النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

النيجر... ومعركة أوروبية أم أميركية؟

المغرب اليوم -

النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

وقت كتابة هذه السطور كان قادة الانقلاب العسكري في النيجر، يهددون ويتوعدون بمحاكمة الرئيس محمد بازوم، بتهمة الخيانة العظمى، والذريعة تعاملاته مع رعايا ورؤساء أجانب، وهي التهمة التي يمكن أن تصل عقوبتها حد الإعدام.
 

في الوقت عينه، كان الإنذار بأن المصير نفسه، ينتظر «بازوم» حال شنّت قوات مجموعة غرب أفريقيا الاقتصادية المعروفة باسم «إيكواس» هجوماً عسكرياً على النيجر.

يمكننا التساؤل هل نحن أمام أزمة أفريقية داخلية، أم صراع نفوذ على القارة الأفريقية، التي يتكالب عليها القاصي والداني، الشرق والغرب، كل بأدواته وآلياته، وكأنه قولاً وفعلاً صراع القرن؟

مثير جداً أن يصحو العالم فجأة على الأهمية الكبرى لهذه الدولة الأفريقية المحاطة باليابس من جميع الاتجاهات، وأن تطفو على السطح قيمتها الجيوسياسية، حيث يتصارع عليها الأوروبيون ممثلين في فرنسا، في حين الأميركيون يضعون نصب أعينهم عليها؛ تحسباً للتوغل الصيني، ودرءاً للوجود الروسي، لتكتمل من حولها دائرة حروب الوكالة.

تمثل النيجر بنوع خاصة ركيزة استراتيجية لفرنسا، حيث غالبية مفاعلاتها النووية التي تزود البلاد بالطاقة، تقوم على اليورانيوم المستورد من هناك، ناهيك عن بقية ثروات النيجر من الذهب والمعادن النادرة.

معركة يورانيوم النيجر في واقع الأمر لا تؤثر فقط على فرنسا، وإنما تتقاطع مع الولايات المتحدة الأميركية، وهنا يحتاج الأمر إلى إلقاء الضوء بشكل مركز ومكثف.

اعتمدت أوروبا طويلاً على النيجر كمصدر لليورانيوم، بديلاً عن اليورانيوم الروسي، ولم تعد قادرة بعد مواقفها المعادية لموسكو، والداعمة لكييف، أن تستورد المزيد منه من روسيا، بينما الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تشتري الوقود النووي الروسي؛ ولهذا السبب لم تخضعه لأي عقوبات مفروضة على نظام القيصر.

هنا تبدو واشنطن وكأنها أمام إشكالية نضوب مصادر الطاقة المهمة للجنوب الأوروبي؛ ما يمثل قضية أمن قومي للأوروبيين، ونقطة ضعف لهم أمام النفوذ الروسي في الحال، والتحالف الروسي - الصيني في الاستقبال.

تبدو معركة النيجر معركة أميركية بقدر لا يقل عن أهميتها لفرنسا خاصة، ولبقية دول القارة الأوروبية عامة؛ فواشنطن مهمومة ومحمومة بوقف التمدد الروسي - الصيني في القارة الأفريقية. يعنّ لنا التساؤل: «هل استطاع القيصر نقل المعركة إلى مربعات القارة السمراء، ليفتح جيوباً وليس جيباً واحداً، في النفوذ الغربي، أوروبياً كان أم أميركياً، وبهدف تخفيف الضغط على الجبهة الأوكرانية؟

بالمطلق، لا توجد دلائل تشير إلى هذا التورط، لكن نظرياً يعدّ القلق الأوروبي والأميركي، واحتمالات التدخل المسلح، وإيجاد مستنقع للقوات الأميركية في النيجر، كما حدث في الصومال في تسعينات القرن المنصرم، مكاسب غير مباشرة لموسكو، وبما يكفل مشاغبة استراتيجيات الولايات المتحدة في قارة لا تزال تستوعب نحو قرنين من العمل على البنية التحتية، والاستفادة بخيراتها وثرواتها المعدنية.

يدرك الأوروبيون والأميركيون أن بوتين خطط ولا يزال لإحياء أزمنة تعاون الاتحاد السوفياتي مع الأفارقة، وكأن التاريخ يعيد نفسه مرة ثانية؛ إذ يعزف على أوتار تحرر شعوب أفريقيا من ربقة الاستغلال الاقتصادي، والسخرة المالية التي تعيشها شعوب تلك البلدان، حتى بعد أن رحلت الأرتال العسكرية وأنظمتها الأوروبية، بينما ظلت عملية استنزاف الشعوب قائمة وقادمة، وهو ما قرعّت به رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، ومضت صراحتها إلى نحو بعيد.

لعل الذين طالعوا استراتيجية الأمن القومي الأميركي الصادرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، يدركون تراتبية الأخطار التي تواجه واشنطن، فعلى الرغم من أن روسيا اليوم هي من يقود المعارك العسكرية في مواجهة أوكرانيا، فإن الخوف الأكبر، والمهدد الأخطر حول العالم هي الصين.

والشاهد، أنه إذا كانت واشنطن تخشى مرة من تواجد قوات «فاغنر» في القلب من أفريقيا، ودعم ومساندة الأنظمة التي تراها مارقة عن الديمقراطية، وخارجة عن أطر حقوق الإنسان، إلا أن قلقها الأشد يتأتى من جانب بكين عبر طريقين:

الأول : يتمثل في الاختراق الناعم الذي تقوم به في قلب دول القارة السمراء، عبر الأموال الساخنة، وتعدّ واشنطن أن بكين بذلك تدخِل الأفارقة في دوامة من الديون التي تكبل القرار السيادي، وتجعل من بلدانهم مطايا لرغباتها الماورائية.

الثاني : هو الانتقال من مرحلة التوسع والتمدد الاقتصادي، إلى بناء نقاط الارتكاز العسكري، والتي يمكن أن تتمثل في القواعد عند موانئ دول الساحل الأفريقي بشكل خاص، وقد تتزيا أول الأمر بشكل مدني، لن يلبث أن يخدم أهدافاً عسكرية، وهو ديدن القوى الإمبراطورية كافة في نشأتها، وصولاً إلى مرحلة استعلان نفوذها القطبي عالمياً.

يحتاج الحديث إلى ما يقصر عنه المسطح المتاح للكتابة، غير أن التساؤل المهم الذي يطرح على مائدة النقاش: «هل واشنطن ستعمد عند نقطة معينة إلى التدخل العسكري في أزمة النيجر؟

قد لا يعرف الكثيرون أن لواشنطن ثلاث قواعد عسكرية في النيجر، وليس قاعدة عسكرية واحدة، كما يقول «البنتاغون»، ومعنى ذلك أن الوجود العسكري الأميركي هناك قادر في وقت محدد على التدخل، لكنه يتفادى المباشرة في الفعل لأسباب كثيرة.

الأميركيون ولأجلٍ غير مسمى مشغولون في أوكرانيا، حتى لو لم تكن هناك بارقة أمل في نهاية قريبة، ثم هناك المناوشات التي يعيشونها في منطقة الخليج العربي، لا سيما مع إيران، رغم صفقة الأسرى الأخيرة.

بجانب هذا وذاك، لا تزال منطقة الإندو باسيفبك، وجزيرة تايوان، تمثل فخاً منصوباً للعسكرية الأميركية، والحديث يدور في كل الأحوال عن ضعف الجاهزية الأمريكية للقتال إلى الحد الذي دفع الأوكرانيين للتخلي عن الأساليب القتالية الأميركية، وتطبيق التكتيكات التي تعرفها جيداً العائدة إلى الحقبة السوفياتية، والعهدة هنا على مجلة «النيوزويك» الأميركية في عددها الصادر في 10 أغسطس (آب) الحالي.

هل يعني هذا وعند أن واشنطن ستترك ساحة الحرب الأفريقية، بدءاً من النيجر مستباحة للصين وروسيا؟

هذا لن يحدث، وغالباً ما سيكون البديل، دفع حلفاء أقوياء عسكرياً مثل نيجيريا و«إيكواس»، للقيام بدور الخنجر في الخاصرة؛ ما يعني زمن القتال الأميركي بالإنابة من جديد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية النيجر ومعركة أوروبية أم أميركية



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 21:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة ناسي تثير التساؤلات قبل مواجهة الرجاء

GMT 21:48 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبين مغاربة ضمن لائحة الأفارقة الأعلى أجرا في العالم

GMT 23:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيليان مبابي وصل للقاع بعد إهداره ركلة جزاء أمام بيلباو

GMT 22:13 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مونزا متذيل ترتيب الدوري الإيطالي يقيل مدربه نيستا

GMT 01:25 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جافي لاعب برشلونة الإسباني يعترض على أداء ليفاندوفسكي

GMT 00:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُعلن أن المحيطون براشفورد يتخذون قرارات خاطئة

GMT 23:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

يو إف سي تُعلن عن نزالات بطاقة الرياض رسمياً

GMT 20:33 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib