لبنان الشجا يبعث الشجا

لبنان... الشجا يبعث الشجا

المغرب اليوم -

لبنان الشجا يبعث الشجا

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

طالما كان الأمل متاحاً، والغد موجوداً، والهواء لا مانع له، فالبدار البدار، في لبنان وكل أرض، وحالة تشبه لبنان.

كم كان مؤلماً، ومثيراً للشجا الذي يبعث الشجا، كلام جون كيربي، متحدث البيت الأبيض الأميركي، في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز» (Abc News): «نريد التأكيد على أنه لا تزال هناك خيارات (رحلات) تجارية متاحة للأميركيين للمغادرة، ويجب أن يغادروا الآن، ما دامت هذه الخيارات متاحة»، مشيراً إلى أن المسؤولين الأميركيين على اتصال مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين.

سافروا أيها الأميركان، ما دامت مراكب الجو راسية على ميناء بيروت السماوي، قبل أن ينغلق الأفق وتغبر السماء ويحكم القتام كل المسام.

الشجا يبعث الشجا، كما قال متمم بن نويرة راثياً أخاه مالكاً حاكياً عتاب من عاتبه:

أمِن أجلِ قبرٍ بالملا أنت نائحٌ ... كلّ قبرٍ أو على كلّ هالك؟!

فقال أتبكي كل قبرٍ رأيته ... لقبرٍ ثوى بين اللّوى فالدكادك؟!

فقلتُ له: إن الشجا يبعثُ الشجا ... فدعني فهذا كلُّه قبر مالكِ...

نعم... هذا كله قبر مالك، وكيف تنبعث حياة لبنان واللبنانيين من هذا السرمد الأسود في حياتهم، حزب يعتقد أنه رسول السماء ومبعوث التكليف الإلهي، يقوم مقام ولي الأمر على الوطن القاصر، يزجّ به في حرائق الصراعات الصفرية العدمية، ولا شأن لأي لبناني بمناقشة القرار، فضلاً عن رفضه، وإلا صار خائناً أو «تافهاً» كما ممثل السماء، ابن نصر الله في آخر عظة له.

نعم، هذا كله قبر مالك... من شمال لبنان لجنوبه، ومن سهله لجبله لبحره... كله يبعث الشجا ويديم النواح عند قبر ثوى بين اللوى فالدكادك.

هذه المرة لم يجد متمم من يواسيه في أخيه مالك، لقد انصرف القوم عن متمم، وانشغل كل متمم بمالكه الخاص، فلكل ضيعة وكفر وبلدة وبقاع وجرد وميناء وجبل مرثيته الخاصة... كما أن انقلاب رماح الحزب الإلهي طعناً في أهل الدار، وجيران الدار الأقربين، في سوريا، منع أو خفّف التعاطف مع حاملي الرماح الطاعنة في الأهل خلال السنوات القريبة، وما زالت الجراح في بيروت والجبل، جبل الدروز، وفي القصير والقلمون ومضايا، ندية.

كان الله، رب الجميع، وليس الذي يدعي نفر من الناس التحزب له، أن يرأف بأهل لبنان، فقد انتهى حيل البشر وحيلهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الشجا يبعث الشجا لبنان الشجا يبعث الشجا



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib