بقلم : مشاري الذايدي
ماذا لو كانت «تشكيلة المخدرات» التي ضبطت مع الفنانة المصرية منّة شلبي في مطار القاهرة، وهي آتية من الولايات المتحدة، ضبطت مع إنسانة أخرى، ليست بشهرة منّة شلبي؟
ماذا لو كانت الواقعة حصلت مع مهندسة عادية في شركة مقاولات عادية، أو مع طبيبة عيون أو أسنان، أو مع طالبة أو أستاذة جامعية، أو مع إنسانة عادية لا عمل لديها؟
لن نتحدث عن إدانة أو براءة الفنانة المصرية من الحكاية، ولا عن الجدل الذي قيل في خضم هذه الواقعة، مع إن منّة شلبي جلبت هذه الأشياءَ معها لأنها اشترتها بشكل قانوني من بعض الولايات الأميركية التي تبيح بيعَ مثل هذه الأشياء، المشتقة من الماريغوانا والحشيش، أسوة ببعض الدول الأوروبية التي سبقتها لذلك.
القانون المصري يجرم تعاطي هذه المواد ونقلها وبيعها، ويعتبرها مخدرات محرمة، والواقعة حصلت بأرض مصرية.
الخبير القانوني أشرف فرحات قال لـ«العربية. نت»: «ما حدث مع الفنانة قانوني تماماً، وتصرفت إدارة الجمارك معها قانونياً، وبما يتوجب فعله، حيث حررت محضراً بناء على ما تم ضبطه بحيازة الفنانة»، مشيراً إلى أن النيابة العامة تلقت المحضر بالأحراز، وهو ما استوجب الفحص الفني.
النيابة المصرية كانت قد أمرت بإخلاء سبيل الفنانة منّة شلبي، بكفالة مالية، بعد استجوابها إثر ضبطها بمطار القاهرة الدولي، وبحوزتها مخدرات بضمان مالي قدره 50 ألف جنيه.
وثبت وفق محضر الشرطة - حسب بيان النيابة - أن الفنانة قد أحرزت تلك المواد بقصد التعاطي.
نسأل، هل إعلان اسم الفنانة المصرية منّة شلبي في هذه الواقعة، يعتبر أمراً عادياً، يحصل في كل مكان في العالم، إذا ارتكبت شخصية مشهورة مخالفة قانونية ما؟
الواقع إنَّ ذلك يحصل حقاً بكل مكان في العالم، فلو تشاجر فنان أو رياضي و«ربما» سياسي شهير في مقهى أو حانة مع أحد، لتصدر الخبر كل عناوين الأخبار وصفحات السوشيال ميديا.
يرى البعض أنه ليس من حق الشخصية الشهيرة التذمر من هذا الحال، فأنت سعيت للشهرة بقدميك وصرفت من عمرك وأعصابك وعلاقاتك لتصل إلى هذا المرتقى الصعب... ولقيت الحفاوة والإعجاب والمال والعقود نظير هذه الشهرة، ولذلك فعليك تحمل قسطك من غوائل الشهرة، حين تصبح حياتُك مرعى مباحاً لسوائم الفضول البشرية.
لكن هل كون الإنسان شهيراً يعني استباحة خصوصيته؟ دوماً نسمع من الفنانين ولاعبي الكرة وبقية المشاهير، جملة إن حياتي الخاصة «خط أحمر»، ولكن نجد هؤلاء الناس أنفسهم يشركون الجماهير معهم في تفاصيل حياتهم الخاصة، فكيف يستوي ذلك؟
نعم هي معضلة لم ولن تجد لها حلاً، ومن يريد الشهرة بحد ذاتها فعليه تحمل قسطِه من جانبها المظلم.
مسألة أخيرة، يقول بعض المشاهير أنا أحب هذا العمل أو ذاك، لا بغرض الحصول على الشهرة، ولكنني حقاً أحب هذا الميدان وأريد أن أبدع فيه، أما الشهرة فهي تأتي نتيجة ثانوية مصاحبة لشغفي هذا، وليست هي شغفي الأصلي، هنا يصبح الأمر أصعبَ مع هذا الصنف من الناس بخصوص شرعية وأخلاقية استباحة حياته الخاصة.