لاجئون لكنهم عائدون
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

لاجئون... لكنهم عائدون

المغرب اليوم -

لاجئون لكنهم عائدون

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

حتى مساء أول من أمس (الاثنين)، فاق عدد مَنْ أصبحوا يحملون وصف «لاجئين» مِن أهل أوكرانيا رقم مليون ونصف المليون. أولئك كانوا، قبل بضعة أيام، كما غيرهم من البشر العاديين، في مختلف أنحاء العالم، يُمسون في بيوتهم آمنين، ثم يصبحون غير خائفين على أنفسهم، ولا مرعوبين على أطفالهم، بل مستبشرين بيوم جديد يحمل لهم الخير، ولأحبائهم، ولكل جيرانهم، ولكل الأخيار بكل مكان. انظر، كم تتغير أحوال أناس بين الناس أجمعين، خلال لحظات لعلها لم تكن في حسبان أحد على الإطلاق. لكن، أليس هذا هو حال الأزمان كلها، منذ بِدء الخلق، ومُذ بدء تداول الأيام بين أبناء آدم وحواء كافةً؟ بلى، ثم الأرجح أن يتواصل تدفق مهاجري أوكرانيا، وأن تتعرض قوافلهم للقصف، فتقع ضحايا بينهم، الأمر الذي سيرفع عدد قتلى الحرب المدنيين. سوف يستمر هذا الوضع ما دام أن مفاوضات توفير الممرات الآمنة لطوابير اللاجئين تتعثر، ومثلها أيضاً التفاوض الفاشل على وقف إطلاق النار.
بالطبع، هي الحروب هكذا، منذ اشتعل أوار أول حرب على أديم هذا الكوكب، وما الحرب الروسية - الأوكرانية أولاها، والمرجح، وربما المؤكد، أنها ليست آخرها. إنما، منذ انفجار ثورة الاتصالات، التي أطل معها زمن عالم جديد أزاح كل ما يفصل بين المتلقي والمعلومات من الحدود، اختلف الوضع تماماً، ففي كل مرة تنفجر حرب، تراها تجد طريقها، بأسرع مما تصوّر البعض، إلى كل بيت، تقريباً، بكل بقاع الأرض، ويصبح أطرافها حاضرين، برضى الآخرين، أو رغماً عنهم، في المنازل، في المقاهي، في المطاعم، فهي موضوع أحاديث موائد العشاء، ومناقشات مجالس المهتمين، خصوصاً المتتبعين مسار الأحداث، والمتحسبين لما تحمل من تأثيرات في اتجاهات متباينة، أولها أسعار الأسهم والسندات، وما قد يزلزل بورصات العالم من كوارث وهزات. ذلك كله متوقع، والغريب في الأمر أن توقعاً كهذا يكاد يقترب من الوضع الاعتيادي. حقاً، صار من المعتاد أن تسمع من يجيب على أي استغراب قائلاً: هذا أمر عادي، لماذا العجب؟
في أغلب الأحيان، الاكتفاء بالصمت سوف يكفيك متاعب الدخول في جدل لن ينتهي إلى أي توافق، ولا حتى على مبدأ «الاتفاق على ألا نتفق». مثلاً، تخيل ما الرد الذي قد يأتي على استغراب رؤية المفاوضين الروس، ببذلات أنيقة، وربطات عنق، مقابل نظرائهم الأوكرانيين، بلباس قتالي، يتبادلون الابتسامات، ويتصافحون، ثم يجلسون، وبعد لحظات يغادرون بلا اتفاق، فتكاد تشهق قائلاً: إنْ لم تكن هذه واحدة من أبهى تجليات «السريالية» خلال مأساة حرب تطحن الأبرياء، فماذا تكون؟ رُبّ قائل يجيب بأن لياقات التحضر تفرض على الساسة المدنيين، زعماء المتحاربين، إذا التقوا أن يبتسموا، وأن يتصافحوا، وبحماسة أحياناً، ثم لماذا تذهب بعيداً، أما تصافح زعماء الفلسطينيين مع نظرائهم الإسرائيليين، وتبادلوا الابتسامات أمام كاميرات العالم أجمع؟
نعم، حصل هذا. أتراه، في كل الحالات، تبسم الضعيف المقهور، أمْ المضطر المغلوب على أمره، أم أنه المغدور الذي افتقد ذراع متعاطف يسنده؟ في المقابل، ماذا عن المبتسم الآخر، أهو منتصر فعلاً، أم هو يخادع نفسه ويخدع الآخرين، ظاناً أنه انتصر حقاً؟ في الأحوال كافة، الزمن وحده كفيل بكشف ما بقي من أسرار علم الغيب. أما وأن الشيء يذكر بشيء، فقد هاتفني الأربعاء الماضي، مشكوراً، من يُذكرني بموقف غاب عن ذاكرتي تماماً. قال المهاتف إنه شاهدني تلميذاً أخطب أمام تلاميذ من مجايليّ فأطالب بتغيير اسم «مدرسة الزيتون للاجئين» في مدينة غزة، إلى «مدرسة الزيتون للعائدين». سألت: حصل هذا أمامك؟ أجاب: نعم، رأيت بعيني، وسمعت بأذني. أمِن عجب، إذنْ، إذا بقي أمل عودة المهاجر، واللاجئ، والمُهجّر، إلى الوطن والبيت والحقل، حياً يسري من النفْس سريان النَفَس، بصرف النظر عن اختلاف الأزمان، وتعدد الأجناس، وتغير المكان؟ كلا، إطلاقاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاجئون لكنهم عائدون لاجئون لكنهم عائدون



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق

GMT 10:41 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خضروات وزهور يمكن إضافتها إلى حديقة المنزل في الخريف

GMT 02:01 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حوت أبيض يندمج مع سرب مِن الدلافين ذات الأنف الزجاجية

GMT 09:05 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

النجمة اللبنانية رولا قادري تعود من جديد بأغنية "يا قلب"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib