معركة غيتس وماسك مَن رائد البشرية

معركة غيتس وماسك... مَن رائد البشرية؟

المغرب اليوم -

معركة غيتس وماسك مَن رائد البشرية

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

الملياردير الأسطوري الأميركي إيلون ماسك، أزاح نظيره بيل غيتس ليس عن موقع الثريّ الأول في العالم، بل كذلك عن موقع رجل الأعمال التقدمي الذي يفكّر، للبشرية كلها، خارج الصندوق.
التراشق بين الرجلين زاد في الفترة الأخيرة، وبلغ الأمرُ ذروتَه بعد استحواذ إيلون ماسك على منصة «تويتر» الشهيرة بعشرات المليارات من الدولارات، في صفقة أثارت اهتمام العالم كله.
غيتس غير مرتاح لاستيلاء منافسه ماسك على هذه المنصة الخطيرة التي تستقبل، وتصدّر، التفاعل الاجتماعي والسياسي بين الناس... حيث يتَّهم غيتس منافسه بأنه سيطلق العنان للتعليقات والمحتوى المناهض لبيل غيتس!
وصف غيتس، في مقابلة مع برنامج «توادي» على شبكة «بي بي سي»، نظريات المؤامرة التي تتعلق به بأنها أفكار «مجنونة»، كما وصف الهتافات ضده في الأماكن العامة بأنها أمر «مروّع».
الأمر لم يقف عند رأي غيتس في استحواذ ماسك على «تويتر»، بل حتى طال نقد غيتس شركة ماسك الأشهر «تسلا» لصناعة السيارات الكهربائية، وفي الأسبوع الماضي اتهم ماسك غيتس بأنه «يقلّل من قيمة» أسهم شركة «تسلا»، وهي طريقة لكسب المال، من خلال المراهنة على أن الشركة ستفقد قيمتها، وهو الأمر الذي ردّ عليه ماسك بأن غيتس يهاجم شركة هدفها صون البيئة، يقصد شركته «تسلا»، وطبعاً موضوع البيئة طبقاً للتنظير الليبرالي «البيئوي» الجديد -قدس الأقداس!- لكن غيتس رفض فكرة أن تقليل قيمة أسهم شركة «تسلا» سيكون عملاً ضاراً بالبيئة.
ما الحقيقة في كل هذه المعارك؟ أين الجشع المالي والحرص على مضاعفة الثروات، وأيضاً «الهيمنة» على «السوق» الذي هو مليارات البشر، من الحرص على الصالح العام ومستقبل الأرض وسكانها من دون أغراض باطنية؟
الغريب أن غيتس وأمثاله من أباطرة الديجيتال وعالم الثروة الجديد، من أهم المطالبين بقيم الليبرالية بصيغتها القصوى، ومن ذلك حرية التعبير، ولكنَّه ورفاقه، مثل إدارة «تويتر» و«فيسبوك» و«غوغل» و«يوتيوب»، كانوا سيوفاً كسيوف الجنرال الإسباني فرانكو، ضد أي رأي مخالف لرأي غيتس وفاوتشي... إلخ، ومنعوا وحذفوا وشطبوا كل مخالف لهم، ليس في الملف الصحي فقط، بل في كل الملفات الأخرى.
ماسك قال إنه سيرفع هذه القيود ويعيد حرية التعبير لمنصة «تويتر»، وهو الأمر الذي أغضب غيتس، خصوصاً أن الرجل صار هدفاً لهجمات كثير من الناس بسبب حماسة الأخير لكل إجراءات العزل وفرض اللقاحات، التي يرفضها البعض -بصرف النظر عن الرأي في هذا الرفض- لكن غيتس ذاق من مرارة كأس التحشيد الإعلامي، وقال: «خرجت في الفترة الأخيرة إلى الشارع، ووجدت بعض الناس يصرخون في وجهي قائلين إنني أتتبَّعهم. وهذا شيء مروّع».
ولا شك أنَّ نظريات المؤامرة الغرائبية التي حيكت حول الرجل، فارغة، ولكن النقاش ليس هنا، بل في عدم التناقض في ضمان حرية التعبير للجميع، حتى ولو كانت سخيفة وفارغة، ما دام ليس فيها جرم جنائي أو إرهابي... أو هكذا يُفترض بالطرح الليبرالي المطلق!
بكل حال... نحن تجاه معركة مثيرة ومستمرة بين هذين القطبين، على من هو الأجدر بتمثيل دور «الرائد» البشري الأول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة غيتس وماسك مَن رائد البشرية معركة غيتس وماسك مَن رائد البشرية



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدفاع الجديدي يهزم حسنية أكادير

GMT 17:39 2024 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

إنستغرام تطلق تحسينات كبيرة على قنوات البث

GMT 03:53 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

فئات الرجاء البيضاوي العمرية تعيش وضعية مزرية

GMT 05:47 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الملكية البرلمانية

GMT 05:37 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الفنادق في فيينا ذات القيمة الجيدة

GMT 07:40 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019

GMT 04:53 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

مواطن عراقي يُغرّم شرطة المرور في أربيل 30 ألف دينار

GMT 11:35 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

فنانات سرقن أزواج زميلاتهن بعد توقيعهم في "شِبال الحب"

GMT 08:41 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إليك أجمل التصاميم لطاولات غرف المعيشة

GMT 21:41 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

مهرجان وجدة للفيلم يكرم الممثلة المصرية ليلى طاهر

GMT 11:16 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سعر الريال القطري مقابل دينار اردني الأحد

GMT 04:03 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

دونالد ترامب يُشدّد على عدالة وإنصاف القضاء الأميركي

GMT 16:19 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تطورات الحالة الصحة لـ"الزفزافي" عقب أزمة مفاجئة

GMT 12:34 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

توقيف رجل مسن وهو يغتصب طفلًا في الخلاء في أغادير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib