برغوثي وبني أميّة والمِراضُ من الصِّحاحِ
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

برغوثي وبني أميّة والمِراضُ من الصِّحاحِ

المغرب اليوم -

برغوثي وبني أميّة والمِراضُ من الصِّحاحِ

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

في معرض الكتاب الحالي ببغداد، أتحف الشاعر الفلسطيني تميم برغوثي، الحضور بقصيدة سالت فيها المشاعر عن الحسين وزينب والعراق... وبني أمية طبعاً.

جاء في القصيدة التي أثارت الجدل:

إن العراق حسينٌ آخِرَ الأبدِ

ودهره أمويٌ ما له شرفُ

حاول البرغوثي تسويغ ذلك بأن ما قِيل ليس رأيه بل رأي شخصية زينب في القصيدة.

لكن في ظنّي لو كان غيرُ تميمٍ قالها لقُبل التفسير، لكنَّ الرجل معروفٌ بميوله السياسية وذائقته الثورية الجامحة.

ثم إن هجاء معاوية وبني أمية عامّة، تقليدٌ ثوري سواء من اليسار أو «الإخوان» ومتفرّعاتهم، طبعاً قبل ذلك كله من الأدب الشيعي عبر العصور.

دَعْنَا من هجاء المدوّنة الشيعية، منذ «نهج البلاغة» وشرحها، حتى اليوم، فهذا يندرج تحت عنوان الصراع الطائفي الديني. نتحدث عن الهجائيات من داخل القبّة السنّية، فالعلماني منها يندرج تحت راية يسارية ثورية، والثاني تحت راية إخوانية أو إسلاموية ثورية بشكل عام.

سيّد قطب، أشهر رماحه ضد بني أمية، بخاصة في كتابه «العدالة الاجتماعية» في طبعته الأولى غير «المنقّحة» وصبّ غضبه على الخليفة الأموي عثمان بن عفّان، وقال عن بني أمية كلهم، بعدما اتهم معاوية بالجاهلية الأولى: «أميّة بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها، وما كان الإسلام إلا رداءً تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات».

الجدل حول شخصية معاوية، قديم متجدّد، لذلك صار الموقفُ منه معياراً من معايير الحكم على الآخرين.

عبد الله بن المبارك، وهو من رموز أهل السنّة في بواكير العصر العبّاسي، نُقل عنه القول: «معاوية عندنا مِحنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً، اتهمناه على القوم، أي: الصحابة».

أحمد بن حنبل، وهو رمز السنّة الأول، عراقيٌّ بغداديٌّ من أسرة ناصرت الدعوة العباسية، انتقد من يطعن في معاوية قائلاً: «هذا قول سوءٍ رديء، يُجانب هؤلاء القوم، لا يُجالسون، ونبيّن أمرهم للناس».

وقال الذهبي المؤرخ الدمشقي الشهير: «ملكُ الإسلام».

هؤلاء كلّهم لم يكونوا من علماء السلطان، كما يُقال، وكلهم أيَّدوا موقف الحسين ضد يزيد، لكنهم انتبهوا لخطورة الطعن في شرعية الدولة الأموية، فهي الدولة التي كرّست الحضارة الإسلامية، ومدّت شراع الدولة في مشارق الأرض ومغاربها، ودشّنت الهوية العربية الإسلامية (عبد الملك أول من سكّ العملة الإسلامية مثلاً).

الحقيقة أن هجاء بني أمية في المطلق -وتزكيتهم في المطلق- نوعٌ من الصِّبيانية العلمية والقراءة التاريخية الشعبوية.

أخيراً نقف مع ومضات من تحفة جرير حين وفد على عبد الملك بن مروان:

أَتَصحو بل فُؤادُكَ غيرُ صاحِ

عَشِيَّةَ هَمَّ صحبُكَ بِالرَواحِ

وخالِدته في مدح الأمويين:

أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا

وأندى العالمينَ بُطونَ راحِ؟!

وهذا البيتُ المِعياريُ الفاصل:

رأى الناسُ البصيرَةَ فاستقاموا

وبَيَّنَتِ المِراضُ من الصِّحاحِ

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برغوثي وبني أميّة والمِراضُ من الصِّحاحِ برغوثي وبني أميّة والمِراضُ من الصِّحاحِ



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib