بلينكن والصين استراحة محاربين
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

بلينكن والصين... استراحة محاربين

المغرب اليوم -

بلينكن والصين استراحة محاربين

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

مع الضوء الأخير من نهار الأحد الماضي، أي اليوم الأول لزيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى الصين، طلعت علينا وزارة الخارجية الأميركية بتصريحات ذات طبيعة «إكليشيهية» من عينة القول إن الوزير الأميركي أجرى محادثات «بنّاءة» مع نظيره الصيني في بكين، وأن الصين تتطلع إلى إقامة علاقات مستقرة مع الولايات المتحدة، وما شابه من عبارات تقليدية، عادةً ما يتم تطويعها في أزمنة الخلافات العميقة، بهدف التعمية على واقع الحال المتردي، من واشنطن إلى بكين والعكس.

هل كان من المتوقع لزيارة بلينكن الأولى من نوعها لمسؤول أميركي كبير منذ عام 2018 أن تحقق اختراقات هائلة، سواء على صعيد العلاقات السياسية أم الملفات الاقتصادية المحتقنة بين الجانبين؟

الحقيقة التي أقر بها بلينكن قبل مغادرته سماوات واشنطن، هي أنها زيارة بهدف «تجنب الحسابات الخاطئة مع بكين، وبهدف فتح خطوط اتصال مباشرة، بحيث يتمكن البلدان من إدارة العلاقات بشكل مسؤول».

تبدو العبارة المتقدمة غامضة بعض الشيء للذين ليست لهم دالّة على بواطن العلاقات الأمريكية - الصينية، والمهدَّدة دوماً بالوقوع في فخ ثيوسيديديس، أي تكرار بالضرورة للمواجهة العسكرية المسلحة بين القوة القطبية القائمة ونظيرتها القادمة، كما جرت المقادير بين إسبرطة وأثينا قبل الميلاد.

بالعودة إلى الذاكرة نهار السادس من يناير من عام 2021، أي يوم «موقعة الكونغرس»، وجدت الصين نفسها في مواجهة حالة من حالات الذعر، خوفاً من أي قلاقل تحدث في الداخل الأمريكي، يمكنها أن تتسبب في مواجهة نووية مع أمريكا، وقد علم الجميع لاحقاً كيف خاطب الجنرال الأمريكي مارك ميلي، نظيره الصيني لي زوتشينغ يوم الثامن من يناير نفسه لتهدئة روعه بعد أن توقعت الصين هجوماً أمريكياً وشيكاً، وربما كانت بكين قد هيَّأت نفسها لردّات فعل تنطلق من استخدام مكثَّف للقوة التقليدية، وصولاً إلى تحريك رؤوسها النووية، والتي إن كانت لا تقارَن عددياً بما لدى واشنطن، إلا إنها تكفي لردع الأمريكيين حال ساءت الأحوال واستولى الراديكاليون الأمريكيون على الحكم، بعد رفضهم الإقرار بهزيمة ترمب.

هل يعني ذلك أن أهداف زيارة بلينكن كانت مؤطَّرة بمحددات بعينها، بعيدة كل البعد عن الأحلام المخملية، حيث الحَمَل والذئب يرعيان معاً في أزمنة العولمة؟

ذلك كذلك قولاً وفعلاً، حيث بان جلياً للطرفين أن خطاب الغضب لا يفيد، وأن محادثات أكثر رصانة خلف الأبواب المغلقة، يمكنها أن تؤجل القدر المقدور في الزمن المنظور إلى أبعد نقطة زمنية ممكنة، وقد تجود السماء على المتصارعين بفهم عميق للتعايش عوضاً عن الغرق معاً.

ما يتسنم أهداف زيارة بلينكن هي محاولة فض «العروة الوثقى» بين موسكو وبكين، حتى الخلاص من حرب القيصر بوتين التي طالت من غير حسم.

لم يتوقع أحدهم أن يضحى بلينكن، كيسنجر جديداً، ليعيد سيرة دبلوماسية «البينغ بونغ»، أوائل سبعينات القرن الماضي، لكنّ جنرالات البنتاغون ورجالات الخارجية الأمريكية يحدوهم أمر واحد، من الخطورة بمكان، ألا وهو قطع الطريق على الصدام في الزحام، أو الاحتكاك في الظلام، بين قطع البحرية الأميركية والصينية في البحر، كما حدث مؤخراً في مضيق تايوان، أو في الجو كما يتكرر مؤخراً بين المقاتلات الأمريكية والصينية، فوق بحر الصين الجنوبي.

للأميركيين مصلحة استراتيجية عليا في عدم فتح جبهة عسكرية في شرق آسيا مع قوة بحجم الصين، لا سيما في هذا التوقيت الحرج والمخيف، إذ تكفي صواريخ موسكو الفرط صوتية، وقنابلها النووية التكتيكية المنقولة حديثاً إلى بيلاروسيا، وغواصات الكرملين التي تجوب بحر الشمال وما حوله، مهددةً بالويل والثبور وعظائم الأمور.

مضى بلينكن إلى بكين في زيارة تأخرت من فبراير (شباط) الماضي، إثر الاتهامات الأمريكية للصين بأنها وراء المنطاد الغامض الذي حلَّق فوق الأراضي الأمريكية، وكل الأمل أمريكياً أن يفي له الحظ بعدما أخلف لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ذاك الذي رفض وزير الدفاع الصيني، لي شانغفون، طلب لقائه معه.

نُصب عينَي بلينكن في محادثات الغرف المغلقة، استعادة خط الاتصال العسكري المخصص لتهدئة أي حوادث عارضة أو طارئة، يمكنها أن تفغر فاه الفخ الإغريقي القديم، ليتكرر من جديد مهلكاً الزرع والضرع في ثلاثة أيام، وليس ثلاثين عاماً كما جرت النوازل في زمن الحروب البيلوبونيسية.

للجانب الأمريكي مصلحة كبرى في زيارة بلينكن، تتمثل في تهدئة التوترات السياسية لأقصى درجة، خدمةً للتبادل التجاري والاقتصادي مع بكين.

ليس سراً أن لواشنطن وبكين مصالح متبادلة، فأمريكا هي السوق الأنفع والأرفع للسلع الصينية، والصين تجد في سندات الخزانة الأمريكية الموقع والموضع المالي الأكثر أمناً وموثوقية وسط أحوال العالم المتردية.

يسعى الديمقراطيون بقيادة بايدن إلى تحسين أوضاعهم الانتخابية في الفترة الممتدة من الآن حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، وذلك عبر تدفقات مليارية صينية جديدة تُنعش البنوك الأمريكية.

الأمر عينه ينسحب على مصالح الصين العليا، لا سيما في ظل تراجع معدلات النمو الاقتصادية، والخوف من التدهور الديموغرافي لسكان الصين، وتعثر الشراكات مع الأوروبيين، وعلى غير المصدق أن ينظر إلى استراتيجية الأمن القومي الألماني التي صدرت مؤخراً، وكيف تنظر إلى الصين كقوة تدفع في طريق عدم الاستقرار حول العالم.

هنا فإن بكين تأمل في أن تتجنب المزيد من العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وبنوع خاص على صناعات التكنولوجيا الدقيقة، مثل الرقائق والشرائح الإلكترونية الضرورية لكل صناعات القرن الحادي والعشرين.

رحلة بلينكن، زيارة براغماتية من بابها إلى محرابها، واستقبال الصينيين له أمرٌ تغلّفه مصالحهم المقابلة، ما يعني أنها «استراحة محاربين» لالتقاط الأنفاس، قبل السقوط معاً في الفخ القادم لا محالة. وعلى غير المصدَّق أن يراجَع الاتفاق الجديد بين واشنطن و«بابواغينيا الجديدة»، جنوب غربي المحيط الهادئ، الذي سيسمح بتطويق الصين، وتوقيع الصين اتفاقاً مشابهاً مع جزر سليمان المجاورة استعداداً ليوم القارعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلينكن والصين استراحة محاربين بلينكن والصين استراحة محاربين



GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib