انتقام الرجل الأبيض
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

انتقام الرجل الأبيض!

المغرب اليوم -

انتقام الرجل الأبيض

بكر عويضة
بكر عويضة

في عوالم السياسة تفرض الأحداث على الدول تحالفات معينة لا يظهر مغزاها ولا يفهم معناها إلا بعد حين. وهذا تماماً كان الانطباع الأولي للخبر الذي فاجأ العالم منذ أيام مضت والمتعلق بالتحالف الاستراتيجي الجديد والمسمى (أوكوس) والمتكون من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، والذي تضمن توريد غواصات نووية من الولايات المتحدة لأستراليا بدلاً من فرنسا التي تم إلغاء صفقتها المتعلقة بتوريد غواصات تقليدية مما كان معنى ذلك الفعلي والعملي إخراج فرنسا (الشريك الأساسي في حلف الناتو) من التحالف الاستراتيجي الجديد. ورغم أن أستراليا لن تتملك أول غواصاتها المتعاقد عليها قبل مرور عقدمن الزمن، فإن الهدف الأهم من هذا التحالف رغم عدم ذكر ذلك صراحة هو تحضير آلية دفاعية أكثر ديناميكية في آسيا لمواجهة طموح الصين العسكري المتزايد.

الجدير ذكره أن هذا ليس بأول تحالف من نوعه يثير علامات الاستغراب والتعجب؛ فهناك تحالف (الرباعي) الذي يجمع الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان معاً في تحالف غير رسمي للديمقراطيات ذات المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة التي تمتد عبر المحيطين الهادي والهندي، علماً بأن هذا التحالف قد تم تشكيله لتنسيق الجهود الإغاثية التي كانت مطلوبة للتعامل مع كارثة تسونامي الشهيرة، وظل التحالف نائماً لسنوات حتى تم إحياؤه من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لمواجهة التحدي الصيني المتزايد، ولكن لم يكتب له الاجتماع إلا في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، وقد تعهدوا فيه بتسريع إنتاج وتوزيع لقاحات (كوفيد - 19)، ورغم أن الاجتماع لم يأتِ على ذكر الصين فإنه جاء وسط موجة عاتية من الدبلوماسية الأميركية المصممة على بناء نهج مشترك للتعامل مع بكين.
ولكن التحالف الأخطر والأهم والأكثر سرية يبقى تحالف (العيون الخمس) والمكون من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، والذي أنشئ منذ عقود طويلة لغرض تبادل المعلومات الاستخباراتية وبقي في طي السرية حتى تم تسريب بعض الأخبار عنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، والتعاون الأمني الفوري والاستثنائي الذي حصل بين الأعضاء فيه.

واليوم وبعد مرور وقت كافٍ من الزمن بعد انتشار جائحة (كوفيد - 19) زادت لدى الأوساط الغربية القناعة التامة بأن الصين هي المسؤولة عن الكارثة التي أصابت العالم ولا بد «أن تتحمل المسؤولية وتدفع الثمن كاملاً»، وخصوصاً في ظل المقارنة بين الأضرار التي أصابت دول المعسكر الغربي وما أصاب الصين، التي بالكاد تأثرت من تلك المأساة. ولأجل ذلك ستقوم الولايات المتحدة باستحداث التحالفات الجادة واستخدام كافة الوسائل وشرعنة القوانين الدولية. وكل ذلك يتم تناقله وتداوله والحديث عنه تحت عنوان «انتقام الرجل الأبيض» الأنغلو - ساكسوني.
هناك إحساس عالٍ لدى المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها بوجود تهديد وجودي خطير لهم تمثله الصين، وهو اليوم بات المحفز الأول والأهم في صناعة السياسات والخطط للتعامل مع هذا التهديد الاستراتيجي، الذي تسخر له أميركا كافة مواردها للحد منه وتوسيع الفجوة الاقتصادية والعسكرية بين النسر الأميركي والتنين الصيني. وهذا التنافس الشرس يدخل في صميم الميزانية الباهظة التي يطلبها الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تتجاوز قيمتها 3.6 تريليون دولار، من الكونغرس والتي ستوجه لتطوير البنى التحتية في الولايات المتحدة وفي كافة المرافق فيها معتمدة على أحدث التقنيات (متخطية في أهميتها وحداثتها كل ما قدمته الصين في المجالات المعنية) لتكون بذلك معايير ومقاييس دولية جديدة لصالح المنتج الأميركي بطبيعة الحال.

تحالفات خاصة مركزة وفعالة حتى لو كانت على حساب حلفاء تقليديين مثل فرنسا، وهو ما تسعى إليه أميركا في مواجهة الصين... حلفاء يعتمد عليهم لا كما تفعل فرنسا ضد أميركا في الملفات اللبنانية والإيرانية والعراقية والليبية. إنها ازدواجية المعايير الفرنسية. وهي مسألة فطن لها عمدة طوكيو الأسبق شيناترو إيشيهارا الذي أصدر كتابه الشهير عام 1989 «اليابان التي تستطيع أن تقول لا »، ووصف فيه فرنسا بأنها دولة غريبة، فرئيس الجمهورية فيها يطوف العالم مروجاً للسلام ورئيس وزرائها يطوف العالم لبيع السلاح الفرنسي. إنها مرحلة انتقام الرجل الأبيض.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتقام الرجل الأبيض انتقام الرجل الأبيض



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib