أبو عمار أبو التكتيك
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

أبو عمار... أبو التكتيك

المغرب اليوم -

أبو عمار أبو التكتيك

بكر عويضة
بكر عويضة

ليس ممكناً أن تمر ذكرى مناسبتين، لكل منهما إيقاع رنين متميز في جرس ذاكرة الفلسطيني، وكلتاهما تطل سنوياً مع حلول نوفمبر (تشرين الثاني) كل عام، فلا يفرض ياسر عرفات حضوره النابض فرضاً، كأني به لم يزل مرتدياً زيه العسكري، يدب بقدميه الواثقتين، يضرب بهما أرض كل مطار يحط فيه، يحيي حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، تماماً مثل أي رئيس لدولة ذات سيادة، تنعم باستقلال غير مشروط، وليست تنقصه ذرة اعتراف رسمي من قِبَل معظم دول العالم؛ في واحد من أوجه عدة لأسلوب تعامله مع مهامه بصفته قائدًا، هكذا كان يتصرف أبو عمار عربياً، وإلى حدٍ ما دولياً، قدر ما تتيح الظروف، عندما يتعلق الأمر بتثبيت صورته زعيماً لشعبه. صحيح أنه بدأ الإصرار على «بروتوكول»، أو مراسم، التعامل معه بصفته رئيس دولة بعد إعلان استقلال فلسطين في الجزائر، يوم الخامس عشر من نوفمبر سنة 1988 (تلك أولى المناسبتين)، لكنه كان قبل ذلك بسنين، تحديداً منذ تسلم موقع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (1969)، حريصاً على تأكيد أن احترام الآخرين له هو من قبيل الاحترام الواجب لفلسطين كلها، القضية والشعب. ظل أبو عمار وفياً لهذا المبدأ إلى أن سلّم أمانة النفس كي ترجع لبارئها، في المستشفى العسكري بإحدى ضواحي باريس، في الرابع من نوفمبر ذاته عام 2004 (وتلك ثانية المناسبتين).

إعلان الاستقلال الفلسطيني، قبل ثلاث وثلاثين سنة، كان واحداً من أمثلة يصعب حصرها يمكن الاستعانة بها للتدليل على مواهب عدة امتلكها ياسر عرفات، والأرجح أنه من دونها لم يكن لينجح في الإبحار بسفينة قُدِّر له أن يمسك بدفتها منذ تأسيس حركة «فتح»، وقبل انطلاقها مطلع عام 1965. في مقدمة مواهب عرفات القيادية تلك، كانت قدرته غير العادية على ممارسة فن «التكتيك» السياسي، أحياناً عبر ما يسمى الآن «الدبلوماسية الناعمة» التي كان يجيدها منذ سبعينات القرن الماضي، قبل أن يشيع اسمها ذاك، وأحياناً من خلال ضجيج «المايكروفونات»، وكل ما هو نقيض العمل الهادئ؛ كان أبو عمار يصرخ غاضباً أمام الملأ أجمعين، إذا أراد أن يوثق التاريخ أنه يرفض ما يصر عليه الطرف الآخر لأن فيه مساساً، بل شبهة مساس، بحق مقدس لشعبه، كما حق عودة اللاجئين مثلاً. وكان، في المقابل، مستعداً أن يستعير من القاموس الفرنسي كلمة «Cadeaux»، ليقول مبتسماً في مؤتمر صحافي مذاع عالمياً من جنيف إن إلغاء البند المتعلق بإزالة إسرائيل من ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية هو «هدية» يقدمها الفلسطيني لأجل السلام العادل مع الإسرائيلي. إذا لم يعكس مثالان كهذين واحداً من أوجه مهارة عرفات في التكتيك السياسي، فماذا يعكسان؟

على صعيد يتماهى مع ما سبق، لم يكن أبو عمار يخشى المواجهة، حين يرى أنها تنسجم مع رؤيته للحقوق الفلسطينية، ثم إذا فُرض عليه أن يخوض غمارها في لحظة تحدٍ لم يكن أمامه مهرب منها. أعطي مثالاً مما سمعت من أحد كبار كتّاب التعليق السياسي العرب خلال الثلاثين عاماً الأخيرة، عندما نقل عن زعيم دولة كُبرى القول إنه سأل عرفات ما مضمونه: لماذا يكذب في التعامل مع العواصم العربية، فلم يتردد أبو عمار في إجابة مضمونها أنه مستعد للاستشهاد من أجل فلسطين، فلماذا لا يكذب لأجلها! لستُ أدري إذا كان الكاتب المعروف نشر تلك الواقعة بأي من مقالاته أم أنه لم يفعل بعد. لكن المهم، ضمن هذا السياق، أن عرفات كان يتجلى، سياسياً، في ممارسة التكتيك. وصحافياً، عشتُ غير تجربة لتلك البراعة، وسبق أن رويت بعضاً منها في مقالات هنا، ولعلي أشير لبعضها الآخر في أسابيع مقبلة. إنما لعل السياق يلزمني أن أروي ما شاهدت عيناي، وسمعت أذناي، ذات مساء من خريف 1985، في صنعاء، عندما رأيت من قرب ياسر عرفات يتبسّم في البدء، ثم مبتسماً بعد لحظات، فمتهللاً، قبل أن يتفاعل أكثر مع ما يسمع، فيصفق بكفيه، مشاركاً الجمهور من حوله، فيما «مايسترو» فريق الإنشاد يواصل تقديم وصلة أهازيج شعبية، وإذ شعر بارتياح الزعيم الفلسطيني راح يكرر، بل بدا كأنما طفق يتبتل في المزج بين ترانيم العود والصوت الملعلع: «تكتك يا متكتك... يا أبو التكتيك». حقاً، ياسر عرفات، سواء تتفق معه أو تختلف، كان زعيماً خارج النطاق التقليدي للزعامات الثورية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبو عمار أبو التكتيك أبو عمار أبو التكتيك



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib