأ البحث عن مورد رزق جديد أو عمل إضافى أو التقشف وتقليل النفقات أو تغيير بعض الأصناف الغالية بأخرى أقل سعرا.
الطريف أنه خلال الإجابات اكتشفت أن السيدات اللاتى اجتمعن بالصدفة، حيث جئن من مناطق مختلفة اتفقن من دون ترتيب على أنهن دائمات البحث بين المولات والمحلات التجارية عن الأسعار الأرخص وكيف أنهن يعرفن المكان الذى يبيع السلعة بسعر أقل ولو بجنيه عن المكان الآخر.
وعرفت من إحدى السيدات أن هناك «جروبات واتس آب» متعددة بين مجموعات من السيدات يتبادلن فيها المعلومات والأخبار عن الأماكن التى تبيع السلع بأسعار أقل أو أكثر جودة، خصوصا سلعة مثل الزيت التى تناقصت كمياتها فى الأسواق فى الأيام الأخيرة.
زوج إحدى هؤلاء السيدات، قال إنه رفض عروضا كثيرة للسفر لإحدى الدول العربية، باعتبار أنه تقدم فى السن ويريد أن يكون بجانب أسرته، حيث إن الأطفال فى سن حرجة تتطلب وجوده معهم، لكنه الآن يفكر بجدية فى السفر حتى يتمكن من تلبية احتياجات الأسرة.
سيدة من الحاضرات قالت إنها فكرت فى السفر أيضا هى وزوجها وأولادها، وحينما أخبرتها أن الحياة لم تعد رخيصة فى هذه البلدان، وأنها قد تدفع كل ما تحصل عليه من مرتب للإيجار ورسوم الكهرباء والمياه والمعيشة، ردت بأن ذلك سيكون ممتازا، لأنها لم تعد بمرتبها ومرتب زوجها قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للأسرة فى ظل الزيادات الجديدة.
أحد الأصدقاء قال لى إن زوجته بدأت تضغط عليه بكل الطرق فى الأيام الأخيرة من أجل أن يزيد المصروف المخصص للمعيشة الشهرية، وهو يرد عليها بأن مرتبه لم يزد، فكيف يلبى لها رغبتها، وبعد نقاش كاد يقترب من التشاجر، طلبت منه أن يتولى هو بنفسه تدبير نفقات المعيشة، لأنها وصلت إلى مرحلة لا تستطيع فيها التعامل مع الأسعار التى تتحرك بصورة تكاد تكون يومية.
وحينما وضعت كل هذه الصورة أمام أحد المسئولين قال لى إنه لا ينكر بالمرة وجود أزمة حقيقية لأسباب متعددة خصوصا بسبب تداعيات كورونا وأوكرانيا، لكنه واثق أنه خلال أيام سيتم استكمال الإفراج عن السلع المخزونة فى الموانئ بسب نقص الدولار، ووقتها سوف تنفرج الأزمة الطاحنة بشكل مؤقت، لكن علينا جميعا أن نبحث فى القضية الأهم وهى كيف نصل إلى مرحلة تكون فيها صادراتنا مثل وارداتنا، واستهلاكنا مثل إنتاجنا. هذا هو السؤال الأهم حتى لا نعيد تكرار نفس الأزمة كل ثلاث أو أربع سنوات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذى يشغل المصريين هذه الأيام ما الذى يشغل المصريين هذه الأيام



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:57 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الاستهتار" يدفع حكم لقاء سبورتنغ والطيران لإلغاء المباراة

GMT 03:43 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء يعثرون على مقبرة اللورد "هونغ" وزوجته في الصين

GMT 19:20 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

سعد الدين المرشّح الأقوى لمنصب رئيس البرلمان المغربي

GMT 11:14 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

سيارات نيسان الكهربائية تمد المنزل بالطاقة

GMT 04:18 2016 الإثنين ,16 أيار / مايو

أم لستة أطفال تستخدم الخضروات في أعمال فنية

GMT 00:57 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة أم يحيى تكشف عن حقيقة السحر وأسرار الأعمال السفلية

GMT 12:56 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد والترجي الجمعه في أقوى مواجهات الجولة الرابعة

GMT 15:43 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مارسيلو يخالف لاعبي الفريق الملكي بشأن زميله بنزيمة

GMT 02:00 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة عطور جديدة من "Trouble in Heaven Christian Louboutin"

GMT 12:37 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الوداد المغربي يُخصص تذاكر خاصة لجماهير المغرب الفاسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib