بريطانيا المنقسمة مثل ليبيا
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

بريطانيا المنقسمة... مثل ليبيا

المغرب اليوم -

بريطانيا المنقسمة مثل ليبيا

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

تضحية ليز تراس بصديقها -كما تصفه- كواسي كوارتنغ، وزير الخزانة السابق، وتسليم حقيبة وزارته إلى جيريمي هنت، وزير الصحة الأسبق، ومنافسها في السباق إلى خلافة بوريس جونسون في زعامة حزب «المحافظين»، فشلت، أولاً في وضع حد لمسلسل تخبط أحوال الحزب الحاكم، وثانياً في ضبط الوضع الاقتصادي المتدهور، وثالثاً في إسكات الكثير من الأصوات داخل حزبها، التي واصلت مطالبتها بالتنحي عن موقعها، والعودة للجلوس في المقاعد الخلفية تحت قبة مجلس العموم البريطاني.
عندما تخصص صحيفة «صنداي تايمز»، افتتاحية عددها صباح الأحد الماضي للموضوع، وتعطيها عنواناً يزعق بصريح القول إن «على تراس أن تذهب»، فإن هذا يعني أن قرار زعماء حزب «المحافظين» الكبار بشأن التخلص من زعامتها اتُّخذ فعلاً، وإذّاك هو الحال، فإن المسألة لم تعد «هل تغادر السيدة ليز، أم تبقى؟»، بل «متى وكيف يجري التغيير، وبأي شروط؟» تمكِّن الحزب من تجنُّب شر هزيمة ساحقة في الانتخابات النيابية.
في عدد «صنداي تايمز» ذاته، تحقيق استقصائي شارك في تقصي جوانبه ثلاثة صحافيين هم: غابرائيل بُغرند، وهاري يورك، ولويز كالاهان، يسلّط الضوء على نشاط مدفوع الأجر، تمارسه إحدى جماعات الضغط السياسي، وأحد مؤسسيها مسؤول مهم في حكومة ليز تراس، تولى في الآونة الأخيرة تسهيل مهمة لقاء أحد كبار المسؤولين في واحد من طرفي الحكم المتصارعين في ليبيا، مع عدد من الوزراء البريطانيين، بغية الفوز بدعم لندن للطرف الذي يمثله. معروف أن هذا النوع من عمل «اللوبيات» مشروع ما دام أنه لم يخالف القوانين، وكذلك الحال مع الشركات التي تتولى وضع استراتيجيات، أو تسويق علاقات عامة للحكومات. رغم ذلك، لا يخلو الأمر أحياناً من التسبب في إحراجات سياسية، سواء للجهة التي تسعى للحصول على نفوذ في كواليس القرار السياسي لأي دولة كبرى، أو للشخصيات السياسية التي، من جهتها، تساير نشاطات تلك «اللوبيات»، وتقبل إجراء اللقاءات المقترحة عليها، خصوصاً أن الوضع الاقتصادي للدولة يمر بمرحلة من التقلبات المثيرة للقلق، كما الشأن في بريطانيا، أو أن أوضاع البلد المعنيّ بتحقيق مكاسب في مجال العلاقات العامة يعاني ويلات تمزق وصراعات داخلية تثير بدورها شهية تدخلات أطراف خارجية، كما حال ليبيا الراهن.
أتراها محض مصادفة أن بريطانيا، التي زارها المسؤول الليبي المشار إليه في تحقيق «صنداي تايمز»، هي ذاتها التي تحمل على عاتقها، إلى جانب فرنسا، النصيب الأكبر من مسؤولية ما آل إليه الانقسام الحاصل على أرض ليبيا، وفي الآن نفسه هي أيضاً بريطانيا المنقسمة هذه الأيام على نفسها إزاء الصراعات داخل حزب «المحافظين»، وبحكم أصداء العراك الأساسي مع حزب «العمال»؟
كلّا، يمكن القول إن الأمر أبعد من مجرد المصادفة. التطورات السياسية على مدى مختلف الأزمان، تشير إلى أن بعض الدول كثيراً ما تعاني بعضاً من مآسٍ نتجت عن تدخلاتها في دول الآخرين. الواقع الموثق يقول إن بريطانيا ديفيد كاميرون، وفرنسا نيكولا ساركوزي، ذهبتا في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1973 الصادر يوم 19 - 3 - 2011 إلى أبعد مما ورد في مضمون القرار، بزعم أن غارات حلف «الناتو» كانت تستهدف فلول القوات الليبية، بينما الهدف كان تدمير البنى التحتية في ليبيا كلها، حتى تتسع دوائر مشاريع إعادة التعمير لاحقاً.
غداً (الخميس)، يمر أحد عشر عاماً على البدء الفعلي للنجاح في وضع مخطط تقسيم ليبيا موضع التنفيذ، عبر إذكاء نار الصراع الداخلي فيها، وفتح أبوابها من الجهات الأربع أمام ميليشيات أطراف أجنبية. حصل ذلك بعدما تم نهار الخميس 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 القبض على العقيد معمر القذافي، ثم تنفيذ القتل، الذي أُتْبِع بتنكيل بشع مرفوض في كل المواثيق والأعراف الدولية، والذي سوف يظل لغزاً غير واضح في جوانب عدة منه. مع ذلك، يبقى معمر القذافي، بصرف النظر عن الرأي فيه شخصياً، أو الموقف من سياساته، الكارثي منها، والإيجابي -نعم، كانت له مواقف إيجابية، حتى لو تصنّعها، ولم يعتقد بها تماماً- يبقى حاضراً في المشهد الليبي. يتضح ذلك عبر تمدد أطراف ليست فحسب تنتمي إلى عهده، بل تؤمن به، في مختلف المؤسسات القائمة في ليبيا المنقسمة، كما يتجلى حضوره في أن طرفي الانقسام الليبيين فشلا، حتى الآن، في إثبات أنهما قادران على حكم ليبيا موحدة ومستقرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا المنقسمة مثل ليبيا بريطانيا المنقسمة مثل ليبيا



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib