إسرائيل والمقدسات التطرف لا يفيد
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

إسرائيل والمقدسات.. التطرف لا يفيد

المغرب اليوم -

إسرائيل والمقدسات التطرف لا يفيد

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

ما هي الفائدة التي عادت على إسرائيل بداية، وعلى بقية منطقة الشرق الأوسط، من اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى؟

المؤكد أن هذا التصرف عاد بالمنطقة إلى مخاوف صحوة التطرف مرة أخرى، ودفع الشرق أوسطيين إلى التساؤل مرة أخرى، هل إسرائيل دولة مدنية، أم أنها مصرة على طرح ذاتها ككيان ديني؟

تبدو إسرائيل، وعلى عتبات عام جديد، ومن خلال رئاسة وزارة نتانياهو، بالضبط كما الحال بالنسبة لإيران، لا تريد أن تحسم أمرها بين ما إذا كانت دولة أم ثورة.

حديث الأقصى يفتح جرحا غائرا في عالمنا المعاصر، وبما يتجاوز المنطقة، ذلك أن الأوهام التاريخية المخيمة على العقلية الإسرائيلية حول جبل الهيكل وبناء معبد سليمان محله من جديد، كفيلة بإفقاد العالم سلامه شرقا وغربا.

منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، لا تزال رؤية بن غوريون قائمة في أذهان الإسرائيليين المتشددين والمتطرفين، ومفادها أنه: "لا فائدة لإسرائيل من غير القدس، ولا معنى للقدس من غير الهيكل ".

الذين طالعوا مذكرات، ليفي اشكول، رئيس وزراء خلال حرب الستة أيام عام 1967، لا يشعرون بمفاجأة ما قام به بن غفير، فقد فكر أسلافهم، لاسيما من الجنرالات، في هدم الأقصى في ذلك التوقيت، ومن وقتها جرت محاولات عدة لإحراق الأقصى، وأبطلت مؤامرات تدميره من خلال تفجيرات، وظلت مشروعات تهويد القدس، والحفر من أسفل الأقصى ماضية، حتى بعد أن تسببت زيارات مماثلة سابقة لانتفاضتين فلسطينيتين.

منذ بداية الألفية الثالثة وهناك سيناريوهات يمينية متطرفة، تعمل جاهدة على تغيير ما يعرف في اللغة اللاتينية باسم Status Quo أي الوضع القائم، والقدس بحسب قرارات الأمم المتحدة، مدينة محتلة، ومن هذا المنطلق، لا يجوز لها أن تغير الأوضاع القائمة فيها إلى Pro Quo أي تغيير وتعديل ما كانت عليه الأوضاع، قبل احتلال المدينة المقدسة.

قبل بضعة أعوام، جرت محاولة أخرى، وغالب الظن أنه ستكون هناك محاولات متجددة منها، تتعلق بفكرة تقسيم الوقت داخل حرم الأقصى، وبما يسمح بإقامة الشعائر اليهودية في أوقات معينة، والسماح للمسلمين بأوقات أخرى، الأمر الذي يدفع حكما في طريق الصدام لا بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الداخل فقط، وإنما حول العالم من خلال إذكاء نيران التطرف الدوغمائي شرقا وغربا.

يغيب عن القيادة الإسرائيلية الجديدة، أن المقدسات مطلقات، وقد علمتنا الفلسفة أن المطلقات لا تقبل فلسفة التفاوض أو قسمة الغرماء، بل تقود حكما إلى الصراع الشامل والكامل، على العكس من الخلافات حول الأمور النسبية.

لم يعد سرا أن تصرفات قيادات إسرائيل اليمينية المتشددة إلى حد التطرف، قد باتت تدفع الكثير من الإسرائيليين أنفسهم لجهة موجات من العنف الديني اليميني مرة جديدة.

قبل نحو عامين، نشر معهد "ماجرموحوت "، الإسرائيلي لاستطلاع الرأي، نتائج بحث حول فكرة تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود، وفيه أيد نحو 59% من الإسرائيليين الطرح من ناحية الزمان والمكان، فيما أوضح الاستطلاع أن نحو ثلث الإسرائيليين، يؤيدون فكرة بناء الهيكل، وذهب 66% من المستطلعة آراؤهم إلى أن حائط البراق هو أكثر المعالم المقدسة لدى الشعب اليهودي.

كان من الطبيعي أن تدفع زيارة بن غفير المزيد من أنصار اليمين الإسرائيلي، إلى محاكاة مرفوضة، وهذا ما جرت به المقادير صباح الأربعاء، حينما اقتحم عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، وأدوا طقوسا تلمودية.

المثير جدا وفي تطور يعكس كراهية راسخة عند أنصار اليمين الإسرائيلي، لكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية المقدسة، قيام المستوطنين المتطرفين بالاعتداء على المقبرة التابعة للكنيسة الإنجليكانية، في جبل صهيون، في مدينة القدس المحتلة، وحطموا عدة صلبان وشواهد عشرات القبور وقاموا بتدنيسها والمشي عليها.

لا تقتصر ردات الفعل الرافضة لامتهان اليمين الإسرائيلي، حكومة وشعبا، للمقدسات الإسلامية والمسيحية، على العالمين العربي والإسلامي فحسب، بل امتدت الإدانة إلى غالبية حكومات العالم، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أظهر فيها مسؤولون كبار في إدارة الرئيس بايدن، مقدار غضبهم بسبب تصرفات بن غفير.

الأمريكيون راهنوا، ولا يزالون، على بسط سجادة السلام في الشرق الأوسط، ومحاولة تذليل العقبات بين الإسرائيليين وجيرانهم من العرب، وقد بدت في الأفق علامات بشكل أو بآخر لفتح مسارب للسلام، غير أن ما جرى خلال الأيام الأولى من العام الجديد، بعث للأمريكيين برسالة تفيد بأن كافة جهودهم قد تذهب أدراج الرياح.

أما عن المراكز الدينية والإيمانية الكنسية المتقدمة، وفي المقدمة منها، الكرسي الرسولي في الفاتيكان، فقد رفض مرارا وتكرارا فكرة انفراد إسرائيل، بمقدرات المشهد في المدينة المقدسة، القدس، وهو موقف مبدئي منذ العام 1967 ولم يتغير، وكثيرة هي البيانات التي صدرت في الفاتيكان حول ضرورة عدم تغيير الأوضاع القائمة الخاصة بالمقدسات في الداخل الفلسطيني، وأن تظل المدينة متعددة الأديان، إضافة إلى بعدها الروحي وهويتها الفريدة، وهو موقف بدا من عند البابا بولس السادس عام 1967 وصولا إلى البابا فرنسيس.

هل تدرك القيادة الإسرائيلية الجديدة أن تلك التصرفات، تدفع تيارات متطرفة وراديكالية في طريق إشعال صراعات ذات سمات دينية وطائفية ومذهبية.

ربما يكفي العالم ما فيه من أمراض الشعبويات والتيارات القومية ذات الملامح الشوفينية.

التطرف والكراهية لا يفيدان.. الحوار والجوار والتعايش واحترام الآخر ومقدساته هو الحل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل والمقدسات التطرف لا يفيد إسرائيل والمقدسات التطرف لا يفيد



GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib