ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

ملكة استثنائية... ورئيس ظاهرة

المغرب اليوم -

ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

استثناء إليزابيث الثانية بالقول إنها ملكة استثنائية بين غيرها من ملكات وملوك المملكة المتحدة، ودول الكومنولث، مبرر موضوعياً، وليس عاطفياً فحسب. الصفة ليست مستحقة فقط لأنها أول مَن يحتفل بمناسبة «يوبيل بلاتيني»، بل لأن عدداً من الأسباب الموضوعية تجيز للمؤرخين تمييز عهدها عن غيره، من بينها أن سمات شخصيتها، منذ بدايات شبابها، وإلى بضع سنين قبل توليها المُلك، كانت تؤكد أن ملكة غير عادية سوف ترث عرش أبيها الملك جورج السادس، فور وفاته. ذلك، بالضبط، ما حصل في سادس فبراير (شباط) من عام 1952.
ليس ممكناً سرد مجمل أسباب تميز عهد الملكة إليزابيث الثانية في مساحة كهذه، إنما جائز القول إن أبرز ما اتسمت به يتجلى في أمرين لكل منهما مستوى عال من الأهمية. الأول هو البساطة في التعامل مع الناس، وقد تساوى، في ذلك الجانب من شخصيتها، كبار القوم، مع البسطاء منهم، سواء كانوا من أهل الدار، أو ضيوفها من الزوار. هذا التواضع هو تواضع الكبار، الذي وضع روبرت لاسي، المتخصص في التأريخ الملكي، الإصبع عليه تحديداً، إذ يتحدث بضع دقائق لقناة «بي بي سي» مساء السبت الماضي، فيقول ما مضمونه أن اتسام الملكة بالتواضع «HUMBLE» ينسجم تماماً مع السمات التي يجب أن تتحلى بها في الزمن الحديث، فكيف إذا كان هذا هو نهجها منذ بدأت عهدها قبل سبعين عاماً. دليل ثان، وهو الأحدث، يؤشر على الاستثنائية في شخصية إليزابيث الثانية، وفي أسلوبها كملكة، وهو يتمثل في موقفها من كاميلا، دوقة كورنوول وقرينة وريث عرشها، الأمير تشارلز، إذ أشارت الملكة في بيانها لمناسبة احتفالات يوبيلها البلاتيني أن زوجة أمير ويلز يجب أن تحمل لقب «الملكة القرينة» عندما يعتلي زوجها العرش. الموقف استثنائي لأن التقليد الملكي هنا كان يحول دون احتمال لقاء أي ملك، أو ملكة، مع كاميلا لمجرد أنها مطلقة من زواج سابق لزواجها من الأمير تشارلز، لكن الملكة عملت على إزالة هكذا حواجز منذ زمن، عندما أعطت مباركتها لزواج ابنها من كاميلا باركر عام 2005.
ثاني الأمرين في تميز عهد الملكة إليزابيث يتمثل في ترفعها التام عن التدخل المباشر في الشأن السياسي. صحيح أن الحكم في بريطانيا يقوم على أساس أن «الملكة تملك ولا تحكم»، لكن هذا لم يكن ليمنع الملكة من الإيحاء لرئيس وزراء أي من حكوماتها بالسير في اتجاه معين ترغبه هي لبلدها. يمكن القول إن هناك نوعاً من الإجماع بين أغلب المتابعين على ترفع إليزابيث الثانية عن إقحام ذاتها في شؤون الحكم اليومية. دليل ذلك يتضح في الضجيج الذي أعقب ما تسرب عن محاولات إعطاء انطباع أن الملكة كانت تؤيد اتجاه «بريكست» خلال الحملات التي سبقت استفتاء الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. حتى لو أنها بالفعل مع ذلك التوجه، لم يكن ممكناً أن تقدم على هكذا تدخل بأي حال من الأحوال.
بوريس جونسون نفسه، رئيس الحكومة الحالي، كان نجم حملات استفتاء «بريكست» آنذاك، وعندما ترددت تلك الشائعات عن وجود ذلك التوجه الملكي، سارع كثيرون إلى توجيه إصبع الاتهام بالتسريب نحوه، غير أن أحداً لم يقدم ما يثبت صحة ادعاءات كهذه. لكن مستر بوريس، وهو الرئيس الرابع عشر بين رؤساء الحكومات التي شُكلت خلال عهد الملكة إليزابيث الثانية، حتى الآن، يشكل حقاً ظاهرة وحده بين كل سابقيه، سواء كانوا من حزب «المحافظين»، بدءاً من ونستون تشرشل وصولاً إلى تيريزا ماي، أو أنهم من «العمال»، من هارولد ويلسون حتى غوردن براون. نعم، هكذا هو مستر جونسون، تتفق معه أو تختلف، ليس شبيهاً بأي من ساسة بريطانيا الذين قادوا حكوماتها طوال السبعين عاماً الماضية. هو غير شبيه بأي منهم منذ بواكير شبابه السياسي في اتحاد الطلاب، مروراً بالجهر بطموحاته فور وصوله إلى البرلمان، ثم توظيف ملكاته الفكرية، وإشهار القلم على صفحات كبرى صحف اليمين، مثل «ديلي تلغراف»، والكتابة بأسلوب يجمع النخبوية مع الشعبوية، ثم إنه لا يشبه أياً من سابقيه بين رؤساء الحكومات، لا في فلتات لسانه، ولا في مغامراته السياسية، فضلاً عن العاطفية، وصولاً إلى قدرته على النفاذ من أزماته كافة. أوليس يشكل هكذا رئيس حكومة ظاهرة بالفعل؟ بلى، وفق ما أرى. لعلي أصبت، وربما أخطأت التقدير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة ملكة استثنائية ورئيس ظاهرة



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib